تصاعد الأوضاع في حلب السورية.. غارات و«حظر تجوال» وإغلاق المطار
وسط تصاعد الأوضاع في حلب مع إعلان فصائل مسلحة «حظر التجوال على أجزاء سيطرت عليها» في المدينة، شن الجيش السوري غارات على مواقع لتلك المليشيات.
وفي وقت سابق أعلنت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل مسلحة موالية لها السيطرة على خمسة أحياء في مدينة حلب كبرى مدن الشمال السوري.
وعلى الرغم من أنها لم تسيطر على كامل حلب، فإنها أعلنت حظر تجوال على المدينة بكاملها، قائلة في بيان صادر عنها إن الحظر سيبدأ من الحادية عشرة والنصف مساء الجمعة وحتى الثامنة من صباح السبت، مطالبة المواطنين في المدينة بضرورة الالتزام بقرارها.
كيف رد الجيش السوري؟
في المقابل، نفى التلفزيون الرسمي السوري وصول عناصر الفصائل المسلحة، إلى المدينة، وقال إن روسيا تقدم للجيش السوري دعما جويا.
فيما قال الجيش السوري، إنه يواصل التصدي لهجوم الفصائل المسلحة. وذكر في بيان أنه كبد الفصائل المسلحة، خسائر فادحة في ريفي حلب وإدلب، وفق رويترز.
وبحسب وسائل إعلام تابعة للحكومة السورية فإن الطيران الحربي السوري شن غارات مشتركة مع الطيران الروسي، على تحركات المليشيات المسلحة في محيط مدينة مارع شمالي حلب، مشيرة إلى غارات مشابهة على مواقع للمسلحين في محيط البارة وبينين في جبل الزاوية جنوبي إدلب.
وأكدت وسائل إعلام سورية أن الجيش السوري يستهدف بالقصف الصاروخي مواقع المسلحين في بلدات الرويحة وخان السبل ومعردبسة في ريف إدلب الجنوبي.
وقال مركز التنسيق الروسي في سوريا، في بيان صادر عنه، إن سلاح الجو الروسي يساند الجيش السوري في عملياته «في مكافحة الإرهابيين»، مشيرا إلى «مقتل أكثر من مئتي إرهابي اليوم بريفي حلب وإدلب».
وفي وقت لاحق، قال مصدر عسكري لـ"رويترز"، إن السلطات السورية أغلقت مطار حلب وألغت جميع الرحلات الجوية.
وبحسب البيان، فإن حصيلة اليومين الماضيين كانت «مقتل أكثر من 600 إرهابي بريفي حلب وإدلب».
وأعلن الجيش الروسي، الجمعة، أن قواته الجوية تقصف المليشيات المسلحة في عملية لصد «متطرفين» شنوا هجوما كبيرا على مدينة حلب.
ووصل مقاتلون من هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة مدعومة من تركيا إلى ثاني أكبر مدينة في سوريا الجمعة في سياق هجوم خاطف ضد قوات الحكومة السورية، في معارك وصفت بأنها «من بين الأكثر دموية منذ سنوات».
ونقلت وكالات أنباء روسية عن متحدث باسم مركز المصالحة التابع لوزارة الدفاع الروسية في سوريا قوله إن «القوات الجوية الروسية تنفذ هجمات بالقنابل والصواريخ على معدات وعناصر جماعات مسلحة غير شرعية ونقاط سيطرة ومستودعات ومواقع مدفعية تابعة للإرهابيين».
وأوردت الوكالات أن الغارات أدت إلى «القضاء على 200 مسلح خلال الـ24 ساعة الماضية».
وقال أوليغ إغناسيوك، نائب رئيس مركز المصالحة الروسي، إن «عملية صدّ عدوان المتطرفين مستمرة».
رسائل سورية
بدوره، قال وزير الخارجية والمغتربين السوري، خلال اتصال هاتفي من نظيره الإيراني عباس عراقجي، إن «هذا الهجوم الإرهابي يأتي في إطار خدمة أهداف مشروع الكيان الإسرائيلي ورعاته في المنطقة».
وشدد على أن «سوريا لطالما حذرت من التزامن المكشوف بين اعتداءات الكيان الإسرائيلي على سوريا، والهجمات التي تشنها هذه الجماعات الإرهابية في سوريا»، مؤكدا «استمرار سوريا وشعبها وجيشها الباسل في التصدي لها وبكل حزم».
ماذا تعني السيطرة على حلب؟
بحسب مدير المرصد السوري فإن السيطرة على مدينة حلب تعني أن القوات الحكومية باتت في مأزق، معللا ذلك بأنه في أوج قوة تلك الفصائل التي كانت متعاونة مع تنظيمات إرهابية لم تتمكن من السيطرة على المدينة السورية بشكل كامل، بل على بعض أحيائها.
وحذر من أن «هيئة تحرير الشام» لديها أكثر من 2000 طائرة مسيّرة انتحارية، وما لا يقل عن 150 انتحاريا، مشيرا إلى أن المعركة من حلب وصولا إلى ريف حلب الشمالي قد تنطلق في أقصى ريف إدلب الجنوبي وصولا إلى خان شيخون في ريف حماة الشمالي.
وزعم مدير المرصد السوري أن أوروبا الشرقية دربت عناصر من هيئة تحرير الشام على استخدام المسيّرات، مشيرا إلى أن المعركة ممتدة على مساحة واسعة، محذرا من سقوط معرة النعمان وسراقب في أي لحظة.
وأشار إلى أنه بينما سحب حزب الله الكثير من المقاتلين خلال الأشهر السابقة سيطرت هيئة تحرير الشام على نحو 53 قرية وبلدة وتلة استراتيجية، متسائلا: كيف تسقط كل هذه المناطق بهذه السهولة؟
aXA6IDE4LjIyMi4xNjMuMTM0IA==
جزيرة ام اند امز