بحر إسكندرية يعانق السماء.. مصور يوثق سحر الطبيعة في الشتاء
لوهلة تعتقد أنها لوحات تشكيلية من دقة تفاصيلها وجمالها الخلاب لكنها صور حقيقية التقطت بعين شاب مصري لواحدة من أجمل مدن العالم الساحلية.
كريم أحمد، مصور هاوٍ ينتمي لمدينة الإسكندرية، دفعه شغفه بملامحها الساحرة في فصل الشتاء إلى توثيق كل المشاهد الجمالية التي تلتقطها عيناه بكاميرته الخاصة؛ ليستمتع ويُمتع كل محبي الطبيعة و"عروس البحر المتوسط".
الشاب المصري تحدث لـ"العين الإخبارية" عن حبه للتصوير، الحلم الذي راوده منذ عام 2010 وبدأ أولى خطوات تحقيقه بشراء كاميرا عام 2015 لينطلق في عالم "الفوتوجرافيا" من باب الإسكندرية.
يحكي كريم: "بدأت التصوير قبل 5 أعوام بالتحديد منذ 2015، وتعلمته من خلال موقع (يوتيوب) ومواقع أخرى مساعدة".
ويضيف الشاب ابن الـ31 عاما: "حصلت أيضا على بعض الورش المتخصصة في التصوير، وبتطبيق ما شاهدته وتعلمته على أرض الواقع تطور مستواي شيئا فشيئا حتى وصلت لمرحلة أساعد فيها من يرغب في التعلم".
مشروع تصوير مدينة الإسكندرية بدأ قبل 4 أعوام، وكان الدافع الأساسي له حب الشاب للمدينة خاصة في الشتاء، وأيضا رغبة في إظهار جمالها الذي يقتصر في نظر البعض على فصل الصيف.
يقول: "مقتنع تماما أن الإسكندرية مميزة جدا في الشتاء وتتمتع بجو ساحر رغم برودته وروح مختلفة لم يجربها كثيرون، لذا فكرت في توثيق ذلك من خلال الصور، وإظهار الوجه الجمالي للمدينة".
وعن تفاصيل الصور يوضح كريم: "تجولت في الإسكندرية على مدار 4 سنوات وزرت أغلب أماكنها خاصة في وقت سقوط الأمطار أو الموجات الشتوية الكبيرة (النوة)، والتقطت صورا كثيرة سواء لأماكن مشهورة أو غير معروفة لكن ذات جمال مميز".
خلف كل كادر قصة تحكي المجهود الكبير الذي بذله الشاب لالتقاطها، يقول: "كل الصور كانت متعبة جدا، وبعضها تطلب مني السفر أو التغيب عن عملي أو حتى الغرق مقابل أخذ اللقطة".
ويضيف: "بذلت جهدا مضاعفا في بعض الصور حتى تخرج بهذا الشكل، فمثلا هناك صور أغرقتني مياه البحر لالتقطها، وأخرى ظللت تحت الأمطار لوقت طويل حتى تظهر كما أردت، وأخرى تنقلت بين السيارات المسرعة من الجانبين لالتقطها وهكذا".
الصور التي التقطها الشاب للمدينة حتى الآن تخطت الألف لكنه لم يفصح إلا عن نحو 50 منها، والمثير أن رغم جمالها الساحر فإن بعضها مصور بكاميرا تليفونه المحمول.
ردود الفعل على الصور كانت أكبر من توقعات كريم، ولم تقتصر على أهل البلد فقط بل امتدت للأجانب: "ردود الفعل كانت رائعة ووصلتني من مختلف الفئات العمرية، وأجمل التعليقات كانت لكبار السن الذين قالوا إنها أعادتهم للزمن الجميل وذكرتهم بأيام سعيدة قضوها في المدينة".
كاميرا الشاب المصري كانت عينا لمن حال "كوفيد-19" بينهم وبين زيارة مدينتهم المفضلة، يقول: "من التعليقات الإيجابية أن البعض لم يتمكن من زيارة الإسكندرية بسبب ظروف كورونا لكن هذه الصور منحتهم شعورا بأنهم يتجولون فيها وهم في بيوتهم".
من إيجابيات الألبوم أنه نجح للترويج سياحيا للمدينة ودفع البعض لأخذ قرار بزيارتها، يحكي كريم: "بعض من شاهد الصور سألني عن أفضل الأماكن التي يذهب لها بعدما قرر إجراء جولة عائلية في الإسكندرية".
رغم أن العمل كان مكلفا ماديا وصحيا لكن صاحبه نفى أن يكون هدفه الربح التجاري، يقول: "سعادتي تكمن في انبساط من يرى الصور وفخر المصريين ببلدهم ذات الطبيعة الخلابة".