شوارع حلب مليئة بمئات الجثث وغطت الدماء ملامح المدينة، مع مئات القذائف والصواريخ التي تهدد حياة مليوني مدني بالعطش والجوع والموت.
امتلأت شوارع حلب بمئات الجثث وغطت الدماء ملامح المدينة، فيما لا تزال تهطل عليها مئات القذائف والصواريخ التي تهدد حياة أكثر من مليوني مدني بالعطش والجوع والموت.
بدأت أصوات الاستغاثة تخرج عالية من ثاني أكبر مدن سوريا بعد دمشق، إثر أشهر من القصف المتتالي على أغلبية أحيائها وأريافها، لتدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر على مصير المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، ولا سيما في أحياء حلب الشرقية.
وتتخوف أوساط طبية من الوضع الصحي لمئات الآلاف من المحاصرين في المدينة، والذين "يموتون ببطء" بحسب تعبيرات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، حيث بدأت نذر كارثة إنسانية بالظهور بعد قصف قوات النظام وروسيا لإحدى محطات ضخ المياه في حلب.
وأوضحت "اليونيسيف أن القصف استهدف محطة باب النيرب لضخ المياه التي تزود نحو 250 ألف شخص بالمياه في المناطق الشرقية في حلب.
القصف يطول أيضاً هيئات الدفاع المدني والإغاثة، حيث لم يتبق سوى سيارتي إسعاف ومستشفيات معدودة على أصابع اليد الواحدة، كما علقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عملياتها بعد استهداف كادرها ومقتل مدير الهلال الأحمر السوري.
ألقى ناشطون اللوم على الدول الغربية والمنظمات التي لم تخرج من صمتها بعد، مؤكدين أن الاجتماعات المتتالية وساعات الهدنة لم تجلب إلا المزيد من الدمار.
ويعتقد مراقبون أن الهدنات عموماً لا تفيد الحالة السورية، فكلما خرج أطراف الصراع من هدنة أو اخترقوها عادوا أقوى وأشرس وكأنهم يريدون تعويض الأيام التي ولّت دون إطلاق النار.
ويرون أن كعكة حلب التي تتقاسمها عدة أطراف، هي النظام السوري والمعارضة والأكراد وجبهة النصرة وغيرهم، بتفرعاتهم السياسية والعسكرية، قد تحولت إلى ما أشبه بمناطق منعزلة عن بعضها بعضاً.
الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة تعيش قصفاً مدفعياً بشكل يومي منذ انهيار الهدنة، في وقت اجتمعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة بشكل طارئ في مجلس الأمن لبحث تدهور الوضع في حلب، الأحد، دون الخروج بنتائج ملموسة.
يذكر أن الجيش السوري تمكن في الأيام الأخيرة، بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحي "جبهة فتح الشام" (النصرة سابقا) وغيرها من الجماعات المسلحة، من إحراز تقدم ملحوظ شمال المدينة، ليستعيد سيطرته على عدة مناطق استراتيجية، بما فيها مخيم حندرات ومقطع الشاهر، بحسب مواقع النظام السوري.