14 مليون جزائري بين مطرقة "كورونا" وسندان "الأمراض المزمنة"
منظمة الصحة العالمية تنصح المصابين بالأمراض المزمنة بالابتعاد عمن يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا وترك مسافة كافية عند التواصل مع الآخرين
"إذا لم يقتلك مرضك المزمن فقد يقضي عليك كورونا".. هذا ما يمكن استخلاصه بعد التعمق في "الخارطة الصحية للأمراض المزمنة" في الجزائر التي تحصي "ملايين المصابين"، وآلاف الحالات سنويا.
ولم يعد "المرض المزمن" الخطر الوحيد على المصابين به في الجزائر، فقد بات فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" "المنافس القوي لقبض أرواح الملايين من الجزائريين الذين يحيط بهم من كل جانب وباء خطر وخفي وغامض.
فيروس كورونا أشد فتكاً بالمرض المزمن
بعد تفشي فيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19" في العالم، كشفت منظمة الصحة العالمية وباحثون من مختلف دول العالم، عن أن أكثر المستهدفين والمعرضين لخطر الإصابة والوفاة في حال الإصابة بكورونا هم كبار السن والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة.
- الجزائر تشدد حظر التجوال بعطلة العيد إلى 18 ساعة
- وفاة الطبيبة الجزائرية "بوديسة".. كورونا وسوء التسيير يهزمان الحياة
وحذرت منظمة الصحة العالمية من خطر تعريض أصحاب الأمراض المزمنة أنفسهم لخطر الإصابة بفيروس كورونا، وحددت بعضاً منها، بينها: أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والجهاز التنفسي.
ودعتهم إلى المداومة على تناول أدويتهم بانتظام، والمواظبة على متابعة النصائح الطبية، خصوصاً في ظل تفشي فيروس كورونا عالمياً، وإلى تخزين أدويتهم بما يكفيهم لمدة شهر على الأقل، لضمان انتظام تناولها، ونصحتهم بالابتعاد عمن يشتبه بإصابتهم بفيروس كورونا، وترك مسافة كافية عند التواصل مع الآخرين بشكل عام.
وأشار باحثون من مختلف دول العالم إلى أن احتمال إصابتهم بـ"كوفيد-19" يكون "مثل الآخرين وليس أكثر"، لكن "من يصاب منهم بالمرض يصبح أكثر عرضة للمضاعفات"، وهنا يكمن الخطر، خاصة أنه "يصيب الجهاز المناعي" للإنسان.
ويقول الإخصائيون إن الأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة فإن مواجهتهم لـ"الفيروس المتسلل" تصبح أمرا صعباً عليهم.
14 مليون جزائري في "خطر حقيقي"
واستناداً إلى التقارير والأبحاث العالمية، فإن أكثر من "14 مليون جزائري" مهددون بـ"مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا التي تؤدي في غالبية الأحيان إلى الوفاة مباشرة".
وفي هذا التقرير، تستعرض "العين الإخبارية" بـ"الأرقام" أبرز وأكثر الأمراض المزمنة المنتشرة في الجزائر..
"8 ملايين" مصاب بـ"ارتفاع ضغط الدم"
كشفت إحصائية لوزارة الصحة الجزائرية، العام الماضي، عن إحصاء أكثر من "8 ملايين مصاب" بارتفاع الضغط الدموي، ما يمثل نسبة 23.6 % من سكان الجزائر، ويعد من الأمراض القاتلة في البلاد.
"3.4 مليون" مصاب بـ"مرض السكري"
تكشف أرقام رسمية وأخرى لجمعيات أهلية، أن مرض السكري متفش بشكل كبير بين الجزائريين، حيث يبلغ إجمالي المصابين به نحو "3 ملايين و400 ألف شخصاً"، والذي يتسبب في كثير من الحالات في مضاعفات صحية خطرة بينها أمراض ارتفاع ضغط الدم والكلى والقلب والشرايين.
"1.3 مليون" مصاب بـ"أمراض الرئة"
أمراض الرئة والصدر منتشرة بشكل "خطر وغير معقول" في الجزائر، حيث كشفت "الجمعية الجزائرية لأمراض الرئة والصدر"، العام الماضي، أن الجزائر تحصي "مليونا و300 ألف مريض" بهذا المرض المزمن، مع تسجيل 5 آلاف حالة سنوياً.
"480 ألف" مصاب "بأمراض السرطان"
من بين أكثر الأمراض فتكاً بالجزائريين وانتشاراً بسرعة كبيرة بينهم "مرض السرطان" بمختلف أنواعه، حيث تحصي الجزائر وفق أرقام رسمية أكثر من "480 ألف حالة إصابة بالسرطان"، بينها 45 ألف حالة جديدة سنوياً بمختلف أنواعه، على رأسها سرطان الثدي والقولون والمستقيم والرئة، وهو المرض الذي يؤكد الإخصائيون بأنه "وباء في حد ذاته"، يقتل سنوياً نحو 20 ألف شخص.
"100 ألف إصابة سنوية" بـ"أمراض القلب"
وفق "الجمعية الجزائرية لأمراض القلب"، فإن الجزائر تسجل سنوياً "100 ألف إصابة سنوياً" بمرض القلب، في وقت تشكل أمراض القلب والشرايين 58% من الوفيات.
"25 ألف" مصاب بـ"أمراض الكلى"
من بين الأمراض التي تحاصر كثيراً من الجزائريين، توجد أمراض الكلى، حيث يبلغ العدد الإجمالي للمرضى بها "25 ألف حالة"، يعيشون ظروفاً صعبة جداً.
"23 ألف" مصاب بـ"مرض السل"
ووفق أرقام "المعهد الجزائري للصحة العمومية" التي أصدرها في 2018، فقد تسبب مرض السل في مقتل 177 شخصاً سنوياً، فيما تحصي الجزائر "23 ألفاً و078 حالة"، بينها 5780 حالة معدية.
إنقاذهم "ممكن"
ورغم عدم اتضاح الصورة حول الطبيعة الجينية لفيروس كورونا المستجد "كوفيد – 19"، إلا أن الباحثين والإخصائيين في العالم، توصلوا إلى جملة من التدابير الاحترازية التي بإمكانها "منع انتقال عدوى الفيروس"، وتكون في الوقت ذاته الوصفة الوحيدة لإنقاذ أصحاب الأمراض المزمنة".
وأكد إخصائيون جزائريون في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن مسؤولية إنقاذ أصحاب الأمراض المزمنة "هي مسؤولية جماعية"، تبدأ من "الشخص المريض"، وتشمل "أفراد عائلته" الذين يكونون مجبرين على اتباع تدابير الوقاية من كورونا بـ"الدرجة ذاتها التي يتبعها المريض في حد ذاته".
وتنتقل المسؤولية لحمايتهم أيضا إلى محيط المرضى من الجيران والأصدقاء وبقية أفراد المجتمع، مع نصحهم بتفادي التوجه إلى الأماكن العامة.
وتتلخص التدابير الوقائية التي يمكنها إنقاذ أكثر من 14 مليون جزائري "من الموت الحتمي" في "التباعد الاجتماعي والجسدي قدر الإمكان عن المحيط الداخلي في المنزل أو الخارجي"، وإجبارهم على ارتداء الكمامات، بالتوازي مع التزامهم بتناول أدويتهم في وقتها وتوفيرها بالكميات الضرورية لـ"شهر على الأقل" أو لفترة "3 أشهر" بعد معاينة الطبيب المختص.
ويؤكد الإخصائيون أن "أدوية الأمراض المزمنة" "قد لا تكون نافعة لأصحاب الأمراض المزمنة في حال عدم التقيد بتدابير الوقاية من فيروس كورونا المستجد من المريض نفسه أو من محيطه.