انتخابات فرنسا.. بين "يأس" ساركوزي و"بزوغ" جوبيه و"سطوة" لوبان
الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في أبريل المقبل تضع المواطن الفرنسي، أمام مفترق طرق، قد يغير من شكل الخارطة السياسية والاجتماعية الداخلية والخارجية للبلاد
تضع الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أبريل المقبل، المواطن الفرنسي، أمام مفترق طرق، قد يغير من شكل الخارطة السياسية والاجتماعية الداخلية والخارجية للبلاد، ما جعل كل حزب يشحذ أسلحته لبدء المعركة التي ستسفر عن منتصر وحيد سيقوض كل ما بناه من هم قبله، ليبني فرنسا ذات ملامح وتطلعات جديدة.
وكما أطلق عليهم الإعلام الفرنسي، يتطلع "الشياطين الخمس"؛ نيكولا ساركوزي، مارين لوبان، إيمانويل ماكرون، فرنسوا بايرو وألان جوبيه"، إلى الفوز بمقعد الرئاسة، مستندين إلى دعم لوجستي من أحزابهم ذات التواجد الضخم في البلاد، يحذرون فقط من عامل الصدفة والتوفيق الذي قد يزيد من فرص أحدهم على حساب الآخر.
فما بين "وجه قديم للدولة" الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، و"رئيس حكومة جاك شيراك " الآن جوبيه، والسياسي الشاب "ماكرون" ورئيس حزب الاتحاد من أجل الديمقراطية الفرنسية المنتمي إلى وسط اليمين "فرانسوا بايرو"، وزعيمة اليمين المتطرف "مارين لوبان"، تتأرجح دفة النتائج المتوقعة للفائز بالإيليزيه.
ففي حوار مع صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، السبت، صرح ساركوزي الذي تخلى عن رئاسة حزب "الجمهوريين" المحافظ، قبيل دخوله خضم المنافسة على الرئاسة، أنه في حال ترشح "فرانسوا بايرو" المنتمي إلى وسط اليمين أمام اليمينية المتطرفة "جان ماري لوبان" زعيمة حزب الجبهة الوطنية، فإنه سيصوت للأول.
ربما جاء تصريح ساركوزي بعد يأسه من الحصول على فرص جيدة في السباق الرئاسي، ونكايةً منه لغريمته "لوبان" التي ارتفعت أسهم فوزها بعد فوز دونالد ترامب بسباق الرئاسة الأمريكي، كي يعرقل طريقها في الحصول على أصوات العمال والشعوبيين في الشمال الفرنسي الذين ملوا قيادة "فرانسوا أولاند" المرتعشة للبلاد.
على الضفة الأخرى من الشاطئ، يظهر في المشهد السياسي الفرنسي نجم (جديد- قديم) وهو "آلان جوبيه"؛ رئيس الحكومة في عهد "جاك شيراك"، الذي قال عنه المحلل السياسي الفرنسي الكبير "آلان مينك"، إنه الأمل الوحيد المتبقي وحائط الصد الأخير ضد فيضان "اليمين المتطرف" الجارف متمثلًا في حزب الجبهة الوطنية وزعيمته "جان ماري لوبان".
ويعزي مراقبون فرنسيون زيادة فرص جوبيه بالفوز بالسباق أو بالأحرى مواجهة لوبان، إلى قدرته على ملئ فراغ ساركوزي في حال عدم ترشح "بايرو" للرئاسة، فهو ليس ذو وجه مألوف للدولة مثل ساركوزي وله ما ليس لبايرو من الخبرة والتمرس السياسي في مؤسسة الحكم في عهد ساركوزي.
فقد تبوأ جوبيه عدة مناصب في عهود متتالية، وزير الدفاع والخارجية في عهدي ميتران و ساركوزي، صال وجال حينها في المحافل الدولية كمجلس الأمن الذي كان له بالغ الأثر فيه.