ذكرى مقتل البغدادي.. تفاصيل مرعبة بآخر لحظات زعيم داعش
قبل عامين، قتل أبرز المطلوبين بالعالم، وبدلا من أن يمضي بشرف، قتل أبوبكر البغدادي، زعيم داعش، اثنين من أطفاله خلال الغارة الأمريكية.
ونشرت صحيفة "صن" البريطانية، الأربعاء، تقريرا يروي تفاصيل اغتيال البغدادي، حيث أشار إلى أن القوات الأمريكية تمكنت في أكتوبر / تشرين الأول 2019، من تحديد مكان البغدادي شمال غرب سوريا بعد سنوات من الاختباء.
وأضاف التقرير، أن ثماني طائرات هليكوبتر تقل 70 من قوات دلتا فورس الأمريكية حلقت فوق الأراضي السورية قبل أن تهبط في المجمع.
وانقض جنود مزودون بمعدات الرؤية الليلية على المبنى المفخخ ما دفع البغدادي للفرار من نفق سري مع أطفاله.
وأوضح التقرير أن وحدة صغيرة طاردت زعيم داعش بكلب هجوم قبل أن يفجر زعيم داعش حزاما ناسفا ليقتل نفسه وأطفاله.
ولفت التقرير إلى أن القوات الأمريكية أنقذت عددًا من المدنيين بينهم 11 طفلاً - لكنها لم تستطع إنقاذ الطفلين اللذين اصطحبهما البغدادي معه.
وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حينها إنه:"السفاح الذي حاول جاهدًا ترهيب الآخرين ، قضى لحظاته الأخيرة في خوف مطلق، في هلع ورهبة تامة، مرعوبًا من أن تضغط عليه القوات الأمريكية.. لقد كان رجلاً مريضًا وفاسدًا وقد رحل الآن".
وظهر البغدادي للمرة الأولى على منبر المسجد الكبير في الموصل بعد سيطرة داعش على المدينة في 2014، للإعلان عن تأسيس ما زعم أنها "خلافة إسلامية" ومنح نفسه لقب ما يسمى بـ"الخليفة".
لكن تلك الخطبة كانت آخر ظهور له قبل ظهوره في مقطع فيديو عام 2019 يدعو إلى شن هجمات على الغرب.
خلال الفترة التي قضاها في التخفي، وصف بأنه "الشبح والشيخ غير المرئي" - وحتى أنه كان يرتدي كمامة أثناء التحدث إلى دائرته المقربة.
بحلول نهاية عام 2017 كان تنظيم داعش قد فقد السيطرة على معظم أراضيه وخفت صوت البغدادي.
وبعد إصابته بجروح خطيرة في غارة جوية عام 2015، وردت تقارير لاحقة تفيد بمقتله في هجمات مماثلة على مدى السنوات القليلة التالية – والتي لم يكن أي منها صحيحًا.
وخلال السنوات التي قضاها في الاختباء، رفعت وزارة العدل الأمريكية مكافأة القبض عليه من 10 ملايين دولار إلى 25 مليون دولار.
من هو البغدادي؟
فمن هو البغدادي الذي نصّب نفسه في يوما ما على رأس خلافة مزعومة سرعان ما تهاوت؟
في شهادة ميلاده سُمي بإبراهيم عواد السامرائي الذي ولد عام 1971 في منطقة الطوبجي بمدينة سامراء شمال بغداد.
عام 2003 الذي شهد اجتياح الولايات المتحدة للعراق، انضم البغدادي لحركة التمرد السلفي، ووقع في أيدي الأمريكيين قبل أن يُطلق سراحه ظنا أنه ليس سوى محرض على الاحتجاج.
حتى الرابع من يوليو/تموز 2014، لم يلفت البغدادي أنظار العالم، إلى حين ظهر ملتحيا ومتشحا بعباءة سوداء يصعد منبر جامع النوري في مدينة الموصل شمالي العراق، معلنا قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
وفي الفيديو الذي نُشر له وهو يخطب صلاة الجمعة بجامع النوري العتيق، قال "إن الله أمرنا أن نقاتل أعداءه"، ليتدفق عليه الآلاف ممن يستلهمون أفكاره المتطرفة.
في عام 2016، وحين بلغ "داعش" ذروة قوته، سيطر على مساحة كبيرة تمتد من شمال سوريا وحتى مشارف بغداد.
ومن سوريا والعراق، إلى أوروبا وأفريقيا ودول أخرى حول العالم، استيقظت خلايا التنظيم المتطرف، ونفذت عشرات الهجمات التي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف المدنيين وقوات الأمن.