عشرات القتلى في حلب وتراشق "علني" بين أمريكا وروسيا
شهود عيان في حلب يقولون إن "القصف عنيف جداً"، فيما تضاربت المعلومات حول أعداد القتلى..
فيما غرقت الأحياء الشرقية في مدينة حلب، منذ ليل الخميس وطوال نهار الجمعة، في جحيم الغارات الكثيفة التي شنتها طائرات سورية وروسية، متسببة بدمار هائل ومقتل العشرات، فشلت الجهود الدبلوماسية في إعادة إرساء الهدنة على الأرض، ووقف إطلاق النار.
وبينما قال شهود عيان في حلب إن "القصف عنيف جداً"، تضاربت المعلومات حول أعداد القتلى؛ فوفق المرصد السوري لحقوق الإنسان تسبب القصف بمقتل 27 مدنياً على الأقل، بينهم 3 أطفال.
وأفادت منظمة "أطباء بلا حدود" أن المستشفيات التي تدعمها "تلقت في يومين 145 جريحاً". بينما قال حمزة الخطيب، مدير مستشفى في حلب، إن عدد قتلى القصف الذي تعرضت له مناطق بشرق المدينة، اليوم الجمعة، بلغ 91 شخصاً.
وكان مدير الدفاع المدني في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في شرق حلب، عمار السلمو، قد أوضح، في وقت سابق الجمعة، أن القصف العنيف للمدينة أسفر عن مقتل أكثر من 70 شخصاً.
في غضون ذلك، ورغم اجتماع في نيويورك جمع بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرجي لافروف، وإعلان "كيري" أن الولايات المتحدة وروسيا حققتا تقدماً بسيطاً بشأن سبل وقف الحرب الأهلية السورية، وأنهما تبادلا بعض الأفكار المشتركة، إلا أن الأمر بين واشنطن وموسكو يسير في اتجاه "مسدود"؛ بعد أن انتقد الطرفان بعضهما الآخر علانية.
واستغل سيرجي لافروف كلمة بلاده في الجمعية العامة للأمم المتحدة لشن هجوم على الولايات المتحدة مقتبساً من رواية (مزرعة الحيوانات) لجورج أورويل؛ حيث اتهم واشنطن بأنها تقول إن جميع الحيوانات متساوية، لكنها تتصرف كما لو كان البعض "أكثر مساواة" من الآخرين.
وتابع: "من غير اللائق تماماً في القرن 21 أن توجه الجميع في كل مكان وتحتكر لنفسك حق استخدام المنشطات أو تقوم بمغامرات أحادية متجاوزاً الأمم المتحدة أو تجري تجارب جيوسياسية تزهق أرواح ملايين البشر".
واستبق لافروف تصريحاته تلك بحديث لا يخلو من "لوم"، مساء الخميس، عندما قال للصحفيين في الأمم المتحدة رداً على سؤال حول إمكانية إحياء وقف إطلاق النار: "عليكم سؤال الأمريكيين".
بدوره، اتهم نائب وزير الخارجية، جينادي جاتيلوف، الولايات المتحدة بالوقوف وراء عدم الوصول لاتفاقات جديدة بشأن سوريا اليوم.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء، اليوم الجمعة، عن "جاتيلوف" قوله: "لم يتم التوصل إلى اتفاقات أو قرارات جديدة بشأن سوريا في نيويورك"، مضيفاً أن العقبة الرئيسية هي موقف الولايات المتحدة.
في المقابل، قال البيت الأبيض، اليوم الجمعة، إن مصداقية روسيا مهددة بشدة بعد الهجوم الأخير للجيش السوري في حلب، موضحاً أن موسكو مسؤولة عن ضمان التزام سوريا بوقف إطلاق النار قصير الأجل.
وأفاد جوش إيرنست، المتحدث باسم البيت الأبيض، في تصريحات صحفية: "روسيا تستحق اللوم، وإن كان لهذا الاتفاق مستقبل ينبغي لروسيا أن تضاعف جهدها وتثبت ذلك".
وتتخذ الولايات المتحدة وروسيا موقفين متعارضين من الحرب المستمرة منذ 5 أعوام ونصف العام والتي أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص وشردت 11 مليوناً.
aXA6IDEzLjU4LjczLjU5IA== جزيرة ام اند امز