بعد اتهام فرنسي لهن بالإرهاب.. بوتفليقة يشيد ببطلات "معركة الجزائر"
الرئيس الجزائري يدافع عن بطلات "معركة الجزائر"، إحدى أبرز محطات الثورة الجزائرية، في أعقاب اتهامات من شخصيات فرنسية لهن بارتكاب جرائم.
دافع الرئيس الجزائري، عبدالعزيز بوتفليقة، عن بطلات "معركة الجزائر"، إحدى أبرز محطات الثورة الجزائرية، في أعقاب اتهامات من شخصيات فرنسية بارتكاب جرائم شبيهة بما يفعله الإرهاب اليوم، خلال كفاح الجزائر المسلح للتحرر من الاستعمار الفرنسي.
واغتنم بوتفليقة فرصة مناسبة اليوم الوطني للصحافة في الجزائر، ليوجه التحية لما قال إنهن "مجاهداتنا الشهيدات منهن واللائي قضين نحبهن واللائي ما زلن ينتظرن اللواتي أسهمن بكل اقتدار وفعالية في ثورة نوفمبر".
وخص الرئيس الجزائري بالتحية "المجاهدين والمجاهدات الذين نعتهم المستعمر بالإرهابيين آنذاك، والمجاهدات التي تجرأت بعض الأصوات الحاقدة ووصفتهن بالإرهابيات معاذ الله".
ويأتي تدخل بوتفليقة عقب تصريحات رئيس الجمعية الفرنسية لضحايا الإرهاب، غيوم دونوا، التي وصف فيها قبل شهر المجاهدين في الثورة الجزائرية بالإرهابيين، وخص بالذكر الهجوم الشهير على حانة "ميلك بار" بالجزائر العاصمة سنة 1956 الذي نفذته المجاهدة زهرة ظريف بيطاط.
وكانت "بيطاط" وهي إحدى بطلات معركة الجزائر اللواتي ما زلن على قيد الحياة، قد انتقدت صمت السلطات العمومية إزاء تلك التصريحات التي اعتبرتها "مهينة" ومشينة" في حق الثورة الجزائرية، خاصة أنها قيلت في محضر رسمي.
وقالت المجاهدة، بنبرة غضب، إنها تنتظر رد فعل من السلطات العليا، أو وزير المجاهدين، أو المنظمة الوطنية للمجاهدين، أو جبهة التحرير الوطني، معتبرة الصمت على مثل هذه التصريحات بمثابة الخيانة".
وليست المرة الأولى التي يحاول فيها الإعلام الفرنسي الإساءة لمعركة الجزائر؛ حيث سبق وأن اتهم صحفي أمريكي من أصول فرنسية قائد هذه المعركة المجاهد ياسف سعدي بالوشاية بأصحابه، ما اضطره لرفع دعوى قضائية ضد هذا الصحفي.
وتعد معركة الجزائر (نسبة للجزائر العاصمة) أحد مفاصل الثورة الجزائرية؛ حيث سمحت بإعطاء صدى عالمي لنضال الشعب الجزائري، وأدى ذلك لإدراج قضية تحرر الجزائر ضمن أجندة الهيئات الدولية.
وبفضل هذه المعركة التي استمرت من سنة 1956 حتى 1957، تمكن الثوار الجزائريون من إيقاع خسائر فادحة بالمستعمر في العاصمة، من خلال زرع القنابل في أماكن ارتياد المعمرين، عبر عناصر نسوية متخصصة، أبرزهن الشهيدة حسيبة بن بوعلي والمجاهدة زهرة ظريف بيطاط.