نورة الكعبي: بناء مسجد النوري الكبير بالموصل خلال 5 سنوات
مذكرة تفاهم عراقية ـ إماراتية بمبلغ 50 مليون دولار لإعادة إعمار الجامع النوري بالموصل بعد أن فجره داعش عام 2017
قالت نورة الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات، إن مشروع التكفّل ببناء وترميم مسجد النوري الكبير في الموصل يأتي ضمن التزام بلادها الدائم بدعم أشقائها العرب، لا سيما العراق الذي يعاني منذ سنوات طويلة من تبعات الحروب التي أثرت بشكل كبير على مختلف مناحي الحياة هناك، وبشكل خاص على الحياة الثقافية وما خلفه ذلك من تدمير للبنية التحتية طال المواقع الأثرية والتراثية.
وكان العراق والإمارات قد وقعا مذكرة تفاهم لبناء وإعادة إعمار الجامع النوري ومئذنة الحدباء في الموصل، وتبلغ كلفة إعادة الإعمار 50 مليون دولار أمريكي تغطيها دولة الإمارات.
وأقيم حفل توقيع مذكرة التفاهم في مبنى المتحف الآثاري ووقعها عن الجانب العراقي وزير الثقافة والسياحة والآثار، فرياد رواندزي، وعن الإمارات وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي. وحضر الحفل ممثلون عن منظمة اليونيسكو والوقف السني العراقي ومنظمة التعاون الإسلامي.
وقالت الكعبي إن المشروع يأتي في إطار التزام الإمارات المبدئي بدعم العراق بإجمالي 500 مليون دولار لمشاريع البنية التحتية والكهرباء والمساعدات الإنسانية، وبتكلفة 50.4 مليون دولار للمساهمة في إعادة بناء وترميم المعالم الأثرية، وذلك بهدف تمكين العراق من استعادة مكانته الثقافية الضاربة بعمق في تاريخ الإنسانية، وذلك بالشراكة مع وزارة الثقافة العراقية وعدد من المنظمات الدولية.
وأضافت في حديث مع صحيفة «الشرق الأوسط» بعد الإعلان عن المشروع لتشرح أهم أبعاده: «يشمل المشروع إعادة بناء مسجد النوري الكبير ومنارته الحدباء وقاعدتها، والمباني الملحقة به، إضافة إلى إعادة بناء البنية التحتية اللازمة حوله، وكذلك إعادة تأهيل الحدائق التاريخية، وبناء صرح تذكاري يحتوي بقايا المسجد، ومساحات ثقافية ومجتمعية وتعليمية لأفراد المجتمع في الموصل، وذلك خلال خمس سنوات».
ويعتبر مسجد النوري الكبير الواقع في الساحل الأيمن للموصل والذي يشتهر بمنارته «الحدباء» المحدبة نحو الشرق، من مساجد العراق التاريخية العريقة وثاني مسجد يبنى في الموصل بعد الجامع الأموي، حيث بناه نور الدين زنكي في القرن السادس الهجري أي أن عمره يناهز تسعة قرون وقد أعيد إعماره مرات عدة، كانت آخرها عام 1363 من السنة الهجرية والتي توافق العام 1944 ميلادية، وفجره داعش في يونيو (حزيران) 2017.
وعن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع وزارة الثقافة العراقية وانعكاساتها، قالت الكعبي إنها «تهدف إلى وضع أساس راسخ للتعاون بين الطرفين في مجالات الثقافة وتنمية المعرفة المتعلقة بالآثار والتراث والفنون والمكتبات تأكيدا على وحدة الأصول الحضارية والثقافية وعلى الهوية القومية المشتركة، ودور الثقافة والفنون في تعزيز العلاقات بين الدولتين، وتوطيد علاقات الأخوة والصداقة بينهما».
وتابعت أن مذكرة التفاهم تأتي اعترافا بأهمية دور الحوار الثقافي واللقاءات الثقافية في تعزيز علاقات الصداقة والتعاون وأضافت أنها «تتضمن مسارات للتعاون في مشروعات حماية التراث الثقافي بما في ذلك ترميم الآثار التاريخية، وتبادل الخبرات والمعلومات والخبراء في كافة المجالات الثقافية، وهو ما سيشكل دعماً مباشرا للحياة الثقافية العراقية ويعزز الإمكانات الداعمة للسياحة الثقافية، ويسهم في خلق فرص اقتصادية تعزز الاستقرار والازدهار في هذا البلد العريق».
وشددت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة في الإمارات على أن البلدين تجمعهما علاقات أخوية وتعاون وثيق منذ عقود، وتأتي الاتفاقية تعزيزاً لتلك العلاقات الراسخة والعمل على تبادل الخبرات لتسهيل تنفيذ الاتفاقيات الدولية المبرمة من خلال منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو» وغيرها من الاتفاقيات الدولية ذات الصلة بالآثار والتراث والفنون والمكتبات التي صدقت عليها الدولتان، إضافة إلى تعزيز التعاون بين السلطات المختصة في المجالات الثقافية بغرض رفع مستوى الوعي بـــالهوية القومية والوطنية وثقافة وتراث وفنون كل منهما لدى الآخر.
ويأتي إطلاق مشروع إعادة بناء وترميم مسجد النوري الكبير ومئذنة الحدباء في إطار خطوات تنفيذية وشراكة بين الإمارات العربية المتحدة ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، وبالتعاون مع المركز الدولي لصيانة وترميم الممتلكات الثقافية «إيكروم».
وأشارت الكعبي في المؤتمر الصحافي إلى أن «انطلاق مشروع إعادة بناء وترميم المسجد النوري الكبير والمنارة الحدباء يتزامن مع احتفائنا بمئوية الشيخ زايد، ليكون خير ترجمة لحرصنا على إرثه في ترسيخ ونشر القيم التي أورثنا إياها في الوقوف إلى جانب الشعوب العربية الشقيقة»، مشددة على وقوف بلادها مع «العراق وهو يتعافى من آثار الحرب المدمرة التي استهدفت إنسانه وكيانه وحجره وبشره».وذكرت أن «المشروع يتكامل مع التزام الإمارات المبدئي في مؤتمر الكويت الدولي لإعادة الإعمار بدعم العراق بإجمالي 500 مليون دولار لمشاريع البنية التحتية والكهرباء والمساعدات الإنسانية وغيرها».