في مدينة الرقة السورية، ينتظر بعض الأشخاص بفارغ الصبر وصول أحبائهم إلى دوار النعيم الذي عاد مجدداً ملتقى العشاق والعائلات، بعدما كان تنظيم الدولة الإسلامية قد حوّله لسنوات ساحة للإعدامات والقتل.
خلال سيطرة التنظيم على الرقة التي شكّلت معقله الأبرز في سوريا بين العامين 2014 و2017، استبدل السكان اسم "دوار النعيم" بـ"دوار الجحيم"، بعدما اتخذ منه الجهاديون مكانا لتنفيذ عقوباتهم الوحشية من قطع أطراف السارقين إلى تنفيذ إعدامات وعمليات صلب علنا للتخويف.
وحين خسر الجهاديون الرقة في تشرين الأول/اكتوبر 2017 إثر معارك مع المقاتلين الأكراد بدعم أميركي، بدا الدوار أشبه بساحة ترابية فارغة تنبت فيها الأعشاب ويحيطها الدمار من كل حدب وصوب.
أما اليوم فهو ساحة واسعة تنيرها ليلاً الأضواء الملونة وتتوسطها نافورة بينما تزينها قناطر حجرية فوق أحواض مليئة بالمياه.
ورغم المباني المدمرة التي لا تزال شاهدة على القصف والمعارك التي سبقت طرد قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي للتنظيم، استعادت المدينة بعضاً من عافيتها، وإن كانت ذكريات وحشية الجهاديين لا تزال ترافق سكانها.