انتشل الديوانية وأثار الجدل.. هل يستحق العنكوشي لقب مرتضى منصور؟
تجربة فريدة يشهدها الدوري العراقي، باستثمار رجل الأعمال الشاب حسين العنكوشي في نادي مدينته، الديوانية.
ورغم أنه لم يسبق له ممارسة كرة القدم سواء كلاعب أو كمدرب، بات العنكوشي أحد مشاهير اللعبة في العراق مؤخرا، بعدما قرر العام الماضي الاستثمار في نادي الديوانية.
طوق نجاة
عانى نادي الديوانية من أزمات مالية طاحنة، في ظل اعتماده على الدعم الحكومي الهزيل ومساهمات أبناء المدينة، كأغلب الأندية الشعبية في بلاد الرافدين.
وبعدما بلغت الأزمة المالية مداها، ظهر العنكوشي صاحب الـ33 عاما في ثوب المنقذ، وقرر رجل الأعمال الشاب ضخ الأموال من أجل الاستثمار في النادي، استجابة للجماهير التي ناشدته، كما ذكر في تصريحات سابقة.
أموال العنكوشي ساعدت الديوانية على إعادة تأهيل ملعب النادي ومرافق التدريب، وشراء ملابس ومعدات، وبالطبع تسديد الرواتب المتأخرة.
الديوانية أبرم كذلك عدة صفقات قوية بضم لاعبين محترفين من أفريقيا وأمريكا الجنوبية، فضلا عن تعيين كوادر تدريبية جديدة.
وخرج الديوانية لمعسكر إعدادي في مصر قبل عدة أشهر، خاض خلاله الفريق عدة مباريات ودية، كما يبحث العنكوشي عن سبل للتعاون مع الأهلي المصري، أحد أكبر أندية أفريقيا والوطن العربي.
وحسب ما ذكرته التقارير، فإن الدفعة الأولية من استثمارات العنكوشي في الديوانية بلغت 5 ملايين دولار أمريكي، تأتي من إيرادات شركاته ومحطات الوقود التي يملكها في مختلف أنحاء العراق.
شبح مرتضى منصور
رغم الطفرة التي أحدثها وجود العنكوشي في الديوانية، لا يمكن تغافل حرص الرجل على إثارة الجدل بالقول والفعل والتصريح والتلميح، وهو ما يجعله قريب الشبه بمرتضى منصور، الرئيس السابق لنادي الزمالك المصري، مع وجود اختلافات كبيرة بين النموذجين.
لم يكن مرتضى مستثمرا في الزمالك كما هو الحال مع العنكوشي، بل كان رئيسا للنادي بعد انتخابه من الجمعية العمومية للأعضاء، كما أنه كان عضوا وإداريا منذ عشرات السنين، بينما عاد رجل الأعمال الشاب إلى العراق في 2019 بعد سنوات طويلة قضاها في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.
العنكوشي يتشابه مع مرتضى في سرعة الغضب وعدم الصبر على المدربين وبالتالي حدوث إقالات بالجملة في غضون فترات قصيرة، وهو ما ينعكس سلبا على مستوى الفريق واستقراره.
وكما كان مرتضى محبا للظهور الإعلامي والحديث بإسهاب عن أزمات النادي وخلافاته، وأيضا مشاكله الشخصية مع عدد من المسؤولين والإداريين سواء في الأندية الأخرى أو الاتحادات الرياضية وغيرها، يمارس العنكوشي نفس الأمر عبر حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي.
ودخل العنكوشي في أزمات مع عدة أطراف، بسبب تعليقاته اللاذعة وانتقاداته المستمرة، للتحكيم والهيئة التطبيعية للاتحاد العراقي وأحيانا الأندية الأخرى.
أبرز أزمات العنكوشي حدثت مؤخرا بسبب مباراة الشرطة والديوانية في الدوري العراقي، والتي خسرها فريقه بخماسية دون رد، حين اتهم جماهير "القيثارة" بالاعتداء على عناصر فريقه، كما اعترض على تعيين الحكم مهند قاسم لإدارة اللقاء، رغم أنه أحد أفضل حكام آسيا.
ومع تكرار العنكوشي تصرفاته المثيرة للجدل، وجد نفسه تحت طائلة العقوبات، وهو الأمر الذي رد عليه في إحدى المرات بأن "حذائه تبلغ قيمته 5 ملايين دينار عراقي"، في إشارة لعدم اكتراثه بالغرامات الموقعة عليه من قبل اتحاد كرة القدم.
جدير بالذكر أن تجربة العنكوشي مع الديوانية حظيت بإعجاب بعض النقاد والأكاديميين، الذين أكدوا أن ما يعيبها هو سوء إدارة رجل الأعمال الشاب للملف الإعلامي.