علاء النهري لـ"العين الإخبارية": مهمة سلطان النيادي خطوة على طريق استعمار الفضاء (حوار)
إنجاز جديد تضيفه دولة الإمارات إلى قائمة إنجازاتها الفضائية، عندما يتجه رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في 26 فبراير/شباط إلى محطة الفضاء الدولية، عبر صاروخ "فالكون 9"، المصنع من شركة "سبيس إكس".
ورغم أن زميله الإماراتي هزاع المنصوري سبقه إلى محطة الفضاء الدولية، إلا أن مهمة النيادي، هي الأولى عربياً، التي تمتد لفترة طويلة تصل إلى ستة شهور، وهو ما يعطيها طابعاً خاصاً، لدى الخبراء والمهتمين بمتابعة مسيرة التقدم الذي يحرزه قطاع الفضاء الإماراتي.
ويعد الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، واحداً من أبرز هؤلاء الخبراء، المتحمسين دوماً لإنجازات قطاع الفضاء الإماراتي.
وخلال مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية"، تحدت النهري بحماس بالغ عن أهمية خطوة إرسال النيادي في هذه المهمة طويلة الأمد، ولم يخف رغم سعادته بهذه الخطوة الإماراتية، شعوره بغصة في القلب، بسبب عدم إقدام دول أخرى على تلك الخطوة، متعجباً من وصف الاستثمار في الفضاء وعلومه بأنه "رفاهية"، ومؤكدا أنه على النقيض من ذلك، ويمكن وصفه بأنه "طريق إلى الرفاهية" .. وإلى نص الحوار.
بداية: كيف تقيّم خطوة إرسال سلطان النيادي في مهمة طويلة الأمد إلى محطة الفضاء الدولية؟
هو تحوّل كبير ومهم من سياحة الفضاء إلى ريادة الفضاء، فزيارة محطة الفضاء الدولية لفترة قصيرة يشاهد خلال الزائر الفضاء ويرى الشمس تشرق وتغرب 16 مرة في اليوم، هو نوع من "سياحة الفضاء"، لكن الاستمرار ستة أشهر والمشاركة في أعمال علمية على محطة الفضاء الدولية، هو تحول نحو "ريادة الفضاء"، والفارق بين الحالتين كبير.
بعض المحبطين يرون في مثل هذا النشاط "رفاهية" ليس وقتها، بماذا ترد عليهم؟
الفضاء ليس رفاهية، لكنه طريق نحو الرفاهية، بدليل أن الصين أنشأت محطة الفضاء الخاصة بها، وروسيا تنوي أن يكون لها محطتها الخاصة، إذاً الفضاء محط أنظار الدول الكبرى، وأن تكون هناك دولة عربية تضع لنا قدماً في الفضاء، فهذا أمر يجب أن نشجعه ونحييه، ويثير في الوقت نفسه غصة في القلب، بأنه لا توجد سوى دولة عربية واحدة، تقتحم هذا المجال.
هل تعتقد أن اقتحام هذا المجال يحتاج إلى إرادة أم تمويل؟
هو مجال مكلف للغاية، ويحتاج إلى تمويل، ولكن قبل التمويل يحتاج إلى إرادة سياسية، وقد أظهرت دولة الإمارات اهتماماً كبيراً بهذا المجال، وتجلى هذا الاهتمام في أكثر من مشروع يستهدف الفضاء السحيق، مثل مشروع مسبار الأمل في كوكب المريخ، والمستكشف راشد الذي تم إطلاقه مؤخرا باتجاه القمر.
ولكن ما القيمة العلمية لوجود سلطان النيادي في محطة الفضاء الدولية؟
لا تنسى أن الإمارات لديها مشروع للمستقبل يهدف إلى بناء مستعمرات في الفضاء السحيق، لاسيما في القمر والمريخ، ولا بد أن تتوفر لمثل هذه المشروعات بيانات عن العمليات البيولوجية والحيوية التي يمكن أن تحدث للجسم البشري في الفضاء وكيفية تعامله مع الجاذبية والأشعة الكونية والغذاء المناسب له، وتفاصيل كثيرة جدا، سيساهم وجود النيادي على إدراكها جيدا، لذلك يمكن اعتبار تلك المهمة بأنها تمهيد مناسب لمرحلة التعايش في الفضاء السحيق.
عودة لآراء محبطة أخرى قد تقول لك، ولماذا نذهب أصلا للفضاء السحيق؟
لن أقول لك أن المستقبل قد يكون في الإقامة بالكواكب الأخرى، لأن البعض لا يتخيل ذلك، ولكن بمنطق العصر الحالي يمكن أن نتحدث عن الجوانب الاقتصادية، فهل تعلم مثلا أن هناك كويكب يسمى (سايكي 16) يوجد في حزام الكويكبات بين المريخ والمشتري، وهذا الكويكب غني جدا بالثروة المعدنية التي تقدر بتريلوينات الدولارات، ومن المخطط أن تستهدفه ناسا قريبا بمهمة فضائية.
ويوجد مثال آخر من القمر، حيث أنه مورد مهم لعنصر الهليوم الموجود في تربته، وهو أغلى كثيرا من الذهب، حيث أن سعر الجرام الواحد منه يقدر بـ400 دولار.
بما أن الفضاء السحيق غني بالموارد، كما أوضحت، لماذا لا تتبنون في المركز الإقليمي لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، دعوة لإنشاء وكالة فضاء عربية، على غرار وكالة الفضاء الأوروبية، ليكون للعرب بصمة واضحة في هذا المجال؟
أرسلنا مشروعا متكاملا لجامعة الدول العربية بهذا الصدد، ولم نتلق ردا إلى الآن، وأتمنى أن تولي الجامعة اهتماما كبيرا بهذا الموضوع، لأن ارتياد الفضاء، كما أوضحت في البداية، ليس رفاهية، لكنه "الطريق إلى الرفاهية".
aXA6IDMuMTIuMzQuMTkyIA== جزيرة ام اند امز