"الجيش في مصر القديمة" في معرض الإسكندرية الدولي للكتاب
الكتاب للباحث محمد رأفت عباس وهو حائز على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017 كأفضل كتاب فى مجال العلوم الإنسانية.
حفل توقيع جديد لكتاب "الجيش فى مصر القديمة - عصر الدولة الحديثة 1550 – 1069 ق.م، " للدكتور محمد رأفت عباس الباحث في علم المصريات ومدير عام إدارة البحث العلمي بمنطقة آثار الإسكندرية، وهو الكتاب الحائز على جائزة معرض القاهرة الدولي للكتاب 2017 كأفضل كتاب في مجال العلوم الإنسانية، وذلك في إطار فعاليات معرض الإسكندرية الدولي للكتاب، الذي يقام بالتعاون بين الهيئة المصرية العامة للكتاب ومكتبة الإسكندرية.
يعد كتاب "الجيش في مصر القديمة " دراسة علمية وتاريخية عن الجيش المصري خلال تاريخ مصر القديمة في عصر الدولة الحديثة، وتم اعتباره الدراسة الأكبر في تاريخ المكتبة العربية، حيث لم يصدر كتاب عن نفس العنوان باستثناء كتاب الدكتور "عبد الرحمن زكي" الذي يحمل نفس الاسم عام 1968، والذي تضمن صورة مبسطة عن تاريخ الجيش المصري خلال تلك الحقبة.
يتكون الكتاب من جزأين الأول تحت عنوان "الخصائص والشؤون العسكرية"، وينقسم إلى 7 فصول تتناول أولاً الجيش المصري فيما قبل عصر الدولة الحديثة، ثم التنظيم العسكري والإداري للجيش المصرى في عصر الدولة الحديثة 1550"- 1069 ق م "، و تسليح الجيش المصري خلال تلك الفترة، ثم يقدم شرحاً وافياً عن التربية والتدريب العسكري وتقدير أفراد الجيش المصري، وأشهر رجال الجيش المصري في الدولة الحديثة، واشتراك بعض الجنود الأجانب في الجيش المصري، ويتناول المؤثرات المهمة في تاريخ العسكرية المصرية القديمة.
أما الجزء الثاني من الكتاب يتحدث عن الحروب والمعارك الكبرى التي خاضها الجيش المصري خلال عصر الدولة الحديثة، وقد قسم إلى 9 فصول تقوم على شرح إستراتيجية التوسع العسكري المصري خلال عصر الدولة الحديثة، ويقوم الكتاب بتناول حرب التحرير ضد الهكسوس خلال الملوك الأوائل في الأسرة الثامنة عشر وطرد الهكسوس من مصر.
وعن الملك "تحتمس الثالث" يقول المؤلف: "لا يملك المؤرخ الممعن النظر سوى القول بأن تاريخ وحروب الجيش المصري خلال عهد فرعون مصر المحارب تحتمس الثالث كان بمثابة نقطة تحول فارقة وكبيرة فى تاريخ العسكرية المصرية بل وفى تاريخ العسكرية فى العالم أجمع، فقد كان تحتمس الثالث واحدا من أبرع وأشهر القادة المحاربين فى التاريخ القديم، وقد رأى بعض المؤرخين أنه أعظم القادة العسكريين فى التاريخ القديم على وجه الإطلاق .
ويقوم عباس فى كتابه برصد أهم الحروب التي خاضها خلفاء تحتمس الثالث من الملوك، وأبرزهم الملك "سيتي الأول" القائد العسكري الباسل والفرعون المحارب الذى نشأ فى رحاب العسكرية المصرية، وأصبح قائدا فى شبابه على قلعة ثارو بوابة مصر الحدودية فى الشرق، وعبقريته الحربية التى تمثلت فى تحقيق السيطرة أولاً على بلاد كنعان ثم الاتجاه للسيطرة على المدن الساحلية الفينيقية، وفي فرض هيبة مصر في كل من كنعان "فلسطين" وسوريا الجنوبية، وأن يسيطر على إقليم "أمورو" الموالي للحيثيين، وأن يعيد إلى الأذهان مجد مصر الحربي.
أيضا الملك "رمسيس الثالث" قاهر شعوب البحر في العام الثامن من عهده، بعد أن خاض معارك عديدة هدفت إحكام سيطرة مصر على تلك المناطق التي سادتها الفوضى والاضطراب بعد غزوات شعوب البحر المدمرة والكاسحة فى المنطقة، والتى أدت إلى سقوط الكثير من الممالك والإمبراطوريات الكبرى كالإمبراطورية الحيثية فى آسيا الصغرى، وأيضاً حملاته الحربية ضد الليبيين في العامين الخامس والحادي عشر من عهده، واستطاع بفضل انتصاراته حماية مصر من خطر الغزو الليبي الذي كان يهدد مصر بضراوة، والمعارك الطاحنة التى خاضها رمسيس الثالث للسيطرة على سوريا، والتي سجلها معبد مدينة هابو.
من الأقوال الخالدة التى يستشهد بها الكتاب مقولة عالم الأثار" جاستون ماسبيـرو " عن مصر " إن هذه الأمة المصرية العتيقة دون سائر الأمم والشعوب، تدل طبائع أبنائها كما تدل آثارها علي البقاء والخلود، فكم من مرة اجتاحها الغاصبون الأقوياء، وظنوا أنهم حولوا أرضها رمادا تذروه الرياح، وظنوا أنهم قلبوا مدنها وقراها أنقاضا فوق سكانها، فإذا بأولئك السكان ينفضون عنهم ما ظنه الغاصبون فناءا، ويبعثون من تحت الأنقاض ليعيدوا البناء والكفاح من جديد".