البرهان.. خبرة عسكرية وشخصية توافقية تقود انتقال السودان
البرهان يملك رصيدا زاخرا من الخبرات العسكرية يضاف إليها ما يحظى به من توافق شعبي وسياسي، ما يجعل منه الشخصية المطلوبة لقيادة المرحلة
بأدائه اليمين الدستورية، اليوم الأربعاء، رئيسا للمجلس السيادي في السودان، يقود الفريق أول عبدالفتاح البرهان، البلاد من جديد في أكثر مراحلها حرجا.
خطوة عملاقة يعبر منها هذا العسكري المتدرج في صفوف الجيش، وبلاده، نحو مرحلة يأمل السودانيون أن تقود لبناء مؤسسات دائمة، تتويجا للثورة وتلبية لمطالب أبنائها.
يملك رصيدا زاخرا من الخبرات العسكرية يضاف إليها ما يحظى به من توافق شعبي وسياسي، ما يجعل منه الشخصية المطلوبة لقيادة المرحلة.
ويعتبره سودانيون ومراقبون الشخصية الأنسب في المرحلة الانتقالية والدرع الواقية للسودان من الانزلاقات والمخاطر المحدقة بالبلاد.
من ضابط تنقل في صفوف الجيش السوداني إلى رئيس أركان القوات البرية، ومفتش عام الجيش، مرورا بالعديد من المهام العسكرية بالداخل والخارج، يتمتع البرهان الذي ترأس المجلس العسكري الانتقالي عقب عزل الرئيس عمر البشير أبريل/نيسان الماضي، بكل ما يلزم القائد من خصال إنسانية وميدانية.
برز اسم البرهان عندما ترقى من رتبة الفريق الركن إلى رتبة الفريق أول، وتعيينه مفتشا عاما للقوات المسلحة في شهر فبراير/شباط 2019.
ولكن البرهان الذي كان يعمل في صمت بعيدا عن وسائل الإعلام، رفض بحسب مراقبين، العديد من المناصب التنفيذية وفضل البقاء في الجيش.
وينحدر عبدالفتاح البرهان (59 عاما) من قرية "قندتو" على الضفة الشرقية لنهر النيل غرب مدينة "شندى"، التحق بالقوات المسلحة الدفعة 31، وعمل في رتبة مقدم معتمدا في ولاية بوسط دارفور غربي السودان.
وعمل البرهان بعد ذلك مع قوات الحدود لفترة طويلة، قبل أن ينتقل للعمل ملحقا عسكريا في الصين، ثم يعود لقيادة قوات حرس الحدود، ويرأس لاحقا أركان القوات البرية، قبل أن يصبح مفتشا عاما للجيش السوداني.
ومن أبرز المهام العسكرية التي أوكلها الجيش للبرهان الإشراف على القوات السودانية في اليمن بالتنسيق مع محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع السودانية.
وعلاوة على كفاءته العسكرية، يحظى البرهان بقبول واحترام في صفوف الشعب، وقد تجلى هذا الأمر لدى زيارته ساحة الاعتصام قبالة مقر الجيش بالعاصمة الخرطوم، قبل أشهر، ولقائه بعض المعتصمين، والاستماع لمطالبهم، ووعده بالعمل على تلبيتها وتهدئة الأوضاع في البلاد.
وعقب تنحي رئيس المجلس العسكري السابق عوض بن عوف ونائبه كمال عبدالمعروف، وأداء البرهان اليمين رئيسا للمجلس العسكري الانتقالي في السودان، عمت الأفراح شوارع البلاد.
ووصف مراقبون هذه الأفراح على أنها انتصار لإرادة الجماهير التي كانت تنادي باختيار شخص لا ينتمي إلى أي تيار سياسي ويحظى بتوافق شعبي كبير.
وأكدوا أن عدم انتماء البرهان إلى أي تيار سياسي في السودان هو الذي جعل منه شخصية توافقية لديها قبول شعبي.
وفي حديث لـ"العين الإخبارية"، قال اللواء متقاعد عبدالله صافي النور إن البرهان من الضباط الذين يضعون الوطن والقوات المسلحة نصب أعينهم، ولم يعرف عنه أي انتماء سياسي طيلة فترة عمله في الجيش.
وأضاف النور، أن رئيس المجلس السيادي يتميز بالقوة والصرامة وتجمعه علاقات طيبة مع كافة رفقاء السلاح، ويحظى بقبول واسع داخل المؤسسة العسكرية.
وتابع: "البرهان رجل وطني ومرن ولديه القدرة على التواصل مع مكونات الشعب السوداني وقواه السياسية"، متمنيا أن تتعاون معه الفعاليات السودانية من أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام.
بدوره، قال الفريق المتقاعد بالشرطة السودانية، صديق إسماعيل، إنه تعرف على عبدالفتاح البرهان عام 1992 في إقليم دارفور ، حينها كان البرهان رئيسا لاستخبارات حرس الحدود بمنطقة زالنجي.
وأضاف إسماعيل، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "مضى الوقت وتدرج عبدالفتاح البرهان وتم تعيينه ممثلا لرئيس الجمهورية في إقليم دارفور عقب اندلاع أحداث الصراع المسلح عام 1998، وانقطع تواصلي معه من ذلك الحين".
وتابع: "ليس لدي أي معلومات أخرى عنه على وجه الدقة، ولكن سيرته داخل المؤسسة العسكرية توصف بأنها شخصية مرنة ومتسامحة".
ومساء أمس الثلاثاء، أصدر المجلس العسكري السوداني مرسوما دستوريا بتشكيل المجلس السيادي الذي يقود المرحلة الانتقالية في البلاد.
والمجلس السيادي بالسودان سيدير البلاد لفترة انتقالية لمدة 3 سنوات حتى إجراء انتخابات رئاسية.
ووفقا للمرسوم الدستوري فيضم المجلس السيادي 10 أعضاء، ويتولى البرهان رئاسته لمدة 21 شهرا، فيما يتولى الرئاسة بعد هذه المدة، أحد المدنيين لفترة 18 شهرا، لتكتمل مدة الفترة الانتقالية 3 سنوات و3 شهور تعقبها انتخابات.
aXA6IDE4LjIyNi4yMTQuOTEg جزيرة ام اند امز