صاحبة صفحة "تعليم القبطية" لـ"العين الإخبارية": أحلم بنشر لغة المصريين القديمة
العين الإخبارية - محمد طلعت
دعاء الحداد، طالبة بكلية الآثار المصرية بمحافظة قنا، تجاهد من أجل تحقيق حلمها خلال عطلتها الدراسية في الصيف لنشر وتعليم اللغة القبطية.
تعشق كل ما هو قديم سواء أغاني وأفلام، ولكن عشقها الأكبر لتاريخ مصر وتراثه خلق للفتاة الريفية دعاء الحداد، دافعا قويا لتقطع مئات الكيلومترات من محافظة المنوفية مسقط رأسها إلى قنا للالتحاق بكلية الآثار، لتكمل دراسة اللغة القبطية التي بدأت تتعلمها في مرحلة الثانوية العامة بشكل علمي دقيق.
حلم طفولتها بنشر وإحياء لغة المصريين القدماء، دفع دعاء في عطلتها الصيفية إلى تدريس وتعليم اللغة القبطية "المصرية القديمة" إلى أهالي المحافظات عبر تقنية سكايب"Skype".
وتقول "الحداد"، خلال حوارها لـ"العين الإخبارية"، إنها تحلم بإحياء اللغة القبطية التي اختفت منذ مئات السنوات، خصوصاً أن شبكة جوجل العملاقة منحت قبلة الحياة مرة أخرى للغة المصرية القديمة بإضافتها على لوحة المفاتيح للشبكة البحثية. إلى نص الحوار:
كيف تعلمتِ اللغة القبطية؟
نشأت داخل أسرة تعشق التاريخ المصري القديم ووالدي دفعني لمواصلة القراءة في هذا الصدد، وذات يوما حدثني عن تاريخ اللغة القبطية وفضولي وقتها اشتعل، فقررت أبحث في أسرار هذه اللغة، ويوما تلو الآخر وجدت نفسي حاصدة لجوانب عديدة، واتجهت بعد ذلك إلى مقاطع الفيديو المحملة على المواقع لسماع النطق وكيفية التحدث، وبعد ما يقرب 3 أشهر بدأت النطق باللغة القبطية، ومنذ هذه اللحظة اتخذت قرارا بالالتحاق بكلية الآثار، لاستكمال تعلم لغة المصريين القدماء، وبعد تخرجي أكملت الدراسات العليا لأحصل على درجة الدكتوراه في هذا المجال وأدرسه بكلية الآثار سواء في قنا أو في أي محافظة أخرى.
لماذا تحاولين إحياء اللغة القبطية مرة أخرى؟
لعدة أسباب أهمها أن يعرف المصريون جيدا لغتهم القديمة، إضافة لرغبتي في جعل التاريخ المصري مستمرا ومنتشرا في ظل الحياة العصرية التي نعيشها، فأنا أشعر بغيرة وضيق كون اللغة الإنجليزية هي محل اهتمام كل الأسر المصرية، فأين لغتنا الأساسية سواء في العصر الحديث أو القديم؟ فكل أمنيتي أن يعيش المجتمع المصري عصرنا هذا يتكلم اللغة القبطية ويعلمها للعالم كله، تاريخنا عريق ولا بد أن ننشره للعالم أجمع.
كيف علمتِ عائلتك اللغة القبطية؟
حتى الآن، نجحت بنسبة كبيرة في تعليم عدد كبير من عائلتي التحدث باللغة القبطية، عن طريق الكتب التاريخية التي تروي قصص هذه اللغة، إضافة إلى الحلقات التعليمية المحملة على الإنترنت والتي ساعدتني على إكسابهم كيفية النطق، ثم المرحلة الأخيرة بعقد جلسات تحدث متتالية وصلت بنا لنقاط متقدمة.
وما تجربتك التعليمية مع الآخرين؟
تجربتي مع أفراد أسرتي شجعتني أن أكررها مع أهالي محافظتي، وحتى الآن كونت مجموعة شبابية من النساء مؤمنة بفكرتي، ودشنا سويا صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي باسم "تعليم اللغة القبطية" لنشر فيديوهات، واستلام طلبات الراغبين في التعلم من خلالنا، وبعد ذلك نُجمع أكبر عدد، ونتواصل معهم عن طريق تقنية "Skype"، وفي موعد محدد يتم التواصل بيننا ونتفق عليه حسب ظروفنا، ثم نبدأ على فترات زمنية متفرقة.
كيف رأيتِ خطوة جوجل بإضافة اللغة القبطية على لوحتها؟
أرى أن هذه الخطوة تؤكد أهمية ما أقوم به الآن وما سأفعله لاحقا، فهدفي في الحياة حاليا جعل أغلب المصريين معرفة تاريخ اللغة القبطية إضافة لتحدثها، فهي ليست مقتصرة فقط داخل الكنائس، فهي لنا جميعا وعلينا أن نهتم بها، فمن الصعب أن أرى الغربيون يعلمون الكثير عن لغتنا القديمة أكثر منا، لذا أنا مستعدة للتحدي الأكبر.