الكاظمي عن "ربع الله": محاولة بائسة من "ضحايا الحروب"
أبدى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي رفضه لظاهرة "السلاح المنفلت"، تحت ذريعة تحقيق المطالب الجماهيرية في إشارة إلى المليشيات.
حديث الكاظمي بدا واضحا عن نزول مليشيا تسمى "ربع الله" إلى شوارع العاصمة بغداد قبل يومين، في شبه استعراض عسكري.
واعتبر الكاظمي خلال مقابلة مع إحدى القنوات الفضائية المصرية أن الاستعراض العسكري الأخير "محاولة بائسة لشباب من ضحايا الحروب بهدف إرباك الدولة وتصفية الخلافات مع رئيس الوزراء وليس مع أطراف أخرى".
ومضى في حديثه: "العراق الآن في مرحلة الخروج من غرفة العناية.. واتخذنا قرارا منذ اليوم الأول بعدم وجود من يريد أن يكون خارج الدولة، ولن نسمح بأي وجود لسلاح خارج نطاق الدولة".
لم يحاول الكاظمي تجميل الصورة؛ بل اعتبر ما شهدته بغداد "أمرا طبيعيا لبلد يعاني من امتدادات مرحلة ما بعد الحرب ضد داعش، وسلاح المليشيات يبحث عن دور للمشاركة وندعوهم للحوار".
وأظهرت صور ومقاطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر مسلحة من مليشيا "ربع الله"، الموالية لإيران، وهي تجوب شوارع بغداد بسيارات حديثة ذات دفع رباعي.
وخلال ما وصف بالاستعراض العسكري، أذاع أحد عناصر المليشيا بياناً توعد من خلاله الكاظمي ومسؤول أمني رفيع بتعريضهما لما وصفه بـ"العقاب"، في حال الاقتراب من "المقاومة".
ورفع مسلحو المليشيا مطالب تتضمن تجاوز الخلافات البرلمانية التي تعطل إقرار الموازنة وإنصاف محافظات الجنوب منها، وكذلك خفض سعر صرف الدولار أمام الدينار العراقي.
وحول قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة التحديات الإرهابية، قال رئيس الوزراء العراقي: "جيشنا تعرض لظلم كبير من قبل المحتل الأمريكي، ولكنه بقى قوي ولديه روح معنوية مرتفعة بعد الحرب ضد داعش".
وأضاف أن "الجيش العراقي الآن أقوى من الماضي بكثير، وسوف يستعيد قوته وسيفرض الأمن على كل الأراضي".
وبشأن التحرك العراقي نحو الحاضنة الإقليمية والدولية، قال الكاظمي: "نحن منفتحون على أشقائنا في المحيط الخليجي والعربي .. وهناك دعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لزيارة المملكة، ونحن وافقنا على زيارة الرياض".
وأشار رئيس الوزراء إلى أنه يستعد للعمل على تطوير الاستثمارات، التي "تعتبر فرصة كبيرة لإعادة التنمية في العراق وخدمة شعبها وهي كذلك فرصة للمستثمر السعودي والخليجي".
ولفت إلى أن "هناك زيادة سكانية في العراق بمعدل مليون شخص سنويا، وهناك 259 ألف خريج من الجامعات يبحثون عن فرص عمل"، موضحاً أن "الاستثمار يعني فرص لهؤلاء الشباب".
وتعهد رئيس الوزراء "بالعمل بكل قوة على حماية هذه الاستثمارات وتشجيعها"، داعيا الأشقاء العرب والخليجيين منهم على وجه الخصوص إلى "المجيء إلى العراق وعدم الخوف من أي محاولات تحاول إعطاء انطباع مفاده أن البلاد غير صالحة للاستثمار".
واختتم حديثه بالقول: "العراق منطقة عذراء وجديدة تستحق أن تكون للمستثمر فرصة فيها".