الهوية الجديدة لآلان-فابيان ديلون>> قرار صادم في خضم معركة الميراث

في وقتٍ تشتعل فيه المعارك القضائية بين أبناء أسطورة السينما الفرنسية آلان ديلون حول وصيته وميراثه، أقدم ابنه الأصغر آلان-فابيان على خطوة غير متوقعة: تغيير هويته الشخصية.
ورغم احتفاظه بلقب العائلة الشهير، فقد تخلّى عن جزء من اسمه ليحمل اسمًا مثقلاً بالرمزية، يربطه أكثر بوالده، ويضيف في الوقت نفسه جرعة من التميز عبر توقيع جديد سيظهر لأول مرة في كتابه المقبل.
من آلان-فابيان إلى "آلان ديلون جونيور"
بحسب ما كشفته مجلة "باري ماتش"، قرر الابن الأصغر للممثل الأسطوري التخلي عن اسم "فابيان" ليُعرف ببساطة باسم "آلان ديلون". ولتجنب أي خلط مع والده الراحل، أضاف إلى هويته الجديدة لقب "Jr" (جونيور).
وهذا القرار ليس رمزياً فقط، بل يأتي متزامناً مع صراع قضائي محتدم مع شقيقته أنوشكا وشقيقه أنطوني، حول وصية والدهم الأخيرة التي منحت أنوشكا الحق الحصري في الإرث الأدبي والأخلاقي لاسم ديلون.
جذور القرار: صراع قديم مع الاسم
يبدو أن الخطوة لم تكن وليدة اللحظة، بل امتداداً لشعور قديم. ففي مقابلة سابقة، صرّح آلان-فابيان قائلاً: "ما كان يزعجني دائماً هو عندما أطلب من الناس أن ينادوني آلان، فيردّون: لا، لا يوجد سوى آلان ديلون واحد".
بالنسبة له، حمل الاسم كان امتداداً طبيعياً، بل ومصدر فخر. وأضاف: "يعجبني أن أشارك والدي الاسم نفسه. إذا نجحت في مسيرتي، سيكون هناك آلان ديلون آخر يلمع اسمه. أحب فكرة تخليد هذا السلالة".
بل ذهب أبعد من ذلك قائلاً إنه سيمنح أحد أبنائه الاسم نفسه، وهو ما بدأ فعلاً بتسمية ابنته الأولى رومي، في إشارة عاطفية قوية لتاريخ العائلة.
معركة الميراث: خلفيات مشتعلة
وجاء قرار تغيير الاسم متزامناً مع تطور جديد في قضية الميراث. فقد رفع آلان-فابيان دعوى قضائية لإبطال وصية وقّعها والده في نوفمبر 2022 بجنيف، والتي منحت أنوشكا الامتياز الكامل في الحقوق الأدبية والفكرية. ويستند الابن الأصغر في دعواه إلى تقارير طبية حديثة، وتشير إلى أن الممثل الكبير كان يعاني من مشاكل إدراكية خطيرة بعد إصابته بجلطة دماغية عام 2019، مما يضع شرعية التوقيع موضع شك.
وقالت محامية آلان-فابيان لصحيفة "لوموند" الفرنسية: "موكلي لا يسعى إلى المال، بل إلى الحقيقة. هدفه أن يبرهن أن والده تعرّض للتلاعب وأن هناك أموراً غير سليمة حدثت".
في المقابل، يؤكد منفذ الوصية أن الخلاف لن يتحول إلى حرب عائلية، مرجّحاً أن يلجأ الأشقاء إلى وساطة قضائية قبل تصعيد النزاع إلى المحاكم.
وبين تغيير اسمه إلى "آلان ديلون جونيور" وخوضه معركة شرسة ضد أشقائه على وصية والده، يبدو أن الابن الأصغر يسعى لتثبيت مكانته كامتداد شرعي لأسطورة الشاشة الفرنسية. لكن مع استمرار الصراع القانوني، يبقى السؤال مطروحاً: هل الاسم الجديد سيعيد له القوة الرمزية في مواجهة شقيقته وشقيقه، أم أنه مجرد فصل جديد في حرب عائلية لم تُكتب نهايتها بعد؟