714 مليون دولار من السراج للمليشيات.. والمرتزقة يحتفلون
تداول فيديو يظهر مرتزقة سوريين في ليبيا وهم يحتفلون بتقاضيهم رواتب بالدولار الأمريكي مقابل انخراطهم في القتال
أعلن رئيس ما يعرف بحكومة الوفاق الليبية فايز السراج تخصيص نحو مليار دينار ليبي (714 مليون دولار أمريكي) لما سماه وزارة الدفاع والمجهود الحربي.
يأتي ذلك بالتزامن مع تداول فيديو يظهر مرتزقة سوريين في ليبيا وهم يحتفلون بتقاضيهم رواتب بالدولار الأمريكي والدينار الليبي مقابل انخراطهم في القتال إلى جانب المليشيات (التابعة للسراج) في العاصمة طرابلس.
وكان السراج قد أقر، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "بي بي سي" البريطانية، باستقدام مرتزقة سوريين من تركيا للقتال إلى جانب مليشياته في المعارك بطرابلس.
وقال السراج، رداً على سؤال حول وجود مرتزقة سوريين إلى جانب مليشياته: "نحن لا نتردد في التعامل مع أي طرف لمساعدتنا وبأي طريقة كانت".
من جهة أخرى، تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" فيديو يظهر عددا من المرتزقة السوريين وهم يحتفلون بتقاضي أموال بالدولار الأمريكي والدينار الليبي مقابل القتال.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، كشف أن عدد المرتزقة السوريين الموالين لأنقرة الذين وصلوا إلى طرابلس، ارتفع إلى نحو 3660 مسلحا.
وأشار إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمال سوريا، مؤكداً أن "تركيا تريد نحو 6000 مرتزق سوري في ليبيا".
كما نشرت قوات تابعة للجيش الوطني الليبي، قبل تصريحات المرصد السوري بيومين، اعترافات لأحد المرتزقة السوريين، بعد أن تم القبض عليه في محور السواني جنوبي العاصمة طرابلس.
وقال المرتزق، الذي يدعى أنس ديب، وهو سوري من أصل ليبي، إنه جاء مع مرتزقة أردوغان إلى ليبيا؛ للقتال مقابل ٢٠٠٠ دولار شهرياً والحصول على الجنسية التركية فور عودته.
وتابع "ديب"، وهو من سكان مدينة إدلب السورية في اعترافاته، أنه قاتل في سوريا إلى جانب ما يعرف بـ"الجيش الحر" ومنه انضم إلى التنظيمات الإرهابية في سوريا.
وكشف أنس ديب أن هناك أكثر من ألف مرتزق مشارك في العمليات بطرابلس، من كتائب تسمى "السلطان مراد" و"سليمان شاه" و"الفيلق الخامس".
وشرح أنه سلك مع نحو 100 شخص آخرين خلال طريقه إلى ليبيا عبر منطقة عفرين السورية إلى منطقة غازي عنتاب بتركيا، حيث تم نقلهم في نحو ٦ حافلات.
وتابع أنه "بعد أن وصلوا إلى مطار إسطنبول استقل طائرة ركاب ليبية بزي مدني، وكان المشرفون في الطائرة ليبيين وأتراكاً، إلى أن وصل لمطار مصراتة، حيث تم نقلهم في حافلات الهجرة غير الشرعية حتى وصلوا لمحور السواني في طرابلس، وتم إمدادهم بالأسلحة؛ من بينها مضادات للطيران، واستمر في القتال حتى تمت إصابته".
ومع تزايد وجود المرتزقة السورية في ليبيا يوما بعد آخر، وفق ما ينشر المرصد السوري لحقوق الإنسان والجيش الوطني الليبي، تتزايد عمليات السرقة والاعتداءات من قبل هؤلاء المرتزقة ضد المدنيين الليبيين في طرابلس.
ويقول البرلماني الليبي على التكبالي، إن عائلة من طرابلس فرت نتيجة الاشتباكات في العاصمة إلي مكان آمن، مشيرا إلي أنه بعد هدوء الأوضاع نسبيا في العاصمة عاد رب تلك الأسرة ليتفقد بيته، فوجد فيه مجموعة من المرتزقة السوريين، الذين أوسعوه ضربا وركلا، وطردوه من البيت.
وتابع التكبالي، في حديث لـ "العين الإخبارية"، أن مثل هذه الاعتداءات لا تطال المدنيين العزل فقط، بل تتعداها إلى المليشيات الليبية التابعة للسراج أيضا.
وكان العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي قد قال لـ"العين الإخبارية" الجمعة، إن ممارسات المرتزقة السوريين دفعت أحد أفراد مليشيا غنيوة الككلي التابعة للوفاق للاصطدام والاشتباك بهم.
وقال المحجوب إن المرتزقة السوريين يقومون بإنشاء كمائن ليلية متغيرة في طرابلس، مضيفا أنهم يقومون بسرقة بيوت الليبيين ونهب أموالهم وهواتفهم المحمولة، مشيرا إلى أن من يحاول الدفاع عن نفسه يتعرض للاعتداء بالضرب أو الاختطاف.
وبالعودة لحديث البرلماني الليبي، فقد أوضح علي التكبالي أنه نتيجة لـ"انبطاح السراج واستعانته بهؤلاء المرتزقة، أصبح ذهاب الفتيات إلى الجامعة أو العمل أمرا خطيرا"، مختتما بالقول: "انظروا أين وصلنا حين غابت النخوة والزهو بالوطن الواحد!".