تجاهل مصير الظواهري ونشر سير قادته المقتولين.. ما دلالات إصدار "القاعدة"؟
بعد أشهر من إعلان الولايات المتحدة مقتل زعيم القاعدة أيمن الظواهري في هجوم بطائرة مسيرة بالعاصمة الأفغانية كابول، عاد الأخير "حيا" في إصدار جديد للتنظيم الإرهابي.
ذلك الإصدار والذي بثته مؤسسة السحاب، الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة قبل يومين، تجاهل فيه الأخير مصير الظواهري ونشر فيه سيرة قادة فرع القاعدة في شبه القارة الهندية المعروف بـ"أنصار غزوة الهند".
ومحاولا اللجوء إلى طريقته المعتادة للتعتيم على مصير قادته وأمرائه، التزم تنظيم القاعدة في إصداره الجديد الصمت بشأن ما حدث لأميره السابق أيمن الظواهري، مكتفيا بذكر اسمه دون أن يتبعه بأي من صيغ الدعاء التقليدية التي يوردها عن ذكر أمرائه.
مصير الظواهري
وفيما أثار ذلك الإصدار الكثير من الجدل حول دلالات التوقيت، حاول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية عمرو عبدالمنعم سبر أغوار ذلك المقطع، والتعريج على أهدافه ومقاصده.
وقال الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية، في تدوينة عبر حسابه بـ"فيسبوك"، إن الإصدار الجديد تحدث فيه أيمن الظواهري عن سيرة ثلاثة من القيادات الذين قتلوا منذ ما يقرب من سبع سنوات، وهم قاري عمران مسؤول التنظيم في أفغانستان سابقا، والدكتور أبوخالد القيادي البارز بالتنظيم، وأحمد فاروق نائب أمير القاعدة في شبه القارة الهندية.
وأوضح عبدالمنعم أن الإصدار (الجديد القديم) وضع إلى جانب اسم الظواهري عبارة "حفظه الله" وتجاهل مقتله، فيما ارتكز على سيرة قائد التنظيم في باكستان وشبه القارة الهندية القاري عمران منفذ عمليات تفجير قاعدةِ بجرام الأمريكية في باكستان، والذي قتل في يناير/كانون الثاني 2015م في منزل صغير في وزيرستان.
وأشار إلى الملمح الجديد في الإصدار الذي صور في وقت سابق في الغالب، هو الهجوم على "داعش" في الربع الأخير منه واستخدم مصطلح "الخوارج" و"فتنة الخوارج"، في إشارة صريحة لـ"داعش وتنظيم البغدادي"، والخلاف الواقع بينهما.
دلالات الإصدار
الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية قال إن اتهام تنظيم القاعدة لداعش بأنهم خوارج وتبادل الاتهامات بينهما، نمط جديد ساد منذ عدة أعوام، مشيرًا إلى أن الإصدر يرد على رسائل "داعش" المسربة في عدد من مواقع القاعدة وحساباتها السرية التي تناولت رسائل أبي محمد الفرقان (أبوعبيدة عبدالحكيم) لقيادات القاعدة حول تصعيد أبي محمد الجولاني وقضية تمدد داعش في الشام والعراق.
وأشار إلى أن رسائل "داعش" تفصح عن هوية أبي محمد الفرقان (أبوعبيدة عبدالحكيم) ودور البغدادي ونائبه (أبوصهيب) ودور أبي محمد العدناني، وكيف تصدى التنظيم لأيمن الظواهري وأسقطه عند أمراء القاعدة في بلاد المغرب والصومال ومصر واليمن.
أمير جديد
وأكد أن الرد على "داعش" يؤكد اختيار "القاعدة" أميرا جديدا للتنظيم الإرهابي موجودا في شبة القارة الهندية، ويشي بعودة أعلام القاعدة بقوة في سلسلة إصدارات جديدة تحمل خطابا مختلفا في الأيام القلية القادمة، وتوضح أن المعركة القادمة ستكون بين القاعدة وداعش، بعد أن بدأت تداعياتها في مالي، بتصفية الأخير ثمانية من عناصر تنظيم القاعدة.
وكان تنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية أعلن في أبريل/نيسان 2015 أن قاري عمران، الذي وصفه بـ"الخبير العسكري والقائد الميداني"، وأحمد فاروق نائب أمير القاعدة في شبه القارة الهندية سابقا، قتلا في قصف أمريكي على منطقة وزيرستان في منتصف يناير/كانون الثاني 2015.