"ابقى في داركم".. حملة الجزائر للحجر الصحي طوعيا لاحتواء كورونا
أطباء وجمعيات أهلية ووسائل الإعلام المحلية بالجزائر تطلق حملة عبر منصات التواصل، تدعو إلى البقاء في المنازل لمنع انتشار كورونا في البلاد
مع ارتفاع عدد الإصابات المؤكدة في الجزائر إلى 90 حالة والوفيات إلى 12، أطلق جزائريون عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تدعو إلى البقاء في المنازل، باعتبار الحجر الصحي الوسيلة الوحيدة التي يمكنها أن تمنع تفشي وباء كورونا.
وانتشرت عبر منصات التواصل هاشتاقات بمختلف لهجات الجزائريين، لتصل إلى أكبر عدد منهم، بينها "#اقعد_في_البيت" و"#اقعد_في_داركم" و#ابقى_في_الدار" و#ريّح_في_داركم_وعيكم_يحمينا".
كما انتشر هاشتاق آخر بعنوان "#خمم _في _روحك.. عائلتك_ وبلادك_ #اقعد_في_دارك".
ودعت مختلف وسائل الإعلام المحلية والجمعيات الأهلية الجزائريين إلى التزام بيوتهم وتطبيق الحجر الصحي طواعية، لتفادي انتشار فيروس كورونا في البلاد، خشية عدم السيطرة عليه كما حدث في إيطاليا.
وطالبت بعض الجمعيات الأهلية بمساهمة الجزائريين في تطبيق الحجر الصحي، باعتباره الوسيلة الوحيدة المتوفرة التي بإمكانها تجنيب البلاد كارثة صحية، وعدم انتظار صدور قرار رسمي بفرض حظر التجول وإلزام الجزائريين بالحجر الصحي في بيوتهم.
وأطلقت جمعية حماية المستهلك الجزائرية حملة أيضا بهاشتاق #ابقى_في_الدار_تحمي_عايلتك_من_كورنا_الغدار"، وشددت على أنه "لسلامة الجميع فإن المكوث في البيوت واجب".
وبات هاشتاق #ريح_في_داركم" الأكثر تداولاً عبر منصات التواصل الاجتماعي في الجزائر، ووصل إلى ترند في ظرف أقل من 3 أيام.
الأطباء يستغيثون البقاء في المنازل
من جانب آخر، أطلق مجموعة من الأطباء في عدد من مستشفيات البلاد حملة لمساعدتهم في تجنب انتشار الوباء من خلال دعوة الجزائريين إلى البقاء في منازلهم.
ونشر أطباء صوراً لهم وهم يحملون لافتات باللغتين العربية والفرنسية، كتب عليها "ساعدونا، ابقوا في منازلكم، شكرا"، وأخرى "قعدنا في السبيطارات على خاطركم، اقعدوا في دياركم على خاطرنا" (نحن في المستشفيات من أجلكم، ابقوا في منازلكم من أجلنا).
ونصح الأطباء الجزائريين بالبقاء في منازلهم حتى لا يكونون سبباً في انتشار كورونا أو تنتقل إليهم العدوى، والحد من التنقلات إلا للضرورة القصوى.
وسجلت الجزائر، الجمعة، ارتفاعاً جديداً في عدد الوفيات بفيروس كورونا المستجد المعرف باسم "كوفيد-19" إلى 12 وفاة.
وتمدد فيروس كورونا إلى 11 محافظة في البلاد من أصل 58، بعد ارتفاع عدد المصابين به إلى 91 حالة، مع تسجيل شفاء 32 حالة من الفيروس غادرت مستشفى بوفاريك بمحافظة البليدة.
وأقر مجلس الوزراء الجزائري، الخميس الماضي، 8 قرارات جديدة تدخل حيز التنفيذ ابتداء من الأحد المقبل، 4 منها إجراءات وقائية جديدة تهدف إلى كبح تفشي وباء كورونا في البلاد.
وتتعلق بوقف جميع وسائل النقل الجماعي العمومية والخاصة داخل المدن وبين الولايات وكذلك حركة القطارات، ومنح عطلة إجبارية مدفوعة الأجر لـ50% من الموظفين، والاحتفاظ فقط بمستخدمي المصالح الحيوية الضرورية مع الاحتفاظ برواتبهم، والقرار ذاته لصالح النساء العاملات اللواتي لهن أطفال صغار، على أن يتم تحديد الفئات المعنية بالتسريح في كلتا الحالتين في مرسوم تنفيذي يصدر عن الوزير الأول (رئيس الوزراء).
إضافة إلى غلق المقاهي والمطاعم في المدن الكبرى بصفة مؤقتة، إلى 4 أبريل/نيسان المقبل.
كما أقر مجلس الوزراء الجزائري 3 إجراءات اقتصادية، تهدف إلى مجابهة الارتدادات الاقتصادية لفيروس كورونا على البلاد.
وتقرر ضبط السوق لمحاربة الندرة بتوفير جميع المواد الغذائية الضرورية، وتكليف وزارة المالية بتسهيل إجراءات جمركة المواد الغذائية المستوردة، مع تسريع الإجراءات المصرفية المرتبطة بها تماشياً مع الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد.
كما كلف الرئيس الجزائري عدداً من الوزارات بتعقب المضاربين واتخاذ الإجراءات اللازمة ضدهم، بما فيها إغلاق مستودعاتهم ومتاجرهم، والتشهير بهم في وسائل الإعلام وتقديمهم للعدالة.
وشهدت الجزائر، الجمعة، توقفاً للمظاهرات الشعبية المطالبة بالتغيير للمرة الأولى منذ 13 شهراً، وظهرت العاصمة ومختلف مدن البلاد خالية من المتظاهرين، كما أغلقت المحلات التجارية، بعد أن قرر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون منع المظاهرات الشعبية.
ووصف المتظاهرون "تعليق حراكهم" بـ"استراحة المحارب بسبب تفشي فيروس كورونا في البلاد"، خاصة بعد أن سجلت العاصمة 12 حالة مؤكدة بالوباء، فيما أثنى الجزائريون على وقف المظاهرات وعدّوه "إعلاء لمصلحة الوطن فوق كل اعتبار".