إجلاء للسكان ومقدمات تنذر بكارثة 2021.. ماذا يحدث في الجزائر؟
يتخوف الجزائريون هذه الأيام من تكرار سيناريو الحرائق الذي شهدته البلاد السنة الماضية في عدد من الولايات الساحلية للبلاد والذي خلّف 90 قتيلاً.
حرائق الجزائر
في صيف 2021 اشتعلت الحرائق في أكثر من 50 مكاناً، ما خلّف عشرات القتلى في كارثة دفعت الرئيس الجزائري حينها لإعلان حالة الحداد وسط تعاطف عربي وعالمي كبير.
في تلك الفترة كان المواطنون يساعدون ويعملون جاهدين على إطفاء الحرائق، لكن النيران كانت أكبر من المساعدات الأهلية والحكومية أيضاً، وفشل كثيرون في إنقاذ منازلهم، لا سيما مع موجة حر كبيرة وانتشار قوي للرياح.
مخاوف الجزائريين من حرائق 2022
ومنذ أيام نشبت حرائق في غابات تقع شرقي البلاد، وأعلن وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود، مصرع 26 شخصاً في أحدث موجة لتلك الحرائق.
وقدم بلجود التعازي لعائلات الضحايا التي سقطت اليوم، وهي 24 حالة على مستوى ولاية الطارف وحالتين في ولاية سطيف.
أين تنتشر حرائق الجزائر؟
وامتدت الحرائق لـ13 ولاية، منها سطيف والطارف وسوق أهراس وسكيكدة وتيزي وزو وباتنة وقسطنطينة وقالمة.
وعلى إثر حرائق الجزائر، أجليت 350 عائلة في ولاية سوق أهراس، وتم نشر 700 عنصر من الدفاع المدني، والدفع بمروحيات للمشاركة في إخماد الحرائق.
وصباح الأربعاء، تدخلت فرق الإطفاء لإخماد حريق، شب ببلدية عين العربي في قالمة. والتهمت النيران أكثر من 6 هكتارات من الأعشاب الجافة، وتم السيطرة على الحريق وإخماده.
الحماية المدنية تدخلت أيضا، بجبل ماونة، حيث التهمت النيران 15 هكتارا من المساحات الغابية، وهي واحدة من أهم الكتل الغابية في تلك الولاية.
وسجل حريق أيضا في جبل بوقرنيسة ببلدية حمام النبائل، وأتلف الحريق 5 هكتارات من الغابات، وتستعين الحماية المدنية بالنشرات الخاصة بالأرصاد الجوية، بعد تخطي درجات الحرارة 47 درجة مئوية، ما يثير قلقا بشأن اشتعال النيران.
ما سبب حرائق الجزائر؟
وتحاول السلطات الجزائرية السيطرة على الحرائق، لكن الرياح ودرجات الحرارة تحولان دون تحقيق السيطرة الكاملة على الحرائق، بحسب بلجود.
ويعزي كثيرون الأمر للتغير المناخي، الذي بات كابوساً في كثير من الدول حول العالم، وتسعى الدول للسيطرة على توابعه وآثاره.
وتقول السلطات الجزائرية إنها فتحت 600 تحقيق حول الحرائق العمدية وغير العمدية، لتحديد الأسباب الرئيسية لها، مشيرة إلى توقيف المتورطين في إضرام النيران.
وتعمل درجات الرياح المرتفعة على نشر النيران بشكل كبير، يصعب معها السيطرة على الحرائق، كما تعمل على إعادة إشعال المناطق التي سبق السيطرة عليها، أو كان رجال الحماية المدنية على وشك السيطرة عليها. وإضافة إلى ذلك، فإن تلك الغابات التي تضم شجر الزيتون تشتعل بشكل أكبر، بسبب طبيعة تلك الشجرة.
وارتفاع درجات الحرارة في بعض الأماكن بالجزائر يتجاوز الـ45 درجة مئوية، وهو أمر تزداد معه المخاوف من انتشار النيران بشكل أكبر من الصورة الحالية.
إجلاء لسكان في الجزائر بسبب الحرائق
وتسبب الحرائق التهام الأعشاب والغابات، إضافة إلى حصد الأرواح، واختناق كثير من المواطنين، يتم إسعافهم بشكل عاجل، خشية فقدان الأرواح.
ويخشى سكان في المناطق المشتعلة من امتداد الحرائق، لالتهام ثروة ماشية كبيرة، حيث تنتشر في تلك النطاقات إضافة إلى وجود مزارع لتربية الدواجن وغيرها.
وأخلت السلطات المحلية عددا من القرى من السكان، كانت قرية مزادكة بأولاد علية أحدها، ونقل السكان إلى مسجد بالقرية، بعدما انتشرت النيران بسرعة، وغطت سحب الدخان الكثيفة القرية وما حولها. كما تم إجلاء سكان ولاية سوق أهراس بسبب الأمر نفسه.
ولم تكتف النيران بإجلاء السكان، بل أدت إلى إغلاق بعض الطرق، فأغلق طريق بالطارف، عند منطقة بوثلجة وعاصمة الولاية بعد أن وصلت النيران إلى حوافها، لضمان سلامة السائقين والمسافرين والمواطنين.
وتسببت النيران عصر الأربعاء، في وفاة سيدة تبلغ من العمر 60 عاما، وابنتها البالغة 20 عاما، داخل منزلهما، بولاية سطيف. وفارقت الأم وابنتها الحياة بسبب الاختناق بدخان النيران.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg
جزيرة ام اند امز