العراق ينتظر عقارب "الخامسة".. ثالوث مظاهرات متعددة الأطراف
على وقع انسداد سياسي يضرب العراق منذ أكثر من 10 شهور، يجد البلد نفسه اليوم، أمام ثالوث مظاهرات يفتح عديدا من السيناريوهات.
فمع تحرك عقارب الساعة نحو الخامسة بعد عصر اليوم الجمعة، تتحرك مظاهرات متعددة في مناطق مختلفة من العراق، تسيرها أطراف عدة تحت عناوين مختلفة، بدءا بمحاربة الفساد مرورا بحل البرلمان والدفاع عن "الشرعية"،
ففي العاصمة بغداد، شهدت المنطقة الرئاسية توافداً كبيراً بأعداد المتظاهرين من أنصار الصدر بعد دعوة الأخير إلى تحشيد جماهيري كبير قبل يومين.
فيما يقابل ذلك، تحرك مماثل عند أسوار المنطقة الخضراء للمعسكر الخصم من "الإطار التنسيقي" بذريعة الدفاع عن شرعية مؤسسات الدولة.
مسارح ومعسكرات
وقبل يومين، دعا ما يعرف بـ"وزير القائد" المقرب من الصدر، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي ما وصفهم بـ"محبّي الإصلاح" إلى الاستعداد لـ"دعم الإصلاح"، وذلك من خلال تجمّع حاشد، كلٌ في محافظته، باستثناء مدينة النجف، في الساعة الخامسة من عصر يوم الجمعة، وعدم العودة إلى المنازل "حتى إشعار آخر".
فيما رد المعسكر المناوئ للصدر، الإطار التنسيقي، وعبر ما يعرف بـ"اللجنة التنظيمية لدعم الشرعية"، بالتحشيد لمظاهرات في بغداد وتحديداً الجسر المعلق المؤدي إلى المنطقة الخضراء، إضافة إلى مظاهرات وصفها بالمركزية للجنوب ويكون منطلقها في البصرة، وأخرى للشمال ومركزها نينوى.
وستكون ثلاث مناطق من العاصمة بغداد مسرحاً للمظاهرات التي بدورها ستنتقل إلى محافظات البصرة، المثنى، ذي قار، ميسان، الديوانية، واسط، بابل، إضافة إلى نينوى، على أن تنطلق جميعها في الساعة الخامسة من عصر اليوم، بحسب ما أفاد به مراسل "العين الإخبارية".
وشهدت شوارع العاصمة بغداد وبعض المدن الأخرى التي ستكون أماكن للمظاهرات، انتشاراً مكثفاً للقطعات الأمنية يرافقها إجراءات مشددة لتطويق المداخل المؤدية إلى ساحات الاحتجاج.
وقبيل انطلاق المظاهرات الحاشدة، أدى الملايين من أنصار الصدر صلاة الجمعة الموحدة عند المنطقة الرئاسية ببغداد.
وجاء في خطبة الصلاة، جملة من التفصيلات حول الشأن السياسي، تتقدمها تعهدات بمحاسبة "حيتان الفساد"، والاستمرار في رفع مطالب "الثورة الإصلاحية"، حتى تحقيقها بالكامل.
وقال خطيب الجمعة مهند الموسوي، إن "معتصمين خرجوا لكي يرسموا ملامح المرحلة المقبلة للعراق من خلال عملية ديمقراطية ثورية سلمية، ثم عملية ديمقراطية انتخابية مبكرة كما قال زعيم التيار الصدري".
وأضاف أنه "لا يوجد في قاموس هذه الثورة شيء اسمه تراجع، ومن أجل تحقيق أهداف هذه الثورة لا بد من الثبات"، مبينا أن الفرصة مؤاتية للتغيير في ظل استمرار الاعتصامات.
وكان الصدر استبق تلك الصلاة، بتغريدة خاطب فيها جمهور الإطار التنسيقي: "العجب من عدم مناصرتكم لنا من أجل إنقاذ الوطن الذي وقع أسير الاحتلال والإرهاب والفساد".
وشدد بالقول: "فسطاط الإصلاح في مظاهراته إنما يتظاهر من أجلكم ( ) فلتكن مظاهراتكم سلمية ولتحافظوا على السلم الأهلي، فالعراق أهم من كل المسميات".
وأضاف "لا نختلف مع جمهور الإطار بوجود الفساد إنما نختلف مع قياداته".
على صعيد مواز، دعا الحزب الشيوعي العراقي، أنصاره هو الآخر إلى التظاهر في ساحة الفردوس وسط العاصمة بغداد، وهي المظاهرة التي قد تكون أقل خطورة على المشهد العراقي، بالنظر لمحدودية الجمهور وتضاؤله خلال السنوات الأخيرة.
وكتب سكرتير الحزب الشيوعي، رائد فهمي، في تغريدة له على تويتر: "نهج المحاصصة ومنظومته السياسية الحاضنة للفساد، أوصلت العملية السياسية إلى الانسداد.. التغيير الشامل نحو دولة المواطنة بات ضرورة".
ولفت إلى أن ذلك يجب أن "يتحقق سلمياً عبر حل البرلمان وانتخابات مبكرة وتشكيل حكومة انتقالية"، موضحاً أن "مظاهرة الجمعة في ساحة الفردوس ملتقى لكل متطلع إلى عراق خال من المحاصصة والفساد والمليشيات".
تطورات سياسية وميدانية تأتي بعد دعوة الصدر القضاء العراقي إلى التحرك خلال أسبوع واحد لحل البرلمان وتكليف رئيس الجمهورية برهم صالح بتحديد موعد للانتخابات التشريعية المبكرة.
دعوة قابلها الإطار التنسيقي بالرفض وعدم التسليم لتلك المطالب التي وصفها بـ"غير الدستورية".
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز