بالفيديو.. مكالمة من الإمارات إلى مصر تنقذ حصن الشارقة
بين جدران قوية وسميكة وأسوار عالية وأبراج مراقبة شاهقة وعناصر هندسية دفاعية يزينها الحجر المرجاني يقف حصن الشارقة شامخا.
يقف شامخا ممزوجا بعبق التاريخ وأصالة الماضي يروي مسيرة مائتي عام من تاريخ "الإمارة الباسمة".
فمنذ أن تم تشييد حصن الشارقة في عام 1823 في منطقة قلب الشارقة، بات أحد أبرز وأهم المباني التاريخية في الإمارة، وشاهداً يروي حكايات وأحداث تعاقبت عليه على مر السنين.
واستعرضت وكالة أنباء الإمارات "وام"، الأربعاء، حكاية إنقاذ هذا الصرح الذي وقف شامخاً عبر التاريخ، ركيزة للدفاع، ومقر للحكم، وسكن للأسرة الحاكمة حتى مطلع الستينيات، ومكان لتجمع سكان الإمارة في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية.
وقد وثق الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بكلماته المسطرة في قاعة حصن الشارقة، ذكرياته ومساعيه لإنقاذ هذا المعلم التاريخي الهام من الهدم بعد تلقيه اتصالاً أثناء تواجده في مصر عام 1969 للدراسة من صديق يعلمه بأن الحصن يهدم، فعاد على الفور، ومع أول إشراقة شمس أمر بإيقاف عملية الهدم، ولكن لم يسلم من الحصن إلا برج "الكبس" واثنين من الجدران الخارجية المتضررة بصورة بالغة.
ويقول حاكم الشارقة: "قمت بقياس أساسات الحصن واحتفظت بها، كما احتفظت بأبواب الحصن الرئيسية مثل باب الحصن، وباب الصباح، وباب الخزنة مدة 28 سنة، وقد شاء الله أن يعود ذلك الحصن إلى مكانه، فأمرت ببناء الحصن، وكان العمل يجري تحت إشرافي وبمعرفتي التامة عن الحصن واستعانتي ببعض الصور حتى اكتمل البناء، فزودته بمقتنياتي من الصور التي تحكي قصة مدينة الشارقة وقدمت هذا الصرح الكبير لأبناء الشارقة".
وخضع حصن الشارقة لإعادة إحيائه والافتتاح عام 1997، ثم شهد مراحل ترميم عديدة من قبل هيئة الشارقة للمتاحف، قبل إعادة افتتاحه من جديد في عام 2015، لتقدم لأفراد المجتمع الإماراتي وزوار الدولة فرصة للاطلاع على تاريخ الشارقة العريق والأحداث التي مرت على الحصن منذ تشييده.
بحسب وكالة أنباء الإمارات، يعود تشييد الحصن إلى ما قبل 200 عام، حيث بوشر العمل في البناء باستخدام الحجر المرجاني الذي يزخر به قاع الخليج العربي، كما استخدمت مادة الجص الناعمة ذات اللون البني الفاتح جداً لتغطية الجدران، أما الأبواب فقد صنعت من خشب الساج، واستخدمت أعمدة شجر المنغروف وسعف النخيل في بناء الأسقف.
وعند الانتهاء من أعمال البناء، أصبح الحصن شامخا بهندسته المميزة، وتقسيماته التي اتخذ فيها المبنى شكلاً تربيعياً يتكون من طابقين، وساحة داخلية واسعة في الوسط، وثلاثة أبراج دفاعية، هي: "المحلوسة"، و"الكبس"، و"مربعة مشرف"، إضافة إلى الشرفة الرئيسة التي تطل على الساحة الأمامية للحصن، حيث توجد بها حطبة التوبة والتي كانت تستخدم لإقامة الحدود.
كما يضم الحصن ضمن تقسيمات الطابق الأرضي مجموعة من القاعات، أهمها: غرفة التوقيف التي تحولت إلى غرفة الاستراحة، وسجن "المحلوسة"، وقاعة "خزنة السلاح"، وقاعة الحصن التي تحكي تاريخ المبنى وترميمه، وقاعة "المدبسة" حيث يتعرف الزائر على كيفية استخلاص عصارة التمر "الدبس"، وقاعة القواسم التي تعرض تاريخ القواسم والتحديات مع القوى الإقليمية والأجنبية.
ويتألف الطابق الأول من قاعة "الشيخ سلطان بن صقر الثاني" وبرج "الكبس" وقاعة الأسلحة، وقاعة غرفة الشيخ، وقاعة الغرفة التي كان يجتمع الشيخ فيها مع كبار الشخصيات والوجهاء، وهناك الشرفة المطلة على واجة الحصن كاستراحة، وغرفة المجلس التي تعرض الوثائق والصور التاريخية.
ومن بين المقتنيات التي يحتفظ بها الحصن، البوابة الرئيسية، والمدفع الرقاص، وحطبة التوبة، والسرير، والمرفع "حامل القرآن" للشيخ خالد بن سلطان القاسمي وعلم القواسم، وعلم الاحتلال، والمدفع البحري، وساعه الجيب، وعملة مرضوف القواسم، وجواز سفر الشيخ سلطان بن صقر الثاني، وعدسه اللؤلؤ، و رسائل زعماء الصومال، واتفاقيه 1820، وشجرة عائله القواسم، وخريطة أصول القواسم، وخريطة حلفاء القواسم، وخريطة خط سير عودة الشيخ سلطان بن صقر الأول، وسيف الكتارة، وعقال الشطفة، ورسالة شكر من الشيخ سلطان بن صقر الثاني الى أطبائه في الهند .
كما تشمل المقتنيات سجل الاشعار، وسجل الشيخ صقر بن خالد القاسمي، وسجل الشيخ محمد بن صقر بن خالد القاسمي، وخنجر الشيخ راشد بن صقر القاسمي، وخنجر الشيخ راشد بن محمد بن صقر القاسمي، وختم وقصيده الشيخ ماجد بن صقر القاسمي، وصوره الشيخ سلطان بن صقر الثاني، وصورة شيوخ القواسم، والدقلة، وفيلم وثائقي بعنوان: Air Outpost First Flight to Sharjah، ومسدس جوزيف ديومارس، ومبايعات الشيخ سلطان بن صقر الأول، والدرع، وخريطة الموقع الاستراتيجية، وخريطة حراسة الشارقة والدفاع عنها.