عقار الإسكندرية المائل.. الحذر يرسم خطة الإزالة
محافظة الإسكندرية بدأت في أعمال هدم عقار الأزاريطة المائل الذي أصبح حديث المصريين الأيام الماضية
اعتاد المصريون في شهر رمضان متابعة أخبار المسلسلات وتطور أحداثها، إلا أن رمضان هذا العام دفع الكثير من المصريين إلى الانصراف عن المسلسلات التلفزيونية ومتابعة حدث خاص، وهو عقار الإسكندرية المائل، الذي ذاعت شهرته حتى بات ينافس برج بيزا المائل في إيطاليا، على حد بعض التعليقات الساخرة المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي.
كانت البداية عندما فوجئ أهالي منطقة سوق الأزاريطة شرق الإسكندرية، بميل عقار مكون من 13 طابقًا، حديث البناء، على عقار مقابل له بشكل يذكر بأفلام الكوميديا والخيال العلمي، خاصة حينما أطلق الكثيرون العنان لخيالهم ليخمنوا مواقف سكان البرج المائل لحظة ميله على هذا النحو.
وبعد جولات من تبادل الاتهامات بين مالك العقار والمقاول المسؤول عن البناء وسلطات الحي، تحول عقار الأزاريطة المائل إلى معلم سياحي، ومحور لأغلب البرامج التلفزيونية في مصر، وسط تحذيرات من كارثة وشيكة تتعلق باحتمال انهيار العقار وتسببه في انهيار عقارات أخرى مقابلة ومجاورة له.
وزاد الحديث عن معايير البناء والإشراف على المشروعات السكنية، فيما تركز الحديث على اتهامات بالفساد توجه طوال الوقت إلى مسؤولي المحليات، دونما تغيير.
وبعد سلسلة اجتماعات ضمت مهندسين وخبراء ومسؤولين، تم وضع خطة محكمة وحذرة، بدأت محافظة الإسكندرية في تنفيذها لهدم عقار الأزاريطة المائل بأقل الخسائر الممكنة.
أكد مقاول الهدم والإزالة بحي الإسكندرية، أن العقار المائل المكون من 13 طابقا، بني دون أساسات خرسانية تقريبا، مؤكدًا أن العقار تتم إزالته بطريقة فنية تحت إشراف أساتذة كلية الهندسة جامعة الإسكندرية.
كما تساعد شركة المقاولون العرب والقوات المسلحة المصرية في إزالة العقار للتقليل من حجم الكارثة، خوفا من انهيار العقار وتأثيره على المنازل والعقارات المحيطة به.
وشهدت الاجتماعات الفنية دراسة جميع الحلول المتاحة، بحسب محافظة الإسكندرية، والتي أجمعت على أن الحل الأمثل لهذه الحالة النادرة هو الإزالة اليدوية للأدوار العليا والأجزاء الطرفية للعقار حرصًا على سلامة العقارات المجاورة.
وبالفعل تتم عملية الإزالة بحسب المهندس علي مرسي، رئيس حي وسط الإسكندرية، من خلال استخدام "ونش تلسكوبي عملاق" يصعد العمال أعلاه لهدمه بشكل بطيء، وقد تستغرق إزالة العقار أسبوعًا، ووفق قرار اللجنة الهندسية المشكلة ستتم إزالة الأدوار العليا الملاصقة للعقار المقابل يدويًا، حيث أزيل سقف الدور الـ13، ونصف الدور الـ12 حتى الآن.
وعقب حادث ميل العقار، أعلن محافظ الإسكندرية، الدكتور محمد سلطان، عن بدء تسكين متضرري العقار؛ حيث تم تجهيز 4 مدارس في محيط المنطقة مبدئياً، ثم بعد ذلك تم نقل قاطني العقارات وتسكينهم بالمساكن التابعة للمحافظة والمدينة الشبابية بأبوقير، وغيرها من أماكن الإسكان المركزي والأماكن التابعة للتضامن الاجتماعي لحين الانتهاء من هذه الأزمة والبحث في كيفية التصرف مع تداعياتها المنتظرة.