السلطات الجزائرية تعتبر "التشيع" خطرا داهما
السلطات الجزائرية باتت تحذر بشدة على لسان مختلف مسؤوليها من محاولات نشر التشيع في البلاد وباتت تعتبره خطرا داهما
حذر بوعبد الله غلام الله رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في الجزائر، من خطر انتشار المذهب الشيعي في بلاده خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن ذلك قد يشكل موطئ قدم لقوى خارجية للتدخل في شؤون الجزائر.
وقال غلام الله في حوار مطول مع جريدة "الخبر" الجزائرية، إن هناك من يرد زعزعة وحدة المجتمع الجزائري، وإخراجه عن مذهبه الواحد، مستدلاً بآلاف الكتب التي تدخل البلاد تحت مظلة معرض الكتاب وتحمل أفكاراً خطيرة تسعى لإقناع الجزائري بأن ما عنده ليس الإسلام الصحيح.
وأشار غلام الله وهو شخصية مقربة من الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بالتحديد إلى المذهب الشيعي متسائلاً: "لنفرض أنه أصبح في الجزائر التي يبلغ عدد السكان بها 40 مليون نسمة نحو 500 ألف أو مليون شيعي، ألا يمثل ذلك موطئ قدم لقوى خارجية؟".
وتأسف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الذي عين مؤخراً في منصبه، لكون بعض الجزائريين لديهم استعداد وقابلية لتقبل هذه الأفكار والتأثر بها، وهذا ما سماه –يضيف- المفكر الجزائري مالك بن نبي بالقابلية للاستعمار.
وكشف غلام الله، عن أن انتشار هذه المذاهب الدخيلة في الجزائر يأتي عن طريق منشورات وكتب تصدر في دول عربية، ويتم إدخالها للجزائر عن طريق الاحتيال باستيرادها من أوربا وتحديداً من فرنسا.
وتأتي هذه التصريحات التي عبر عنها لأول مرة رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، لتؤكد مخاوف السلطات الجزائرية من محاولات نشر المذهب الشيعي في الجزائر.
وكان وزير الشؤون الدينية محمد عيسى، قد كشف في مايو الماضي عن حركات تقوم بنشر التشيع في المناطق الواقعة في الحدود الشرقية والغربية بالجزائر، واتهم أطرافاً أجنبية بالوقوف وراءها.
وبلغ غضب السلطات الجزائرية أوجه في يونيو الماضي، عندما نشرت سفارة العراق دعوات تتضمن تسهيلات لزيارة الجزائريين للمراقد الشيعية بالنجف وكربلاء.
وقامت الحكومة الجزائرية إثر ذلك باستدعاء السفير والاستفسار منه عما نشر على موقع السفارة، وحذرت من أي محاولة لإخراج الجزائريين عن مذهبهم المالكي.
وباتت السلطات في المدة الأخيرة تضع تحت مجهرها المساجد والمدارس القرآنية، لرصد أي محاولات لنشر مذاهب تعتبرها دخيلة على المجتمع الجزائري ووضع حد لفوضى الفتاوى.