البحرين: قطر تنتهج سياسة إعلامية عدائية ضد مجتمعاتنا
وزير شؤون الإعلام البحريني يؤكد أن قطر كانت تستهدف الإمارات والسعودية قبل الأزمة.
أكد وزير شؤون الإعلام البحريني، علي محمد الرميحي أن الحديث عن الأزمة مع قطر يجر إلى الحديث عن الإعلام الذي يعتبر جزءاً من المشكلة، وليس جزءاً من الحل.
وبين الوزير أن من يتصور أن الأزمة مع قطر بدأت منذ أن قررت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر مخطئ، فتاريخ الأزمة مع قطر هو بسبب سياساتها الإعلامية التي استخفت فيها بوشائج العلاقة والدخيلة على مجتمعاتنا منذ أن أطلقت قناة (الجزيرة).
وأعرب الوزير الرميحي في حديث لتلفزيون البحرين عن أسفه من أن الأزمة يتم معالجتها اليوم إعلامياً، وبأسلوب دخيل على مجتمعاتنا، ينطوي على الكثير من الاستخفاف، ولا تعالج المشكلة بجدية القرارات وتقييم خطورة الموقف.
- "الوزراء البحريني" يرفض تسييس الحج ويشيد بالدور الريادي للسعودية
- البحرين: لن نتفاوض مع قطر على المطالب ولكن نتحاور على كيفية تنفيذها
واستعرض وزير شؤون الإعلام السياسات الإعلامية القطرية الدخيلة التي انتهجتها قطر من خلال (قناة الجزيرة)، وأضرت فيها بمملكة البحرين، وقال إن "قطر كانت تتوارى في خطابها وراء التلاعب بالألفاظ والمسميات بادعائها أن (الجزيرة) هي قناة مستقلة، وذلك بعد أن أبدت البحرين استياءها من استضافة القناة لمجموعة من الخارجين على القانون وأسمتهم القناة "معارضة".
وقال الوزير الرميحي إن "دول الخليج تعاملت بسعة صدر كبيرة مع جملة من الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها قطر في تلك الفترة عبر (قناة الجزيرة)، مؤكداً أن الشعب القطري بمنأى عن هذه السياسة التي انتهجتها القناة ضد دول الخليج، بل كان الشعب القطري في كثير من المواقف محرجاً مما تبثه القناة التي تمثل دولة قطر، ولا تمثل الشعب القطري من تطاولها على الرموز والقادة الأحياء منهم والأموات".
وأوضح الوزير الرميحي بأنه على الرغم من مرور أكثر من 20 عاماً على إطلاق (قناة الجزيرة) كمشروع استثماري إعلامي ومركز كبير للتدريب في قطر، لم يستفد المواطن القطري من ذلك إلا بشكل ضئيل، فنسبة التوظيف في القناة من المواطنين القطريين لا تشكل إلا 5% فقط، والنسبة الأكبر هم خلف الشاشة، والشعب القطري كان يعاني ويجاهر بأن (الجزيرة) بعيدة كل البُعد عن قضاياه، والدليل على ذلك تغطيتها لتجمع بضعة أشخاص في دولة بعيدة، وتصوره القناة على أنه قضية وأنه تجمهر، في حين عندما حصل حادث الحريق وراح ضحيته 13 طفلاً وعلى بعد أمتار من المجمعات التجارية في قطر كانت الجزيرة غائبة عن تغطية الحدث".
وأكد الوزير الرميحي أن (قناة الجزيرة)، وصلت اليوم الإثنين، بعد أن تكشفت أهداف السياسة التي انتهجتها طوال هذه الفترة إلى الإفلاس الإعلامي، وإلى تقديم برامج لا تتناسب مع أي قناة مبتدئة تعالج موضوع الأزمة بمثل ما ينطوي عليه من خطورة، وقال "إن من يعتقد أن الموضوع هو خارج سيطرتها غير صحيح، ولكنها وصلت إلى مرحلة لا تستطيع فيها مواجهة الواقع، لأن (الجزيرة) تقتات من الأزمات واستمرار الأزمة هو استمرار للجزيرة، وتوقفها هو توقف للجزيرة".
وبيّن الوزير الرميحي أن البحرين عانت كثيراً وهي أكثر المستهدفين من (قناة الجزيرة)، فالقناة تعتمد في أرقامها وفي قياس الرأي العام على العالم الافتراضي في وسائل التواصل الاجتماعي مع ما يتضمنه من حسابات وهمية، فضلاً عما تبثه من إعلام سلبي عن البحرين يفوق 900 تقرير وخبر، فالمواطن القطري الذي ألمته التهم التي وجهت إلى بلاده، عليه أن يتصور حجم معاناة مملكة البحرين التي تكال لها الاتهامات بشكل يومي وعلى مدى 20 عاماً من خلال (قناة الجزيرة)، ويتم اختيار شخصيات معينة، وبصورة انتقائية للظهور في برامجها بهدف الإضرار بسمعة مملكة البحرين.
وكشف الوزير الرميحي عن محاولات دول الخليج للتحاور مع قطر حول السياسات التي تقوم بها (الجزيرة)، وكان الرد القطري متهافتاً ومتعللاً بوجود حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي يجب أن تتوقف، فقارنت قطر حجم (الجزيرة) وإمكانياتها بحسابات وهمية لا يعرف حقيقة وجودها أو مصداقيتها.
وقال الوزير الرميحي إن (قناة الجزيرة) تعمدت من خلال سلسلة من السياسات تشويه سمعة البحرين، وشن حرب إعلامية ممنهجة، كما أضرت بدول مجلس التعاون، مشيراً إلى أن المتتبع يلحظ سيل الهجوم الإعلامي الذي تنتهجه هذه القناة ضد المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات، وما اعتمدته من أسلوب إعلامي يسفه من منجزات مجلس التعاون، على الرغم من ادعاءاتها بانتهاج أسلوب الرأي والرأي الآخر الذي تكشّف كذبه، عندما عرض عليها أسماء وشخصيات من المجتمع المدني رفضت أن تعتد بها في تغطياتها وبرامجها في الموضوعات التي تخص مملكة البحرين.
وأشار إلى أن القناة عمدت إلى الدفع بأشخاص على اعتبار أنهم حقوقيون فقط، لتوجيه الاتهامات وخلط الأوراق وخلق الإعلام الموجه المسيء لمجلس التعاون، فكل ما بثته القناة من محتوى إعلامي هو في الحقيقة اختزال للسياسة العدائية التي كانت تقوم بها (قناة الجزيرة) ضد مملكة البحرين.
وأكد الوزير الرميحي أن الجزيرة والإعلام القطري اليوم يعملان بقدر ما يمكن لزعزعة الثقة في استمرار مجلس التعاون ويشككان في مجلس التعاون ويتعمدان نشر الاستبيانات غير النزيهة، وغير العلمية التي تسئ إلى الشخصيات الخليجية، كما أن دور الجزيرة واضح في الإضرار بمصر ومكانة مصر والاستخفاف بالدور السياسي والتاريخي المصري في الأمن القومي العربي، مؤكداً أن كل ذلك لا يوصف إلا أنه إفلاس إعلامي لقناة الجزيرة.
وتطرق الوزير الرميحي إلى الأدوار الإعلامية التي انتهجتها (قناة الجزيرة)، في شق الصف العربي، وإحداث الوقيعة والمشاكل بين مصر والسودان من خلال التقارير الإعلامية، وأيضاً استهدافها السافر لدولة الإمارات العربية المتحدة، واستضافتها الحوثيين قبل المقاطعة وأيضاً ما حدث في ليبيا أمر لا يخفى على أحد.
وتابع الوزير الرميحي بقوله " القناة تعتمد منهجية واضحة بالهجوم غير المبرر أو غير واضح المعالم من أجل خلط الأوراق".
وأكد الوزير في ختام حديثه أن هذه السياسة الإعلامية لن تستطيع أن تفرق الشعوب، وأن الحرص على استمرار مجلس التعاون هو ما يتطلع إليه كل مواطن، مشيراً إلى أن الخلاف اليوم هو خلاف حول سياسة قطرية قائمة يمثل الإعلام جزءاً منها، وأن الأزمة ستستمر، طالما أن هناك استخفافاً قطرياً بالإجراءات والخطوات التي اتخذت ضد هذه السياسة، ولأن القائمين على (قناة الجزيرة) هم أكثر المستفيدين من استمرار الأزمة.