الحالمون برئاسة فرنسا يستفزون الجزائريين: استعمارنا جلب لكم الحضارة!
المرشحون المحتملون لرئاسة فرنسا، يرون استعمار بلادهم للجزائر، به "جوانب إيجابية" عادت على البلد المحتل، في مقابل إغفال الجرائم
ينظر المرشحون المحتملون لرئاسة فرنسا، إلى موضوع استعمار بلادهم للجزائر، عبر ما يرون، أنها "جوانب إيجابية" عادت على البلد المحتل، في مقابل إغفال الجرائم والمجازر التي ارتكبت على مدار 132 سنة لهذا الاستعمار الاستيطاني، ورفض تام لمطلب الجزائريين الاعتذار عنه رسميا.
فقد أعاد حديث المرشح الرئاسي المحتمل إيمانويل ماكرون، عن الماضي الاستعماري لبلاده في الجزائر، الجدل من جديد عن فكرة "الجوانب الإيجابية للاستعمار" التي سبق لها أن أثارت أزمة سياسة عاصفة بين فرنسا والجزائر التي تعتبر مثل هذه الأفكار تمجيدا مرفوضا للاستعمار.
وأوضح إيمانويل ماكرون في حوار له مع مجلة لوبوان، في هذا الموضوع قائلا: "في الجزائر.. كان هناك التعذيب، ولكن كان هناك أيضا بروز دولة وثروة وطبقة متوسطة.. إنها حقيقة الاستعمار. كان هناك عوامل حضارة وعوامل بربرية".
وجاء جواب هذا المرشح الذي كان وزيرا للاقتصاد واستقال قبل أشهر، ردا على سؤال حول كيفية التعامل مع الجوانب المظلمة للتاريخ الفرنسي، فيما يخص اقتراحه الأخير بكتابة تاريخ فرنسا على شكل قصة وطنية، حتى يتعزز ارتباط الأجيال الفرنسية بماضي وطنهم.
ولا تختلف كثيرا فكرة مرشح اليمين الأكثر حظا للفوز بالانتخابات التمهيدية، فرانسوا فيون، فهو يروج لفكرة أن الغزاة الفرنسيين عندما احتلوا شمال إفريقيا، وأهم بلدانها الجزائر طبعا، فإنهم فعلوا ذلك لنشر الثقافة.
وقد عبر فيون عن هذه الفترة في خطاب شهير له في أغسطس الماضي قائلا: "لا؛ فرنسا ليست مذنبة عندما قاسمت ثقافتها مع شعوب إفريقيا وآسيا وأمريكا الشمالية".
وعندما سئل المرشح الرئاسي عما يقصده بهذا الكلام، أجاب في برنامج سياسي على القناة الفرنسية الثانية قبل نحو شهر، أنه يرفض محاكمة المنظومة الاستعمارية بمنطق اليوم واتهام الدولة الفرنسية وفرنسيي اليوم بأخطاء ارتكبها أجدادهم.
أما الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من سباق الترشيحات، فيحتفظ هو الآخر بنظرة استعمارية لعلاقات بلاده مع الجزائر ظهرت في تصريحاته الأخيرة.
وتحدث ساركوزي قبل أشهر خلال زيارة له للعاصمة التونسية، بلغة وصاية استعمارية، قائلا إنه يجب معالجة مصير الجزائر في منظمة "الاتحاد من أجل المتوسط" (كيان أنشئ في فترة رئاسته وفشل في جمع دول البحر المتوسط).
وفي معسكر اليمين المتطرف، لا يزال ينظر إلى الزعيم الفرنسي الراحل الجنرال شارل ديغول بسلبية، لكونه فرط من وجهة نظره في الجزائر.
وذكرت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية، في تصريح لها أكتوبر 2015 على إذاعة أوروبا 1، أن "الفرق بينها (أقصى اليمين) وبين التيار الديجولي (اليمين المعتدل)، هو في "الجزائر فرنسية" التي تخلى عنها ديغول، بينما كنا متمسكين بها نحن".
وكانت الجزائر قد نددت، بشدة، بظهور مشروع قانون في فرنسا، خلال فترة رئاسة جاك شيراك، يرصد الجوانب الإيجابية لاستعمارها الجزائر سنة 2005.
وكرد فعل على ذلك، اقترح البرلماني السابق عن جبهة التحرير الوطني، موسى عبدي، استصدار قانون لـ"تجريم الاستعمار" في البرلمان الجزائري سنة 2008، قبل أن يتم تجميد المشروع لأسباب تتعلق بعدم رغبة السلطات الجزائرية في تعكير علاقاتها مع فرنسا.
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز