القبائل الليبية توقف إنتاج الحقول النفطية، لمنع حكومة الوفاق من استخدام الإيرادات في جلب مرتزقة لقتل الشعب الليبي
يوم 17 يناير/كانون الثاني الجاري 2020 قامت القبائل الليبية بوقف إنتاج الحقول النفطية في مناطق الهلال النفطي وحقول شرق البلاد، لمنع حكومة الوفاق من استخدام الإيرادات في جلب مرتزقة لقتل الشعب الليبي، وهو التحرك الذي أيده الجيش الليبي.
وعقب توقف الإنتاج هرع الصديق الكبير محافظ مصرف ليبيا المركزي في طرابلس، التابع لحكومة الوفاق، لطلب المساعدة الدولية بإعادة فتح حقول النفط في أسرع وقت، محذرا من مغبة إبقاء الحقول مغلقة، وذلك خلال مقابلة أجراها مع وكالة رويترز.
ولكن لماذا تخشى حكومة طرابلس إغلاق الحقول إلى هذا الحد؟
القطاع النفطي يدر أكثر من 22 مليار دولار سنويا، وهو يمثل ما نسبته من 93 إلى 95% من إجمالي إيرادات الدولة، ويغطي 70% من إجمالي الإنفاق العام، ويؤدي الإغلاق إلى تراجع الإنتاج من 1.3 مليون برميل يوميا إلى قرابة 72 ألف برميل فقط، وهو الأمر الذي يعني حرمان الوفاق من غالبية مداخليها، ويحد من قدراتها على شراء الدعم السياسي التركي عبر دفع تعويضات غير قانونية لها على حساب قوت الشعب، أو جلب مرتزقة سوريين جدد أو دفع أجور المليشيات التي تقاتل في صفها، وهو ما قد يؤدي إلى حدوث انشقاقات في صفوف هذه المليشيات التي تقاتل من أجل المال وليس من أجل شرف الوطن ووحدة ترابه.
ويسيطر الجيش الليبي على قرابة 95% من الحقول النفطية في منطقة الهلال النفطي وشرق وجنوب البلاد، بينما لم يتبق تحت سيطرة الوفاق سوى حقل الوفاء في الغرب وبعض الحقول البحرية الصغيرة.