ألتوبيلي لـ"العين الرياضية": صلاح أفضل من محرز.. وهذه فرص الكرة الذهبية
لا يُذكر اسم الدوري الإيطالي أو منتخب إيطاليا في محفل من المحافل، إلا وكان اسم أليساندرو ألتوبيلي حاضرا في الأذهان كواحد من أكثر نجومه شهرة وتأثيرا.
أليساندرو ألتوبيلي، أسطورة كرة القدم الإيطالية، الذي ظل اسمه مرتبطا بها على مدار أكثر من 17 عاما قضاها في ملاعب كرة القدم، قبل أن يتحول إلى مجال التحليل الفني، ليصبح أحد أبرز العاملين في هذا المجال.
وبدأ ألتوبيلي مسيرته الكروية مع فريق لاتينا عام 1973، قبل الانتقال إلى بريشيا في 1974، ليبقى معه 3 سنوات، وانتقل بعدها إلى محطته الأبرز والأهم، وهي نادي إنتر ميلان، الذي لعب له بين عامي 1977 و1988.
وخلال 11 عاما مع الإنتر، نجح ألتوبيلي في الحصول على 3 ألقاب، وهي الدوري الإيطالي عام 1980، وكأس إيطاليا عامي 1978 و1982، قبل الانتقال إلى يوفنتوس في 1988، ومنه إلى بريشيا عام 1989، لينهي مسيرته معه في 1990.
على المستوى الدولي، كان الإنجاز الأبرز في مسيرة ألتوبيلي هو قيادة منتخب إيطاليا للفوز ببطولة كأس العالم عام 1982 للمرة الثالثة في تاريخ "الآتزوري".
"العين الرياضية" انفردت بإجراء حوار خاص مع أسطورة كرة القدم الإيطالية أليساندرو ألتوبيلي، تحدث فيه عن العديد من الأمور التي تتعلق بكرة القدم العالمية بشكل عام، والإيطالية بشكل خاص، إلى جانب حديثه عن أبرز نجوم الكرة العربية المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز.
محمد صلاح والكرة الذهبية
وتحدث ألتوبيلي عن المستويات التي يقدمها محمد صلاح في الفترة الأخيرة، وإمكانية حصوله على جائزة الكرة الذهبية، التي تقدمها مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية لأفضل لاعب في العالم.
وقال ألتوبيلي في هذا الصدد: "محمد صلاح لاعب كبير جدا، شاهدناه عند انتقاله للدوري الإيطالي مع فيورنتينا الذي تألق معه، مما جعله ينتقل إلى روما والذي قدم أداء مبهرا معه وكان بوابته لإنجلترا".
وأضاف: "صلاح هذه الأيام عاد لمستواه المعهود، وشاهدناه يعود إلى النسخة التي نعرفها في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، لكن الفوز بالكرة الذهبية له عوامل كثيرة جدا، أهمها أن يفوز ببطولات كبيرة مثل كأس العالم ودوري أبطال أوروبا، وأن يفوز ببطولات قارية مع منتخب بلاده، وهذا ما ينقصه حاليا".
وواصل: "من الصعب أن يفوز محمد صلاح بجائزة أفضل لاعب فى العالم فى ظل وجود الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو".
وتابع: "رونالدو بجانب ميسي هما أقوى وأفضل نجوم الكرة في العالم، ولا أعتقد أن صلاح في هذا الوقت أفضل من رونالدو، صلاح لاعب كبير وعظيم، لكنه ليس الأفضل في الوقت الحالي، فالبرتغالي هو الأفضل في العالم".
وسجل صلاح 15 هدفا مع ليفربول في 12 مباراة ببطولتي الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا خلال الموسم الحالي، ليحتل صدارة جدول ترتيب هدافي البريميرليج برصيد 10 أهداف، بفارق 3 أهداف عن أقرب منافسيه.
صلاح أفضل من محرز
وتطرق ألتوبيلي للمقارنة بين محمد صلاح ورياض محرز، حيث اعتبر أنهما أهم لاعبين في الوطن العربي خلال الفترة الحالية.
وقال الأسطورة الإيطالية في هذا الصدد: "من وجهة نظري صلاح هو الأفضل، لأن لديه خصائص ومميزات كثيرة جدا، وهو اللاعب الذي تتمناه كل الفرق".
وأكمل: "هو الأفضل على المستوى البدني، وعلى صعيد الركض بالكرة، ويسجل دائما الأهداف، وعندما يكون فى كامل جاهزيته البدنية يستطيع إنهاء المباراة بمفرده".
وتابع: "محرز أيضا لاعب قوي ولديه عزيمة، ويلعب بشكل جماعي مميز، ويساعد الفريق، هو واحد من أهم اللاعبين، لكن محمد صلاح أفضل من وجهة نظري".
ووجه ألتوبيلي نصيحة خاصة إلى رياض محرز، بخصوص موقفه من الرحيل عن مانشستر سيتي، في ظل انتهاء تعاقده مع الفريق بنهاية الموسم المقبل.
وأوضح: "نصيحتي له أن يستمر مع السيتى، لأنه يلعب تحت إدارة أفضل مدرب في العالم، ويستطيع أن يتطور معه كثيرا".
منتخب مصر وكأس العالم
ألتوبيلي اعتبر أن منتخب مصر هو الأفضل على المستوى الأفريقي، مؤكدا أنه سيقدم مستويات مميزة حال التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022.
وأوضح: "الآن وبكل وضوح أنا أحب للغاية منتخب مصر، هو المفضل دائما لي داخل القارة الأفريقية، وإذا تأهل لكأس العالم سيقدم أداء رائعا".
واستدرك: "هناك أيضا منتخب تونس الذي يمتلك تشكيلة رائعة، بجانب منتخب الجزائر القوي جدا، والذي يمتلك الكثير من المحترفين بجميع الدوريات الأوروبية الكبرى".
وفي نفس السياق، أيد ألتوبيلي مقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم بإقامة كأس العالم لكرة القدم كل عامين بدلا من 4 أعوام.
ألتوبيلي استبعد ترشيح فريق بعينه للفوز ببطولة كأس العالم القادمة، لكنه اعتبر أن منتخب إيطاليا هو الأفضل في أوروبا.
نابولي الأقرب للفوز بالدوري الإيطالي
من ناحية أخرى، تحدث ألتوبيلي عن الموسم الجديد من الدوري الإيطالي، حيث اعتبر أن نابولي هو الأقرب للحصول على اللقب، في ظل المستويات التي يقدمها مع بداية الموسم.
وقال ألتوبيلي في هذا الصدد: "الدوري الإيطالي هذا الموسم رائع وممتع للغاية، حيث إن هناك العديد من الفرق التي تقدم مستويات مميزة مثل نابولي، ومن بعده إنتر ثم ميلان وروما ويوفنتوس الذي بدأ يستعيد عافيته".
وواصل: "فى رأيي بدأ الدوري الإيطالي يستعيد مكانته بين الكبار، والتي فقدها في السنوات الأخيرة، حيث أصبح مكانا لتألق العديد من اللاعبين كما كان يحدث في الماضي، بوجود عظماء من هولندا، ألمانيا وفرنسا، أصبحوا أساطير بعد أن مروا من بوابة الدوري الإيطالي".
وعن الأقرب للفوز بالبطولة، قال ألتوبيلي: "بعد الأداء الرائع الذي قدمه نابولي في انطلاق الدوري الإيطالي، يجب أن نضعه في الاعتبار كأقرب مرشح للفوز باللقب".
وأضاف: "نابولي هذا العام لديه صانع ألعاب قوى جدا، هو الكاميرونى أندري زامبو أنجويزا القادم من فولهام، والذي يقدم أداء أكثر من رائع ويساعد الفريق كثيرا".
وأردف: "أيضا انتداب سباليتي كمدرب للفريق كان مكسبا كبيرا لنابولي، وهو يقدم أداء رائعا، ولن تكون مفاجأة لو فاز الفريق باللقب، لأنه في الموسم الماضى قدم أيضا أداء مميزا".
مشاكل إنتر ويوفنتوس وروما
كما تحدث ألتوبيلي عن بعض المشاكل التي تعاني منها الفرق الكبرى في الدوري الإيطالي، مثل إنتر ميلان ويوفنتوس وروما تحت قيادة مدربه البرتغالي الجديد جوزيه مورينيو.
وتولى سيموني إنزاجي تدريب إنتر ميلان مطلع الموسم الحالي، خلفا لأنطونيو كونتي الذي فاز مع الفريق بالدوري الإيطالي بعد غياب طويل، كما رحل عنه أشرف حكيمي إلى باريس سان جيرمان الفرنسي وروميلو لوكاكو إلى تشيلسي الإنجليزي.
وقال ألتوبيلي: "هذا العام إنتر ميلان خسر أنطونيو كونتي الذى قام ببناء الفريق، وخسر أشرف حكيمي وروميلو لوكاكو، ومع ذلك قدم الفريق بعض المباريات الرائعة في بداية الموسم، كما تعثر في بعض المباريات، مما يعطي انطباعا بأن الأداء غير مستقر".
وتابع: "أنا مع من يرتدي قميص الإنتر ويقوده أيا كان اسمه، كونتي فاز باللقب وكان يعجبني كثيرا، ولكن الآن يوجد سيموني إنزاجي وله مني كل الدعم، وهو يقدم حتى الآن أداء رائعا".
كما تحدث ألتوبيلي عن المشاكل التي سيعاني منها يوفنتوس بعد رحيل نجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي في الصيف الماضي، وتولي ماسيميليانو أليجري تدريب الفريق خلفا لأندريا بيرلو.
وأوضح: "أليجري لديه العديد من المشاكل الآن ويعمل على حلها، كان قد فاز مع اليوفي بالعديد من البطولات، وكان قريبا من الفوز بدورى الأبطال مرتين، لكنه خسر فى آخر اللحظات، هو الآن في مرحلة بناء فريق كبير، لأن يوفنتوس هذه الأيام ليس كاليوفي في الماضي".
واستطرد: "هناك صعوبات سيواجهها اليوفي بدون رونالدو بدون أدنى شك، ولكن مشكلة يوفنتوس الحقيقية ليست في رونالدو، اليوفي هذا العام بدأ بشكل سيء، وأتوقع أن نسخة الفريق الحالية لن تستطيع الفوز بالألقاب".
في المقابل، علق ألتوبيلي على تولي البرتغالي جوزيه مورينيو تدريب روما الإيطالي، حيث اعتبر أنه ليس كافيا للحصول على الألقاب خلال الفترة المقبلة.
وقال ألتوبيلي: "مورينيو مدرب كبير ومن أعظم مدربي العالم، الجميع كان يريد مورينيو فى روما، لديه حماس كبير ويريد الفوز".
واستدرك: "لكنه لا يمتلك فريقا مرشحا للفوز بالألقاب، وبالطبع مورينيو لن يفوز بالدوري الإيطالي مع روما، فالنادي يجب أن يقوم بشراء أكثر من 4 أو 5 لاعبين لزيادة قوته وتدعيم حظوظه في الفوز بالألقاب".
حكيم زياش وصفقات الدوري الإيطالي
وعبر ألتوبيلي عن رغبته في انتقال المغربي حكيم زياش، نجم تشيلسي الإنجليزي، إلى الدوري الإيطالي في الفترة المقبلة، بعدما كان قريبا من الانتقال إلى ميلان في الصيف الماضي.
وقال ألتوبيلي: "أريد مشاهدة حكيم زياش فى الدوري الإيطالي، لأنه لاعب عظيم ويقدم أداء مبهرا، وطريقة لعبه تناسب الدوري الإيطالي، إذا انتقل سينجح هناك".
وعن أقوى الصفقات التي تم إبرامها في الدوري الإيطالي، قال: "الكاميرونى أندري زامبو أنجويزا يقدم أداء رائعا مع نابولي، وميلان أيضا قام بعمل جيد بعض الشيء، لكن لم نشاهد أسماء كبيرة، ويحسب له فقط الحفاظ على قوام فريق العام الماضى بعد التداعيات الاقتصادية السلبية التي خلفتها جائحة كورونا".
وأردف: "بالنسبة ليوفنتوس فرط في رونالدو، لكنه أيضا حافظ على قوام فريقه، ويملك كييزا أفضل لاعب في إيطاليا حاليا من وجهة نظري، وإنتر قام بجلب دجيكو من روما، والظهير الأيمن دومفريس".
وأتم: "أما عن الميركاتو في أوروبا بشكل عام، يحب القول إن باريس سان جيرمان هو ملك الميركاتو بانتدابه حكيمي وميسي أفضل لاعب في العالم، ودوناروما أفضل حارس مرمى في إيطاليا وأوروبا".