"خليه يكحال".. حملة لمقاطعة الموز بالجزائر بعد ارتفاع جنوني في أسعاره
باتت فاكهة الموز في الجزائر مثل أسطورة "لبن العصفور" و"لا أحد يستطيع إليها سبيلا"، نتيجة الارتفاع الخيالي في أسعارها.
كانت تلك واحدة من التعليقات الساخرة لجزائريين عقب الارتفاع المفاجئ والقياسي في الأسواق المحلية في عز شهر رمضان.
- أحصنة وفرسان بالقشابية وسط الثلوج.. صور تثير دهشة الجزائريين
- الإقالة الثانية المثيرة بالجزائر خلال يوم.. والسبب "دش استحمام"
أسعار خيالية دفعت نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي لإطلاق حملة تفاعلية دعت لمقاطعة فاكهة الموز المعروفة باللهجة الجزائرية باسم "البنان".
وأطلق النشطاء هاشتاق بعنوان "خليه يكحال" أو "اتركه يسود" أو حتى يتلف، نتيجة ما وصفوه "الأسعار الجنونية" التي وصلت إليها فاكهة الموز والتي تعدى سعرها في أسواق التجزئة والمحلات 750 دينار جزائري للكيلوجرام الواحد، وهو ما يعادل نحو 4.88 دولار أمريكي.
والمفاجأة التي كانت غير متوقعة أيضا، هو استمرار ارتفاع أسعار الموز حتى بعد انطلاق حملة المقاطعة الشعبية، حيث وصلت أسعار الموز في "أسواق الجملة"، أمس الثلاثاء، إلى 800 دينار جزائري.
الاأسعار أثارت غضب واستهجان عدد كبير من الجزائريين الذين قرروا مقاطعة شراء الموز، بينما لم يجد بعض التجار إلا العزوف أيضا عن شراء هذه الفاكهة من أسواق التجزئة خشية تعرضها للتلف من حملة المقاطعة الشعبية.
مضاربة
ووجه بعض خبراء الاقتصاد الاتهامات للمضاربين، وحملوهم مسؤولية هذه الأسعار المرتفعة لفاكهة الموز، وتأكد ذلك، الثلاثاء، عندما كشف الأمن الجزائري عن ضبط كميات ضخمة من الموز كانت مخبئة في 4 محافظات وسط البلاد.
وأعلنت مصالح الأمن الجزائرية ضبط 1243 طن من فاكهة الموز بمحافظات العاصمة والبليدة وبومرداس والشلف.
وذكرت بأن عمليات الحجز، تمت على "إثر استغلال معلومات تحصلت عليها مصالح الشرطة، مما استوجب تنفيذ عمليات مداهمة فجائية على مستوى غرف التبريد والمخازن بالولايات السالفة الذكر، بعد الحصول على إذن بالتفتيش صادر عن السلطات القضائية المختصة إقليميا".
وعشية شهر رمضان، قررت الحكومة الجزائرية رفع جميع القيود عن عملية استيراد فاكهة الموز، وتوقعت انخفاض أسعارها خلال الشهر الفضيل.
التجربة الأرجنتينية
في مقابل ذلك، دعت "منظمة حماية المستهلك" الجزائريين إلى الاقتداء بالتجربة الأرجنتينية.
ونشرت المنظمة بياناً اطلعت عليه "العين الإخبارية" تحدثت فيه تجربة مشابهة حدثت بالأرجنتين في السنوات الماضية، تعلقت بارتفاع أسعار البيض، وقدمت تفصيلا عن نجاح المواطنين بهذا البلد اللاتيني في ترجيح الكفة لصالحهم من خلال مقاطعة شرائه.
ومما ورد في بيان المنظمة الموجه للجزائريين: "باستطاعتنا (كشعب) أن نرفع أو نُخفض أسعار أي سلعة وذلك بإرادتنا بدون حملات أو دعايات، فقط نحتاج إلى قليل من الثقافة، ثقافة عدم إعطاء الفرصة لاستغلالنا".
سخرية واستياء
غضب الجزائريين من الارتفاع القياسي في أسعار الموز ترجموه في منشورات وصور تراوحت بين السخرية والاستهجان والانتقاد.
ومن أبرز الصور المتداولة، تلك التي قارنت أسعار الموز في الجزائر وفرنسا، ومشيرين إلى أن كلا البلدين يستوردان هذه الفاكهة من كوستاريكا.
وأظهرت الصور الفارق الكبير جدا بين الأسعار في البلدين، إذ لا يتجاوز ثمن الموز في فرنسا 0.99 يورو وهو ما يعادل نحو 160 دينار جزائري، وقارنوها بصورة من الجزائر فيها سعر الموز بـ760 دينار أي ما يعادل 4.90 يورو.
ومن أكثر الصور الساخرة المتداولة والمرفقة بهاشتاج "خليه يكحال" تُظهر تغير لون الموزة من الأصفر إلى الأسود، وسط دعوات لتركه في الأسواق حتى يفسد.
بينما نشر عدد من النشطاء "صور سيلفي وسعر الموز من خلفي"، وهم يتهكمون على ما اعتبروا بأن "سعر الموز أصبح منافسا لأسعار اللحوم".
في حين نشر الناشط "صلاح الدين بان" صورة ساخرة قارن من خلالها فترة بقاء الموز عند البائع وظهرت باللون الأصفر، فيما تحول لونها إلى البني المائل للسواد 3 أيام فقط في المنزل.
أما أكثر الصور الساخرة، فكانت من محل بيع المجوهرات، حيث تداول جزائريون صورة واجهة المحل المليئة بالمجهورات ومعها موزة بجوارها، دلالة على أن الموز "أصبح من المجوهرات الثمينة" في الجزائر بحسب التعليقات عبر منصات التواصل.