الجزائر تدخل "المرحلة الثالثة" لوباء كورونا والجيش يتأهب
تبون أكد في خطابه الأسبوع الماضي أنه يمكن الاستعانة بإمكانات الجيش بمستشفيات ميدانية وطاقات بشرية من أطباء واختصاصيين
أعلنت الجزائر، الأحد، دخول البلاد "المرحلة الثالثة" من انتشار وباء كورونا المستجد، ما يؤشر على تدخل الجيش مع إعلان متوقع لحالة الطوارئ.
وأقر وزير الصحة وإصلاح المستشفيات عبدالرحمن بن بوزيد، في تصريح للإذاعة الحكومية، بأن بلاده دخلت فعلياً المرحلة الثالثة من تفشي كورونا بعد أن تضاعف عدد المصابين والوفيات جراء الفيروس، وتمدد الوباء إلى 17 محافظة في البلاد.
وتعني المرحلة الثالثة من انتشار وباء، بحسب منظمة الصحة العالمية، وجود إصابات مجمّعة في منطقة واحدة، أو أكثر وتصنف حينها المناطق بالموبوءة.
وأكد بن بوزيد أن بلاده اتخذت احتياطاتها اللازمة لمواجهة فيروس كورونا دون أن يعطي تفاصيل عن تلك الاحتياطات.
وسجلت الجزائر، السبت، ارتفاعاً قياسياً في عدد المصابين بفيروس كورونا لتصل إلى 139 حالة مؤكدة فيما بلغت الوفيات 15 شخصا.
كما سجلت شفاء 22 حالة، بينما يعالج 34 شخصاً في مختلف مستشفيات البلاد من الفيروس المعروف أيضا باسم كوفيد19، كما أوضحت أن معدل أعمار الإصابات يبلغ 64 عاما.
وكشفت "الصحة الجزائرية" أن غالبية الحالات الجديدة المصابة بكورونا من العائدين مؤخراً من إسبانيا وفرنسا، بينما بقية الحالات انتقل إليها الفيروس من حالات عائلية أصيبت بالمرض.
وتتوقع الحكومة الجزائرية ازدياد أعداد المصابين خاصة بعد إعادة أكثر من 3 آلاف جزائري كانوا عالقين في أكثر من 12 بلداً، وضعوا تحت الحجر الصحي في أكثر من 50 فندقاً ومنتجعاً سياحياً.
ومع دخول الجزائر المرحلة الثالثة من انتشار فيروس كورونا، أصبح تدخل الجيش الجزائري أمراً وارداً، وفق ما أعلنه الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون في خطابه الأسبوع الماضي.
وأكد تبون أن بلاده اتخذت احتياطاتها من خلال قدرات لم تستغل بعد "سواء على مستوى الجيش، أو الأمن الوطني، وحتى الكيانات الاقتصادية كالمعارض التي يمكن تجهيزها للحجر الصحي على عجل، بالإضافة إلى المباني والمنشآت العمومية".
ويعقد، اليوم الأحد، مجلس الوزراء الجزائري اجتماعه الثالث من نوعه لبحث تداعيات انتشار فيروس كورونا في البلاد.
ويتضمن جدول أعماله عرضاً من وزير الصحة حول تقييم التدابير المتخذة للحد من تطور وانتشار فيروس كورونا في البلاد.
وشهدت العاصمة الجزائرية ومختلف مدن ومحافظات البلاد، ليلة السبت، حظرا للتجوال هو الأول من نوعه منذ بدء تفشي وباء كورونا في البلاد.
ووفق ما رصدته "العين الإخبارية"، فقد جابت سيارات الشرطة والدفاع المدني مختلف الشوارع والمدن تدعو المواطنين إلى التزام بيوتهم، مستعملة مكبرات الصوت وهي تنادي "أيها المواطنون التزموا بيوتكم لسلامتكم".
كما أجبرت الشرطة الجزائرية جميع المحلات على غلقها، وفرضت حواجز أمنية لإجبار السائقين والراجلين على العودة إلى بيوتهم.
ورجحت مصادر سياسية، لـ"العين الإخبارية"، إعلان مجلس الوزراء الذي سيجتمع اليوم الأحد، حظر التجوال بشكل رسمي، لمنع انتشار فيروس كورونا في البلاد.
لجنة رصد الفيروس
وبقرار من الرئيس الجزائري تشكلت، مساء السبت، لجنة وطنية لرصد ومتابعة تطور انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) في الجزائر، تشمل عدة قطاعات مثل الصحة والسكان والصناعة الصيدلانية والإعلام وغيرها.
وكلف تبون وزير الصحة عبدالرحمن بن بوزيد برئاسة اللجنة، وتضم في عضويتها 10 شخصيات أخرى، بينها وزير الاتصال (الإعلام) ورئيس مجلس عمادة الأطباء ومجلس عمادة الصيدلة، واختصاصيون في علم الأوبئة والتخدير والإنعاش والطب الوقائي والأمراض المعدية، مع فتح المجال للعضوية أمام "كل شخص يفيدها في سير أشغالها".
وتعمل اللجنة على تنشيط مؤتمرات صحفية يومية وأسبوعية لإطلاع الرأي العام على الوضع الراهن في البلاد والإحصائيات المتعلقة بالعدوى، والإجراءات والاحتياطات التي يتم اتخاذها للتصدي لهذا الوباء.