حرائق الغابات تستعر من جديد في الجزائر.. ما السر؟
عادت حرائق الغابات لتستعر من جديد على الجزائر في الأيام الأخيرة، مخلفة قتلى وجرحى، بالإضافة لخسائر مادية معتبرة.
وشهدت 3 محافظات جزائرية شرقية في اليومين الأخيرين أكثر من 40 حريقاً في غاباتها الجبلية وهي سطيف وبرج بوعريرج وبجاية.
- الجزائر 2021.. كارثة حرائق الغابات تُشعل ملاحم التضامن
- تحذير من موجة حر "حارقة" في الجزائر.. 49 درجة تحت الظل
ووفق ما أعلنته مصالح الحماية المدنية الجزائرية (الدفاع المدني) فقد لقي 3 أشخاص مصرعهم في الحرائق بمحافظة سطيف، بعد أن وجدت جثة واحدة متفحمة واثنتين نتيجة الاختناق، فيما أصيب أكثر من 23 شخصاً بحصيلة أولية.
وكانت محافظة سطيف أكثر المحافظات تضررا من الحرائق، حيث اندلعت بداية في جبال بلدية "حربيل"، فيما أكدت مصادر إعلامية رسمية من المحافظة أن سرعة الرياح والحرارة المرتفعة ساعدت على الانتشار السريع للحرائق وامتدادها إلى الغابات المجاورة، وإلى محافظتي برج بوعريريج وبجاية.
وأحدثت الحرائق المهولة حالة من الهلع وسط سكان المناطق المتضررة، حيث اضطر الأهالي لإخلاء منازلهم والهرب إلى وجهات مختلفة خوفا من ألسنة النيران.
كما تسببت في هلاك العشرات من الأبقار ومختلف أنواع الأغنام خصوصا بمحافظة سطيف، وفق الصور والفيديوهات التي تداولها جزائريون عبر منصات التواصل.
ولاتزال عمليات إخماد النيران بالمحافظات الـ3 بطائرات الهليكوبتر، وكذا بطائرة مكافحة الحرائق التي اقتنتها الجزائر من روسيا من نوع "بيريف بي إي – 200".
وتسببت الحرائق في خسائر مادية معتبرة، حيث أتت على عدد من بساتين الأهالي والأشجار النادرة من بينها أشجار الصنوبر.
وسجلت الجزائر منذ بداية الشهر الحالي حرائق في عدة محافظات شرقية بينها سكيكدة، حيث أتلفت 270 هكتارا نتيجة 57 بؤرة حريق، وفق حصيلة رسمية للمديرية العامة لمحافظة الغابات الجزائرية.
"فحم عيد الأضحى"
الحرائق الأخيرة أعادت إلى أذهان الجزائريين كارثة حرائق صائفة 2021 التي تسببت في مقتل أكثر من 200 شخص في نحو 20 محافظة جزائرية، إلا أن وسائل الإعلام المحلية رجحت أن يكون "تجار الفحم" وراء هذه الحرائق، خصوصاً تزامنها مع قرب عيد الأضحى المبارك.
وشهدت الجزائر في السنوات الأخيرة حوادث حرائق غابات مماثلة عشية عيد الأضحى، إذ سبق للسلطات الجزائرية أن كشفت عن تورط تجار الفحم في إحراق الغابات، لاسيما وأن تجارة الفحم تنتعش خلال هذه الفترة من العام بالجزائر.
ويأتي ذلك، رغم القرار الرسمي بـ"التجميد المؤقت" لإنتاج الفحم الذي أصدرته وزارة الفلاحة الجزائرية نهاية الشهر الماضي، وأرجعت أسبابه إلى "تفادي اندلاع حرائق الغابات".
وذكر بيان سابق لوزارة الفلاحة الجزائرية اطلعت "العين الإخبارية" على محتواه بأنه "تقرر في إطار تنفيذ المخطط الوطني للوقاية وحماية الغابات من الحرائق لموسم 2021،2022 وتعزيزا للإجراءات الوقائية المتخذة، أعلنت الوزارة عن قرار التجميد المؤقت لإنتاج الفحم، وهذا لما تشكله من مخاطر اندلاع الحرائق على مستوى المساحات الغابية".
تعليمات صارمة
في الأثناء، دعا وزير الداخلية الجزائرية كمال بلجود ولاة المحافظات إلى "رفع درجة اليقظة لرصد كل تصرفات مشبوه من شأنها افتعال الحرائق".
وحصلت "العين الإخبارية" على نص التعليمات التي أرسلها وزير الداخلية لمحافظي الولايات، وشدد فيها "على حشد كل الوسائل المادية والبشرية، ورفع درجة اليقظة إلى أعلى مستوياتها، لرصد كل تصرفات مشبوهة، من شأنها افتعال هذه الحرائق، مع التحلي ببالغ الصرامة في مواجهتها".