عشية "الفرصة التاريخية".. البرهان يتعهد بدعم الآلية الثلاثية
وسط أزمة سياسية "حادة" يعاني منها السودان، بات البلد الأفريقي على أعتاب "فرصة تاريخية" في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي.
تلك الفرصة، التي تجسدت في جلسات الحوار المباشر المنتظر انطلاقها يوم الأربعاء، اعتبرها رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، بمثابة حدث تاريخي ينتظر بلاده.
وحث البرهان، في كلمة وجهها للسودانيين عشية الموعد الذي حددته الآلية الثلاثية المكونة من الاتحاد الإفريقي، وبعثة يونيتامس ومنظمة إيجاد، لبدء حوار مباشر بين الأطراف السودانية لحل الأزمة السياسية الحادة في البلاد، القوى السياسية على الاستجابة لدعوة الحوار.
وفيما أكد رئيس مجلس السيادة ضرورة "التسامي فوق خلافاتنا لمصلحة الوطن"، شدد على أن مجلس السيادة كمكون عسكري ملتزم بالعمل مع الجميع حتى تتويج المرحة الانتقالية، بانتخابات حرة وشفافة يختار فيها الشعب من يحكمه.
الآلية الثلاثية
وقال: "في سبيل تحقيق ذلك، قبلنا ووافقنا ودعمنا العملية التي دعت إليها الآلية الثلاثية وقدمنا وسنقدم التسهيلات اللازمة لتهيئة البيئة للحوار، آملين أن توصلنا إلى نهاية نتفق فيها جميعاً على ما يحفظ ويصون أمن بلادنا الحبيبة ويرفع عن كاهل شعبنا ما أصابه خلال الثلاثة سنوات الماضية".
وأضاف رئيس مجلس السيادة: "أرجو وأطلب من المكونات المختلفة المعنية بهذا الحوار أن تبادر بالاستجابة وألا تقف حجر عثرة في طريق استدامة الانتقال والتحول الديمقراطي؛ لأن الوطن وشعبه يستحقان أن نسمو فوق خلافاتنا ونضع ونعلي شأنه ووحدته وأمنه فوق كل مطلوباتنا الحزبية أو الجهوية أو الشخصية".
وجدد البرهان حره على النأي بالمؤسسة العسكرية من المعترك السياسي، شريطة توفر التوافق الوطني الذي تيسره الآلية الثلاثية أو الانتخابات التي هي الأداة الشرعية لتداول السلطة.
أزمة طاحنة
وتقدم بالشكر لأصدقاء السودان الذين يدعمون الانتقال وإكمال التحول الديمقراطي، خاصة دول الجوار التي تقف إلى جانب شعب البلاد، متوجهًا بالشكر لآلية الثلاثية وكل من سعى وساهم في مسيرة الإنتقال المفضي إلى دولة الحرية والسلام والعدالة.
وتسعى هذه العملية لحل أزمة طاحنة تفجّرت عقب قرارات قائد الجيش الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قضت بحل الحكومة، وفرض حالة الطوارئ بالبلاد، وتجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية، في خطوة وصفها بأنها "تصحيحية لمسار الثورة"، فيما عدّتها المعارضة "انقلاباً".