مالكوم إكس وسبينوزا.. جمعهما اللون والبحث عن المساواة وتاريخ الوفاة
مجموعة القراءات التي عكف عليها مالكوم إكس في فترة سجنه غيّرت من تفكيره تغييرا جذريا وبخاصة تأثره بأفكار باروخ سبينوزا.
غيرت مجموعة القراءات التي عكف عليها مالكوم إكس من تفكيره تغييرا جذريا، وبخاصة تأثره بأفكار باروخ سبينوزا، الذي تصادف أن يوافقه في تاريخ وفاته، والذي تحل ذكراه في 21 فبراير/شباط.
ويعد مالكوم إكس، بالنسبة إلى محبيه، رجلا شجاعا يدافع عن حقوق السود، ويوجِّه الاتهامات لأمريكا والأمريكيين البيض، لارتكاربهم أفظع الجرائم بحق الأمريكيين السود. وأما أعداؤه ومبغضوه فهم يتهمونه بأنه داعية للعنصرية وسيادة السود والعنف. وقد وُصف مالكوم إكس بأنه واحدٌ من أعظم الأفريقيين الأمريكيين وأكثرهم تأثيرا على مر التاريخ.
وقرأ المدافع عن حقوق الإنسان الأمريكي ذو الأصل الأفريقي مؤلفات سبينوزا، والعديد من المؤلفات المهمة عن قصة الحضارة، وما كتبه النمساوي مندل في علم الوراثة، وتأثر بكلامه في أن أصل لون الإنسان كان أسود، وقرأ عن معاناة السود والعبيد والهنود الحمر من الرجل الأبيض، ودخل أثناء تلك الفترة في مناظرات أكسبته خبرة في مخاطبة الجماهير والقدرة على الجدل، وبدأ يدعو غيره من السجناء السود إلى حركة أمة الإسلام فاشتهر أمره بين السجناء، فكانت هذه المناظرات العديدة التي كان له فيها الباع الأطول ملكته قوة الحجة وفصاحة اللسان.
تأثر مالكوم إكس، الذي قُتل والده على يد مجموعة من العنصريين البيض عندما كان صغيرا، برحلة الحج والتي رسخت لديه الكثير من المفاهيم عبر تصرفات بسيطة وتلقائية أثناء الحج، فكتب إلى زوجته يقول: "عزيزتي باتي.. ربما لن تصدقي ما سأكتبه لكِ في هذه الرسالة! فأنا الآن في مكة أصلي بجانب رجل أبيض خلف رجل أسود! وآكل من الطبق نفسه الذي يأكل منه رجل بعينين زرقاوين! وأشرب من الكأس نفسها التي يشرب منها شيخ عربي ببشرة فاتحة! لقد أدركت الآن وأنا برحاب هذه المدينة المقدسة بأن جميع مشاكل أمريكا العنصرية لا يمكن لها أن تحل إلا بتعاليم الإسلام العظيم".
وقد تم اغتياله على يد عناصر من منظمة أمة الإسلام، بعد محاولة فاشلة لقتله، عبر إضرام النيران في بيته، إلا أن النجاة كتبت له ولعائلته، وتم لهم ما أرادوا بقتله في قاعة مؤتمرات في مدينة نيويورك، حيث كان يلقي محاضرة يدعو فيها إلى الإسلام، حيث اقترب منه رجل بعد مشاجرة مفتلعة في صفوف المحاضرة وأطلق النار عليه، وكان ذلك في 21 فبراير/شباط 1965.
أما سبينوزا الذي توفي في اليوم نفسه عام 1677 فقد ولد في أمستردام، هولندا، لعائلة برتغالية من أصل يهودي هاجرت من البرتغال، ضمن هجرة كثير من يهود إسبانيا والبرتغال إلى كثير من دول غرب أوروبا هروبا من اضطهاد السلطات هناك، وفي البداية اضطروا إلى اعتناق المسيحية، أما بعد أن وجدوا مناخا متسامحا في هولندا فقد عادوا مرة أخرى إلى اليهودية، وكان يعلي في كتاباته دوما من شأن العقل، وكان يناقش دوما مسائل الإيمان والعلاقة بين السلطة الدينية والسلطة السياسية.
aXA6IDE4LjExNy4xNTYuMTcwIA== جزيرة ام اند امز