"إخوان" الجزائر يهددون بالعنف.. وموجة غضب شعبي
لوحت جماعة الإخوان في الجزائر بالعنف، خلال مظاهرات الحراك الشعبي التي تجددت مؤخرا، وسط تحذيرات من خطورة التهديدات.
وفي مؤتمر صحفي، بحضور وسائل إعلام محلية وأجنبية، هدد الإخونجي عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" بـ"العنف" في حال تعرضت قيادات من حزبه للطرد من قبل المتظاهرين في المسيرات الشعبية التي تجددت منذ 22 فبراير/شباط الماضي، تزامناً مع ذكراها الثانية.
- بالسلمية ويقظة الأمن.. الجزائر تُفشل إرهاب الإخوان بذكرى الحراك
- ذكرى حراك الجزائر.. لافتات مناوئة لـ"انتهازية" الإخوان
الإخواني مقري ذهب أبعد من ذلك، عندما راح "يستعرض عضلات الإخوان بأسلوب شعبوي وسوقي"، على حد وصف جزائريين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ملوحاً بـ"دروع بشرية إخوانية مجهزة للعنف في الحراك".
وهدد مقري بمن سمّاهم "المهابيل" أو "المطروشين" أو "المجانين" الذين اعتبرهم "خزان الحركة"، مصوراً في السياق سيناريو لمشاهد العنف في حال تعرض "نحو 50 إلى 100 قيادي من الحركة" للطرد من المظاهرات، على حد زعمه.
الإخواني مقري تحدث بـ"فخر وابتسامة صفراء" عمن سمّاهم "المطروشين الذين تمتلكهم الحركة" الإخوانية، وبأنهم جاهزون لـ"الضرب لحماية القيادات من الإخوانية من الطرد"، وكرر تلك العبارات أكثر من مرة في مؤتمره الصحفي.
وزعم في المقابل بأن حركته الإخوانية "لا تريد مجاراة" من أسماهم بـ"المتحكمين في الحراك الشعبي"، لكنه عاد ليهدد "كل من تسول له نفسه طرد القيادات الإخوانية" بالقول "شيش.. جرب التقرب من حركة مجتمع السلم.
ولم يخل المؤتمر الصحفي من أكاذيب سخر منها الجزائريون عندما زعم الإخونجي مقري بأن حركته الإخوانية "هي أول تيار سياسي نزل في حراك 22 فبراير/شباط 2019" رغم كل الأدلة التي تؤكد بأنها كانت منهمكة في التفاوض مع نظام بوتفليقة على التمديد له والحصول على امتيازات سياسية.
تصريحات الإخواني عبد الرزاق مقري أثارت غضباً واستياء شعبياً، واعتبروها "تحريضاً صريحاً على تحويل المظاهرات إلى ساحات للعنف"، و"تصريحاً غير بريء في وقت حساس تمر به البلاد متزامن مع مخطط إخواني إرهابي لاستهداف الحراك الشعبي تمهيدا لثورة مسلحة".
ووفق ما رصدته "العين الإخبارية" من ردود أفعال الجزائريين، عبر منصات التواصل، فقد دعا عدد منهم السلطات إلى التحرك ضد الحركة الإخوانية التي قالوا إنها "بدأت تهدد علانية بالعنف".
وضجت تعليقات بعض رواد مواقع التواصل خصوصاً عبر "فيسبوك" بعبارات التحدي التي أطلقها جزائريون ضد الحركة الإخوانية، و"توعدوها برد قاس في حال نزول قيادات حمس الإخوانية إلى المظاهرات".
بينما شددت تعليقات أخرى على إصرار المتظاهرين على السلمية في حراكهم الشعبي، وأنهم "لن ينزلوا إلى مستوى عنف الإخوان ومخططات الفوضى التي يسعون إليها".
كما اصطدمت أكاذيب الإخونجي مقري بتعليقات ساخرة، عندما ذكّره الجزائريون بفضيحة خروج قياديين من الحركة الإخوانية، يتصدرهم مقري أمام مقرها بمنطقة "المرادية" في العاصمة، أبريل/نيسان 2019، في وقت لم تسجل أي مظاهرة بذلك الشارع وكل منطقة "المرادية".
وحينها "ادعى مقري بالتظاهر حيث لا يوجد تظاهر" خوفاً من ردة فعل الشارع الغاضب الذي رفع صوره أيضا مع صور أركان النظام السابق، وكان من بين الإخوان "المطالَبين" بالرحيل نهائياً من المشهد السياسي.
ورغم خطورة التصريح، إلا أن تهديد مقري زاد من منسوب كره الجزائريين للتيارات الإخوانية وعاد بالأثر العكسي على جماعة "تدعي الديمقراطية وتخفي وجهاً قبيحاً من التطرف والعنف" على حد وصفهم.
وشدد أحد الناشطين على أن "سعر مقري يتهاوى بشكل يومي في سوق السياسة"، ووصفه بـ"رأس النفاق والمخادع" وبأن "مصيره مزبلة التاريخ".
وأكد آخرون أن الطريقة التي تحدث بها الإخواني عبد الرزاق مقري "أقرب إلى الكلام السوقي"، معتبرين في السياق بأنها "اللغة الإخوانية الدائمة والمفضلة التي تسبق الاستحقاقات الانتخابية".
كما شددت تعليقات أخرى على أن "الحراك أكبر من مقري ومن كل جماعة الإخوان"، وأن "جماعة حمس مختصة في النفاق السياسي وتمسك العصا من منتصفها، عندما تضع رجلا في الحراك والأخرى تتملق النظام".
أما "عادل بيركسي"، وهو أحد نشطاء موقع فيسبوك، فقد توقع "بداية نهاية مقري وكل مخططاته"، ونعته بـ"الأرنب الباحث عن فتات السلطة".
وعلق الناشط بالقول، موجها كلامه لمقري،: "إنك تقترب من النهاية يا مقري، كل مخططاتك مدروسة ومفهومة من الجميع، وكل السياسيين والشعب يعرفونك جيدا، الأرنب يبحث كالعادة على الفتات من السلطة".
أما عبد الجليل، فقد اعتبر تصريح مقري بأنه دعوة صريحة للانتقال من السلمية إلى العنف، أو كما أسماه من "النضال الفكري إلى البدني".
وعلق قائلا: "انتقل الحراك من النضال الفكري إلى النضال البدني، وشتان بين الحراكين، أنت تدعو إلى الفوضى يا أبو الفكر والمفهومية"، في سخرية من اللقب الذي يزعمه مقري على نفسه بأنه "باحث ومفكر".