أحصنة وفرسان بالقشابية وسط الثلوج.. صور تثير دهشة الجزائريين
من وحي التراث الجزائري، وفي عز موجة برد قارس، صنعت صور لفرسان يمتطون أحصنتهم وسط الثلوج الحدث في الجزائر بشكل غير مسبوق.
وتداول جزائريون عبر مواقع التواصل، في الأيام الأخيرة، صورا لمجموعة من الشباب في مرتفعات جبلية على أحصنة ويرتدون لباساً تقليدياً خاصاً بفصل الشتاء.
- "القطار الأصفر".. "كناري" يتنقل وسط ثلوج فرنسا منذ 100 عام
- موجة ثلوج نادرة تضرب هذه الدول.. الشوارع تكتسي بالأبيض (صور)
وجرى التقاط الصور في منطقة "تاكسلانت" التابعة لمحافظة باتنة بمرتفعات الأوراس شرقي الجزائر، وتحديدا من جبال "بوغيول"، حيث شهدت في الأيام الأخيرة عودة تساقط الثلوج بعد نحو 3 أشهر من الجفاف.
الثلوج استبشر بها الفلاحون خيرا، لأنها تنقذ موسم الزراعة، خصوصاً أن المناطق الشرقية من الجزائر تشتهر بمحاصيلها الزراعية الوفيرة، مثل القمح والشعير وأشجار التفاح والمشمش والجوز وغيرها.
وأظهرت الصور التي تم التقاطها شباباً من قرية "تاكسلانت" تنقلوا إلى مرتفعات "بوغيول" بأحصنة "بربرية أصيلة" بنية اللون، وهم يرتدون اللباس التقليدي المسمى "القشابية"، والمعروف أيضا بأنه "مدفأة الرجل الجزائري في فصل الشتاء".
وارتدى الشباب قبعات تشبه قبعات الشعب المكسيكي، إلا أن بعض أهالي المنطقة أكدوا لـ"العين الإخبارية" أنها تمثل أيضا موروثاً تقليدياً يرتبط بتاريخ المنطقة، وأساساً بالفلاحين، الذين يرتدونها في فصل الصيف لحمايتهم من أشعة الشمس الحارقة.
واعتبرت كثير من التعليقات عبر منصات التواصل بأن للجزائر "مؤهلات سياحية تجمع بين عدة قارات خصوصا الأوروبية والأفريقية".
فيما أقرت تعليقات أخرى بعدم معرفتها بوجود مناطق ومؤهلات سياحية في الجزائر بهذا الشكل، معتبرة أنه "لولا اللباس التقليدي (القشابية) لاعتبرت الصور مفبركة من مناطق أخرى".
وأجمعت معظم التعليقات على أهمية الاهتمام بقطاع السياحة في البلاد، مؤكدة أن الجزائر "بلد سياحي بامتياز" وأن "الأمر لا يقتصر على فصل فقط بل إن المؤهلات البشرية والطبيعية والتراثية تجعل من الجزائر بلدا سياحياً على مدار العام بامتياز" وفق تعليقاتهم.
و"القَّشَّابِيَّة" الجزائرية، هو اللباس التقليدي الذي يرتديه رجال الجزائر في غالبية مناطق البلاد على اختلاف عاداتها وتقاليدها، وتوارثته الأجيال منذ عشرات السنين، ويعد أحد أهم مقومات الشخصية الجزائرية.
ويتم ارتداء "القَّشَّابِيَّة" في فصل الشتاء، لكونها بمثابة مدفأة متنقلة تقي من برودة الطقس الشديدة التي تعرف بها غالبية المناطق الجزائرية حتى الصحراوية منها في فصل الشتاء والتي تصل إلى ما دون الصفر، إضافة إلى شكلها الذي يمنح هيبة ووقاراً لصاحبها.
وارتبط لباس "القَّشَّابِيَّة" الجزائري بالثورة التحريرية الجزائرية، وكان "اللباس الرسمي" لثوار الجزائر، حيث ساعدهم على تحمل قساوة الطبيعة، ما زاد هذا اللباس الشعبي قيمة كبرى عند الجزائريين، وجعله يتربع عرش اللباس التقليدي الرجالي، حيث لم يعد "القَّشَّابِيَّة" مجرد لباس محصن من البرد ومنافس لكل الألبسة الشتوية الحديثة، بل هو رمز للهمة والرجولة والقوة، والافتخار بتاريخ مشرف.
ولباس "القَّشَّابِيَّة" هو أغلى لباس عربي رجالي، كونه مصنوعا من الوبر الخالص، إذ يتراوح سعره ما بين 800 و4000 دولار، وأقله ثمناً يصل إلى 400 دولار.
وكانت الخيول العربية الأصيلة أهم سلاح للمقاومة الجزائرية بعد احتلال فرنسا للبلاد سنة 1830، وشكّل قادة المقاومة جيوشاً بأكملها في مواجهة الترسانة الحربية للاحتلال الفرنسي، من أمثال الأمير عبدالقادر، والشيخ المقراني، والشيخ الحداد، ولالا فاطمة نسومر.
وإلى يومنا هذا، يعتبر ركوب الخيل عادة متوارثة عبر الأجيال، ومظهراً من مظاهر التباهي بقيمة الفروسية في مختلف مناسبات الجزائر، خاصة في حفلات الزفاف والختان والمولد النبوي الشريف.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA=
جزيرة ام اند امز