قمة ألاسكا.. بوتين يغازل غريزة ترامب التجارية بصفقات ومكافآت اقتصادية

يعلم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن نظيره الأمريكي دونالد ترامب يرى العالم من "منظور تجاري"، وهو ما ستحاول موسكو استغلاله عندما يلتقي الزعيمين اليوم في ألاسكا.
وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، سيكون الملف الاقتصادي حاضرا بقوة في القمة عبر مزايا تجارية ومكافآت اقتصادية جهزها بوتين لاستمالة ترامب في مفاوضات إنهاء الحرب مع أوكرانيا.
القائد المثالي
وقال مسؤول كبير سابق في الكرملين، تحدث – كغيره من المصادر – بشرط عدم الكشف عن هويته: "يعلم بوتين أن ترامب يرى العالم من منظور تجاري، وسيطرح السلام وفق شروطه كمدخل لفرص مربحة."
وقال أكاديمي روسي مقرّب من وزارة الخارجية: "ترامب هو بالضبط النوع من القادة الذين يعتقد بوتين أنه يستطيع دائمًا إبرام صفقة معهم".
فيما قال عضو في المؤسسة المعنية بالسياسة الخارجية الروسية والذي يقدّم المشورة لبوتين: "هذه ليست قمة نهائية يمكن أن يتحقق فيها سلام دائم. لكنها تُعد فرصة نادرة لكسب تأييد ترامب لصالح روسيا."
والقمة التي تم ترتيبها على عجل، والتي نُظّمت بناءً على طلب بوتين، ستكون أول دعوة له للقاء رئيس أمريكي على الأراضي الأمريكية منذ زيارته لجورج دبليو بوش عام 2007، فيما يعد بالنسبة لبوتين انتصارًا دبلوماسيًا مبدئيًا حيث لقاء مباشر مع ترامب دون تقديم تنازلات.
غريزة ترامب التجارية
وفقا للغارديان، فإن الركيزة الأساسية في مهمة بوتين ستكون استهداف غريزة ترامب التجارية.
ومن اللافت للنظر أن بوتين، إلى جانب وفد من الدبلوماسيين المخضرمين، يصطحب اثنين من أبرز مستشاريه الاقتصاديين. ويُعدّ تضمين وزير المالية أنطون سيلوانوف أمرًا جديرًا بالانتباه بشكل خاص، إذ إنه يقود الاستجابة الروسية للعقوبات الغربية، التي لطالما اعتبر الكرملين رفعها شرطًا أساسيًا لأي اتفاق سلام.
وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي، بالأمس إن الزعيمين سيناقشان "الإمكانات الهائلة غير المستغلة" في العلاقات الاقتصادية بين روسيا والولايات المتحدة.
وأضاف أوشاكوف: "من المتوقع تبادل وجهات النظر حول تطوير التعاون الثنائي، بما في ذلك في المجالين التجاري والاقتصادي. هذا التعاون يتمتع بإمكانات هائلة، لكنها للأسف غير مستغلة حتى الآن."
مكاسب روسية؟
في المقابل، تحدثت صحيفة "التلغراف" البريطانية عن حوافز أمريكية اقتصادية لروسيا، بينها إتاحة وصول موسكو إلى معادن نادرة، وفتح مجالات استثمارية في مواقع ذات أهمية استراتيجية، إضافة إلى رفع جزئي لبعض العقوبات، خصوصا تلك المفروضة على قطاع الطيران الروسي.
وتشير المسودة الأولية للمقترحات إلى منح موسكو حق الوصول إلى المعادن النادرة الموجودة في الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها حاليا، وهي موارد أساسية لصناعات البطاريات المتقدمة، وأشباه الموصلات، والمعدات الدفاعية.
وتشمل المبادرة أيضا منح روسيا فرصا لاستكشاف واستغلال الموارد الطبيعية في مضيق بيرينغ الفاصل بين ألاسكا والشرق الروسي، وهي منطقة تتوقع تقارير الطاقة الدولية أنها تخفي احتياطيات هائلة من النفط والغاز قد تصل إلى 13% من الاحتياطي العالمي غير المكتشف، فضلا عن كميات ضخمة من الغاز الطبيعي، على حد قول الصحيفة.
سيطرة واعتراف
في ألاسكا، من المرجّح أن يدفع بوتين باتجاه السيطرة الكاملة والاعتراف الأمريكي بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك كأراضٍ روسية، وفقًا لمصدرين في موسكو.
ولا تزال كييف تحتفظ بمدن رئيسية في دونيتسك مثل كراماتورسك وسلوفيانسك، إلى جانب مواقع محصّنة ذات أهمية استراتيجية قصوى، وقد كلف الدفاع عنها عشرات الآلاف من الأرواح.
وقالت جميع المصادر التي تم التشاور معها إن روسيا من غير المرجّح أن تتخلى عن الأراضي التي تسيطر عليها في جنوب زابوروجيا وخيرسون، والتي تُشكّل جسرًا بريًا حيويًا من دونباس على طول بحر آزوف وصولًا إلى القرم.
وتدعي روسيا أنها ضمّت جميع هذه المناطق الأربع، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم، التي استولت عليها عام 2014. وقد تعرض موسكو التخلّي عن أجزاء صغيرة من الأراضي التي استولت عليها في منطقتي خاركيف وسومي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز