صلاة الفجر.. 4 شروط يجب مراعاتها لتكفير الذنوب
يسعى الجميع خلال شهر رمضان المبارك إلى التخلص من الذنوب التي تثقل عواتقنا، وتصعب حياتنا، ومن هنا تنبع أهمية معرفة فضل صلاة الفجر.
صلاة الفجر لها فضل كبير، وكل الصلوات أيضا لها أفضال كثيرة يشعر بها المسلم في حياته إذا حافظ على أداء تلك الصلوات، لكن لصلاة الفجر في شهر رمضان روحانيات خاصة.
صلاة الفجر، قال عنها مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، إنه فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أن صلاة الفجر والصلوات المكتوبة عامة تعد من مكفرات الذنوب، منوهًا بأن الله سبحانه وتعالى يغفر بها جميع الذنوب، ولكن بأربعة شروط.
وأوضح مجمع البحوث الإسلامية، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أرشدنا إلى أن الخشوع في الصلاة وحُسن الوضوء والركوع واجتناب الكبائر يعد من مكفرات الذنوب، ولكنها تكفر عن الذنوب الصغيرة وليس الكبائر، فبهذه الأمور الأربعة يفوز العبد بمغفرة الله تعالى، ويتخلص من جميع ذنوبه.
واستشهد المجمع بما روى مسلم في صحيحه من حديث عُثْمَانَ -رضي الله عنه- أنه دَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلَاةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلَّا كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنْ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً، وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ"
.
والحديث مَعْنَاهُ أَنَّ الذُّنُوب كُلّهَا تُغْفَر إِلَّا الْكَبَائِر، فَإِنَّهَا لَا تُغْفَر، وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّ الذُّنُوب تُغْفَر مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَة، فَإِنْ كَانَ لَا يُغْفَر شَيْء مِنْ الصَّغَائِر، فَإِنَّ هَذَا وَإِنْ كَانَ مُحْتَمَلًا فَسِيَاق الْأَحَادِيث يَأْبَاهُ.
وذهب العلماء إلى أن هَذَا الْمَذْكُور فِي الْحَدِيث مِنْ غُفْرَان الذُّنُوب مَا لَمْ تُؤْتَ كَبِيرَة، هُوَ مَذْهَب أَهْل السُّنَّة، وَأَنَّ الْكَبَائِر إِنَّمَا تُكَفِّرهَا التَّوْبَة أَوْ رَحْمَة اللَّه تَعَالَى وَفَضْله، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَذَلِكَ الدَّهْر كُلّه، أَيْ: ذَلِكَ مُسْتَمِرّ فِي جَمِيع الْأَزْمَان.