تمثل مليشيات "الحوثي" و"حزب الله" في اليمن ولبنان أمثلة صارخة على أذرع ترتهن لأجندات إيران في تهديد الاستقرار الإقليمي.
فقبل أيام قليلة كشف المتحدث باسم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، العميد رياض المالكي، بالأدلة تورط مليشيا "حزب الله" في تدريب عناصر "الحوثي" الإرهابية على تشغيل وتفخيخ الطائرات المسيّرة، ما يجعلنا إزاء شبكة مترابطة من المليشيات، التي تعمل بالتنسيق لإحداث الفوضى الإقليمية وفرض الأجندة الإيرانية.
لا يعتبر هذا الكشف بالأمر الجديد، ففي كثير من الأزمات الإقليمية، التي شهدتها المنطقة في السنوات الأخيرة، كان اسم "حزب الله" اللبناني يتكرر كطرف داعم لعدم الاستقرار الإقليمي، سواء في العراق أو سوريا أو اليمن، حيث تم الكشف مرارا عن شبكات إرهابية تلقت تدريبا على يد "حزب الله".
ولا تتوقف جرائم "حزب الله" على نشره الإرهاب في بعض دول المنطقة، بل تمتد بالأساس إلى لبنان نفسه، حيث يعطل الحزب دولة كاملة ويجعلها تعيش في أزمات أمنية وسياسية واقتصادية لا تتوقف بسبب إصراره على فرض وجوده بقوة السلاح على الشعب اللبناني المغلوب على أمره.
أما مليشيا "الحوثي" فقد تعددت الأدلة، التي تثبت ارتباطها بإيران، سواء كمصدر للتسليح والتدريب أو كأداة توظفها طهران في علاقاتها مع القوى الإقليمية والدولية، ومن هنا جاء رفض "الحوثي" كل الجهود الإقليمية والدولية الساعية إلى تحقيق السلام في اليمن وإنهاء الحرب هناك.
لقد سعت هذه المليشيا إلى فرض سيطرتها على اليمن كله. وقد أثبت الرفض الحوثي لكل مبادرات السلام الأممية والإقليمية أن هذه المليشيا لا تعرف معنى السلام ولا ترغب في تحقيقه، إذ واصلت أعمالها العدوانية تجاه أراضي المملكة، دون اعتبار لأي مبادرات أو جهود مبذولة لتحقيق السلام، حيث وثّق التحالف العربي إطلاق هذه المليشيا نحو 430 صاروخا باليستيا و851 طائرة مسيّرة مسلحة على السعودية منذ بدء الأزمة اليمنية، وغالبية هذه الصواريخ والمسيّرات مصدرها إيران، وتم تدريب الحوثيين عليها من قبل "الحرس الثوري" الإيراني و"حزب الله" الإرهابي.
لقد أثبتت جرائم "الحوثي" المستمرة أنها لا تعرف إلا لغة القوة، بل تستغل مبادرات وفرص السلام لتعزيز مكاسبها على الأرض، لذا جاء التحرك الحاسم من قبل ألوية العمالقة، القوة العسكرية الضاربة ضمن القوات المشتركة في الساحل الغربي لليمن، بإطلاق معركة "إعصار الجنوب" لتأمين الساحل الشرقي لليمن، وتحرير مديريات "شبوة" الـ3، "بيحان" و"عسيلان" و"عين"، من مليشيا "الحوثي"، التي استغلت التهدئة في جبهات الساحل الغربي لتعزيز هجومها على مأرب سعيا للوصول إلى مبتغاها في السيطرة على حقول النفط والغاز والمحطة الرئيسية لتوليد الكهرباء في هذه المنطقة، ما دفع بقيادة التحالف العربي لدعم الشرعية لإعادة ترتيب أوضاع الجبهات، والدفع بقوات إضافية إلى مأرب وشبوة، وتكثيف استهداف تجمعات المليشيا.
وكان للانتصارات العسكرية السريعة والمهمة، التي حققتها ألوية العمالقة، وتحريرها السريع لمدينة "عسيلان"، دلالتها المهمة في أن دول التحالف العربي لن تسمح لهذه المليشيا بتحقيق مبتغاها في السيطرة على اليمن الشقيق ومقدراته، وأن سعي دول التحالف لتحقيق السلام في اليمن ليس من منطلق ضعف ولكنه من منطلق قوة.
التساؤل المهم الآن هو: لماذا التساهل الدولي تجاه هذه المليشيات، سواء "حزب الله" أو "الحوثي"، في الوقت الذي سارع المجتمع الدولي لتشكيل تحالفات ضد تنظيمات إرهابية مشابهة كـ"القاعدة" و"داعش"؟.. فليس هناك فرق بين كل هذه المليشيات والتنظيمات، فكلها تستخدم العنف والإرهاب وسيلة لتحقيق أجنداتها وتهديد الاستقرار الإقليمي والعالمي، وهذا ما يجب أن يعيه العالم ويواجهه بحسم.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة