حلب.. صمتت المصانع وتكلمت المدافع
مدينة حلب التي كانت يوما ما "المركز المالي والصناعي" لسوريا، لكن بعد 4 سنوات من الحرب أصبحت مجرد حطام.
كانت مدينة حلب يوما ما "المركز المالي والصناعي" لسوريا.. مدينة يقطنها 3 ملايين شخص مصانعهم كانت تغزل النسيج وتنتج الأدوية وتعالج المنتجات الزراعية، لكن بعد 4 سنوات من الحرب الأهلية بين المعارضة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد، صمتت المصانع وأصبحت حلب مجرد حطام.
ووفقا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز، بالرغم من عودة معظم المدينة إلى العمل بفضل حكومة الأسد، إلا أن أصحاب الأعمال يتساءلون ما إذا كان الوقت مناسبا لإعادة بناء المدينة وما إذا كانت المدينة ستستعيد قوتها الاقتصادية مرة أخرى أم لا. مشيرة إلى أن حلب، المنقسمة منذ 2013، هي مركز الصراع هذا الشهر بين قوات الحكومة والمعارضة. لكن تمكنت الحكومة السورية بمساندة القوات الجوية الروسية من إحكام قبضتها على شرق حلب، بحسب الصحيفة.
تعود أهمية حلب، كما يقول وزير الاقتصاد السوري السابق، همام الجزائري، إلى إنتاجها ما يطلق عليه "سلع وسيطة". مضيفا: "في سلسلة القيمة للصناعة السورية، شكلت حلب حجر البناء في الأنسجة والبلاستيك والهندسة والأدوية. فمثلا أنتج الملابس والأنسجة في مناطق قريبة من دمشق، لكن اشتري القماش من حلب"، مستطردا أن الحرب شلت هذا الإنتاج.
أما فارس الشهابي، رئيس غرفة صناعة حلب: "اعتدنا أن يكون لدينا 70 ألف شركة من ورش صغيرة وحتى مصانع كبيرة. نعمل الآن بطاقة 10% فقط".
لفتت لوس أنجلوس تايمز إلى أن الاتحاد الأوروبي فرض عقوبة في 2011 على الشهابي الذي من المحتمل أن يكون رئيس وزراء مستقبليا، لدعمه الاقتصادي للحكومة السورية، وهو اتهام ينكره الشهابي.
من ناحية أخرى، أوضحت لوس أنجلوس تايمز أن حلب على عكس باقي المدن السورية، كانت الأبطأ في المشاركة في احتجاجات الربيع العربي التي اندلعت مارس/ آذار 2011 ضد الأسد. ونقلت عن رجال أعمال رافقوا مجموعة من الصحفيين في زيارة مخططة إلى المدينة الأسبوع الماضي، قولهم إن الثورة في حلب كانت مرتبة أكثر بالطبقات لا بالطائفية التي طغت على الصراع السوري.
وأشارت إلى أن كتائب شهداء بدر استولوا على المناطق الصناعية، وبقيادة تاجر سمك سابق تحول إلى قائد عسكري يدعى خالد سراج، نهبت الجماعة المصانع واستغلت الورش في إنتاج أسلحة نارية يدوية الصنع.
ووفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، كان يطلق على خالد سراج "جزار حلب" حيث تورط في مقتل ما يزيد عن 200 مدني وإصابة أكثر من 300 شخص.
لوس أنجلوس تايمز قالت إن بعض المصانع التي تم الاستيلاء عليها في حلب من قبل المتمردين تم بيعها على الفور أو تم صهر أجزائها في تركيا من أجل الحصول على النحاس، في حين تمت إعادة جزء من المصانع إلى ملاكها مقابل مبالغ مالية.
وبحسب الصحيفة، بعد إطاحة القوات بالمعارضة وطردهم من مناطق في حلب، عادت بعض الأعمال مرة أخرى في قرية شيخ نجار. فيما قرر تجار آخرون تعويض خسارتهم بنقل أعمالهم إلى مصر والأردن. لافتة إلى أنه بالرغم من رغبتهم في العودة إلى بلادهم، إلا أنه على الحكومة أن تقوم بالكثير لإغرائهم.
وفي نهاية التقرير، قالت لوس أنجلوس تايمز إنه حتى إذا خفت حدة الصراع، لا تزال هناك كثير من العقبات المروعة أمام عودة حلب مرة أخرى: البنية التحتية خصوصا توليد الطاقة، وتساءلت: "من سيدفع لإعادة الإعمار وتعويض أصحاب المصانع؟، وماذا عن التأمين؟، وهل يمكن أن يعود الاستثمار أو الثقة وتوظيف أشخاص ثاروا من قبل ضد الحكومة؟".
aXA6IDE4LjIyNC42NS4xOTgg جزيرة ام اند امز