لعشاق سياحة المغامرات.. جولة مثيرة في كهف بحري عمره 20 مليون سنة
تزخر منطقة الجارف في جنوب البرتغال بالشواطئ الرملية الناعمة والمرافق السياحية الفاخرة، بالإضافة إلى الكهوف المثيرة والقرى الصغيرة.
وتشتهر منطقة الجارف أيضا بالمنحدرات الوعرة ذات التشكيلات الصخرية الملونة، كما يمكن للسياح تنظيم جولات سياحية بواسطة قوارب الكاياك أو الكانو.
ويعتبر كهف بيناجيل الواقع بين "البوفيرا" و"بورتيماو" من أشهر المقاصد السياحية، ويمكن استكشاف هذا الكهف عن طريق جولات قوارب الكاياك أو الكانو، والتي تعد الطريقة الأكثر أمانا وحفاظا على البيئة.
وقبل الانطلاق في جولة القوارب أوضح المرشد السياحي فابيو دياس بعض التعليمات، ومنها عدم تصادم قوارب الكاياك مع الصخور، وعند الرغبة في الانعطاف يسارا فإنه يجب التجديف جهة اليمين والعكس صحيح، ويعد الشخص الجالس في الخلف هو القبطان ويتولى مسؤولية التوجيه، بينما يجلس القائد في المقدمة ويعطي الأوامر.
الغار دي بيناجيل
ويقف السياح على شاطئ بيناجيل وهم يستمعون لتعليمات المرشد السياحي، وبعد ذلك قام فابيو دياس بتحديد القبطان والرئيس في كل قارب من قوارب الكانو، ويتطلب الأمر ضربات قليلة بالمجداف فقط، حتى يعتاد الفريق على الإبحار بالقارب.
وبعد قطع مسافة عدة مئات من الأمتار تصل المجموعة السياحية إلى مدخل "الغار دي بيناجيل"، والذي يُعرف أيضا باسم الكاتدرائية؛ حيث تبدو التكوينات الصخرية مثل الأقواس الكبيرة في كنائس العصور الوسطى.
ويشعر السياح بداخل الكهف، الذي يتخذ شكل جرس من الداخل، بأن الهواء بارد ومنعش، ويصل الضوء إلى داخل الكهف من مدخله في البحر، ومن فتحة كبيرة في سقف الكهف بارتفاع 20 مترا فوق السياح، وتعرف هذه الفتحة باسم العين.
وأوضح المرشد السياحي فابيو دياس أن تاريخ الكهف يرجع إلى نحو 20 مليون سنة، وعلى مدار آلاف السنين انخفض مستوى سطح البحر وتراجعت المنحدرات لأعلى، وقد ساهمت عوامل التعرية، سواء كانت الرياح أو الأمطار في الشتاء أو درجات الحرارة العالية أو الجفاف في الصيف، في إزالة طبقات الطين وصخور الحجر الرملي من داخل الكهف، كما انهار سقف الكهف في مرحلة ما.
وتشترك جوديث وريك وأطفالهما في رحلة القوارب، وأضافت السائحة الهولندية أنها تمكنت من النظر إلى داخل الكهف بالأمس من خلال العين، ولكنها لم تتمكن من الاقتراب من الفتحة لاحتياطات السلامة المتبعة.
ويمر عبر المنحدرات مسار للتجول لمسافات طويلة بدءا من قرية "كارفيرو" التالية، وأضاف السائح الهولندي ريك قائلا: "هذا المسار يبدو في غاية الروعة، ولا يمكن القول ما إذا كان الساحل من أعلى أجمل أم من أسفل، ولكن من الرائع حقا أن يكون هناك تغيير في منظور رؤية هذا الجمال".
ودائما ما تحظى ألعاب الظلال والضوء بداخل الكهف بإعجاب السياح، كما يمكنهم أيضا اكتشاف الحفريات في التكوينات الصخرية ومراقبة الطيور المختلفة مثل النورس والصقور؛ حيث إنها تعشش في الصخور وتتكاثر هنا.
صخور على شكل فيل
وفي نهاية جولة القوارب يتوجه السياح إلى منطقة "باريا دا مارنيها"، حيث يظهر تكوين صخري على شكل فيل على الشاطئ، ويشاهد السياح على الجانب الغربي من الخليج شكل الصخور كأنها أحد الأفيال، كما تظهر صخرة "كينج كونج"، التي تشبه القرد.
وبعد الجولة السياحية، التي تمتد إلى ساعتين ونصف يعود السياح إلى شاطئ بيناجيل مرة أخرى.
aXA6IDE4LjExOS4xNTkuMTk2IA== جزيرة ام اند امز