وفاة الطبيبة الجزائرية "بوديسة".. كورونا وسوء التسيير يهزمان الحياة
غضب في الجزائر بعد وفاة طبيبة حامل في شهرها الثامن رفضت إدارة المسشتفى منحها إجازة لتصاب بفيروس كورونا الذي أنهى حياتها مع جنينها
خلفت وفاة طبية جزائرية مع جنينها بفيروس كورونا المستجد بشرق البلاد موجة استياء شعبي، وتضامنا واسعا مع زوجها وعائلتها، بعد حرمانها من عطلة مرضية من قبل إدارة المستشفى.
وشيعت، الجمعة، جنازة الطبية "بوديسة" التي توفيت بعد إصابتها بفيروس كورونا عن عمر ناهز 28 عاماً بمستشفى "عين الكبيرة" بمحافظة سطيف الواقعة شرق الجزائر، حيث أقيمت صلاة الجنازة عليها.
- حقيقة وفاة الدكتور محمد مشالي "طبيب الغلابة"
- محمد بن راشد يمنح 212 طبيبا "الإقامة الذهبية" تقديرا لعطائهم
وأثار بقاء الطبيبة الراحلة في عملها رغم حملها في الشهر الثامن موجة غضب وانتقاد شعبيين، حيث كانت في الصفوف الأولى للجيش الأبيض المواجه لجائحة كورونا في مستشفى "رأس الواد" بمحافظة برج بوعريريج (شرق).
وكشفت عائلة الطبيبة عن أن مدير المستشفى "رفض منحها عطلة مرضية" بعد تفشي فيروس كورونا، خاصة بعد أن أكدت أبحاث عالمية بأن الحوامل الأكثر عرضة لخطر الإصابة بـ"كوفيد – 19".
وذكرت عمّة الطبيبة التي أطلق عليها الجزائريون تسمية "شهيدة كورونا والتعسف الإداري" في تسجيل فيديو نشر عبر منصات التواصل، بأن "بوديسة" "ترجّت مدير المستشفى لإعفائها من العمل"، كما "ذهب والدها للقاء المدير" في محاولة لإقناعه بإنقاذ ابنته الطبيبة الحامل من احتمال انتقال العدوى إليها من المصابين بالفيروس، "وسط رفض تام من المدير".
وأجبر تعنت إدارة المستشفى الطبية الحامل على الاستمرار في العمل رغم تجاوز حملها الـ6 أشهر، وفضت في المقابل دعوة أهلها لوضع إدارة المشفى أمام الأمر الواقع وترك العمل، وأبلغتهم بـ"خشيتها من فصلها نهائياً عن العمل من قبل المدير" وفق ما ذكرته عمّة الضحية.
وطالب زوج الطبيبة الضحية من السلطات الجزائرية بفتح تحقيق في قضية وفاة زوجته الحامل.
وصية مؤثرة
وكشفت عمة الطبية عن آخر وصية لابنة أخيها، حيث طلبت منها "الاعتناء بابنتها الكبرى مثلما ربت أبنائها" وهي الطفلة التي تبلغ من العمر سنتين، وطلبت السماح من أهلها قبل أن تخرج روحها عن جسدها وتترك ابنة يتيمة وجنيناً في شهره الثامن يلحق بها.
استياء شعبي
وفاة الطبية وهي حامل بفيروس كورونا لم يمر على الجزائريين، الذين شنوا حملات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دعت إلى محاسبة إدارة المستشفى التي حملتها مسؤولية إصابة الطبية بالفيروس، مع أن القانون سمح لها بعدم مزاولة عملها في ظل خطر جائحة كورونا على الحوامل والمرضعات.
وأعرب رواد مواقع التواصل عن غضبهم لترك الطبية في خط مواجهة كورونا، و"عدم احترام إدارة المستشفى" للقرارات التي أصدرها المجلس الأعلى للأمن الجزائري شهر مارس/أذار الماضي، ووصفوها بـ"التعسف والظلم الإداري".
وأعطى الرئيس الجزائري أوامر لكافة الإدارات الجزائرية تتضمن إعفاء النساء الحوامل والمرضعات واللاتي لهن أطفال صغار من العمل، ومنحهن عطلة إجبارية مدفوعة الأجر لحمايتهن وأطفالهن من خطر الإصابة بفيروس كورونا.
كما أحدثت وفاة الطبية الحامل صدمة لدى الكوادر الطبية، وتفجرت مواقع التواصل بتعليقات الاستياء والتضامن الواسع مع زوج الطبيبة الضحية وعائلتها، ودعوا إلى "تسليط أقسى العقوبات على مدير المستشفى".
ونشر بعض زملاء الطبيبة محادثات إلكترونية معها أكدت فيها منعها من الإجازة من قبل مدير المستشفى ومن طبيب العمل، وطالبوا وزارة الصحة بفتح تحقيق عاجل في القضية، بينما كشف آخرون بأن طبيب العمل "رفض منحها الإجازة ووضعها في الحجر الصحي بعد التأكد من إصابتها بكورونا".
وشددت منشورات رواد منصات التواصل على أن الطبيبة "ضحية سوء التسيير الإداري في الجزائر"، واعتبرت بعضها بأن "الطبيبة بوديسة توفيت مرتين، بكورونا وسوء التسيير الإداري".
ولم تعلق لحد الآن وزارة الصحة أو الحكومة الجزائرية على خبر وفاة الطبية "بوديسة" مع جنينها، كما لم تصدر أية قرارات بعد، فيما توقع أخصائيون أن تتخذ الوزارة إجراءات صارمة ضد إدارة المستشفى.