احتفلت وتحتفل مصر بذكرى الخلاص من حكم الإخوان المسلمين عام 2013 وقيام ثورة 30 يونيو/حزيران ضدهم.
تسع سنوات مرت على نبذ حكم "الإخوان" الذي كان يريد الخلود والبقاء طويلاً على عرش مصر، بعد دخول مرحلة التمكين خطواتها العملية... لكن القوت المسلحة المصرية، مدعومة بانتفاضة شعبية، كان لها رأي مختلف.
هذه التقدمة، لأنَّه كان لافتا احتفال جموع "الإخوان" على الميديا والسوشيال ميديا بما جرى من انهيار تام في سريلانكا المفلسة، وهروب الرئيس واقتحام الجماهير قصرَه... إخوان مصر وأنصارهم من غير المصريين يمنُّون النفس بمصير مشابه في مصر... تلك أمانيُّهم.
اليقظة الفكرية والنباهة العقلية تقتضي من أصحاب القرار.. وصناع الأفكار.. التمعّن فيما جرى إبّان الربيع العربي وقبله وبعده بقليل.
مَن صنع موسم الربيع العربي؟ مَن هرول فيه وهو لا في العِير ولا في النّفير من سُذّج أو مرتزِقة المحسوبين على النخب العربية؟ وأخيرًا مَن قَطَف الثمار العملية لزقُّوم الربيع العربي؟
الذي لا ريب فيه أنَّ التيار الأمريكي الليبرالي المُتأيْسر كثيرًا، بقيادة الآفل أوباما، هو كبير القوم ومبتكر المسار الخطير بتسليم مصر وتونس وليبيا وغيرها لجماعة "الإخوان" ومعهم حفنة من الثوريين الذين لا يوجد لهم عمق شعبي حقيقي... لزوم المكياج السياسي الدولي "المودرن".
هذه أكبر خطايا الأوبامية المصيرية تجاه أمن دول المنطقة واستقرارها.
هل انتهت المحاولات؟
يقول الصحافي والكاتب المصري محمد صلاح في جريدة "النهار" اللبنانية: "العقد الأخير شهد عشرات أو قل مئات المحاولات والمؤامرات، ومُورس خلاله التحريض من أجل دفع الشعب إلى ثورة جديدة، أو خداعه بأخبار كاذبة وهاشتاجات مفتعلة، ووقائع مفبركة وأموال لا حصر لها تم إنفاقها لإقناعه بتغيير موقفه ليقبل بـ(الإخوان) في المشهد السياسي، لكن دون جدوى".
لكنه يستدرك فيضيف: "غالبية الأطراف التي دعمت التنظيم (الإخوان في مصر) وساندته ووقفت خلفه، منذ ضرب الربيع العربي المنطقة، وحملته ليجلس على قمة هرم السلطة في مصر، تراجعت علنا عن مواقفها بعدما ظلَّت تضرب رؤوسها في حائط صعب، وتحرث في الماء وتنتظر ثورة لم تحدث"!
أقول تعليقًا على ذلك، نعم ثمة إشارات واضحة للالتفاف على النهج الأوبامي الأرثوذكسي في الدعم المطلق لخِيار الثورة والتغيير، وتسليم العباد والبلاد لـ"الإخوان" بحجة العقيدة الديمقراطية... زعموا... لكن من الخلل العظيم القول بنهائية وتمامية هذا الالتفاف الغربي.. حتى يتبيَّن الفجر الصادق من الفجر الكاذب.
نقلا عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة