هل يعزز فوز ترامب فرص لوبان في رئاسة فرنسا؟
"اليمين المتطرف".. مصطلح سياسي ذاع صيته في الأعوام الأخيرة كبديل مطروح بقوة لأحزاب اليمين المحافظ ويمين الوسط ويسار الوسط واليسار في أوروبا لاسيما الولايات المتحدة.
"اليمين المتطرف".. مصطلح سياسي ذاع صيته في الأعوام الأخيرة كبديل مطروح بقوة لأحزاب اليمين المحافظ ويمين الوسط ويسار الوسط واليسار في أوروبا لاسيما الولايات المتحدة.
جاء ذلك بعد علو صوت المطالبين بإزالة الأيدي المرتعشة لليسار الفرنسي والديمقراطيين الأمريكي وغيرهم من الأحزاب الغربية الحاكمة في مواجهة الإرهاب، واستبدالها بأخرى تستطيع أن تضع حلولًا جذرية لهذه الظاهرة التي أضحت معضلة للعالم، بحسب النسخة الفرنسية لمجلة "إيكونوميست".
وكان لفوز الرئيس الأمريكي المنتخب "دونالد ترامب" بالغ الأثر في تشكيل كتلة حرجة ترغب في تنفيذ مشروع اليمين المتطرف الذي تمتد أذرعه من واشنطن "حالياً إلى تل أبيب مروراً بسويسرا وحركات العنف الألمانية كـ "بيجيدا" وصولاً إلى "يمين متطرف فرنسي مرتقب"، متمثل في رئيسة حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف "ماري لوبان" وريثة تركة التعصب والعرقية والعنصرية من "لوبان الأب"، وأول المهنئين لترامب بفوزه على كلينتون، قبل إعلان النتيجة بساعات.
وبدا الحديث عن فوزها برئاسة الإليزيه قبل إعلان النتيجة، حالماً وغير مؤكد، إلى أن صدم العالم ولا سيما فرنسا- التي تحشرجت أنفاس رئيسها الحالي عند تعليقه على الخبر – بفوز ترامب، فقد كانت أقصى طموحاتها ترمي إلى حجز المقعد الثاني بعد "آلان جوبيه" رئيس حكومة جاك شيراك، وكان أنصارها يعدون ذلك انتصاراً كبيراً وغير مسبوق.
أما الآن وقد فاز ترامب، واتجه العالم إلى مارد يميني متطرف جديد قد يلقي بظلاله على توجهات الشعوب في اختيار حكوماتها المقبلة، فإن شيء ما قد تغير في لعبة الشطرنج الانتخابية الجديدة في فرنسا، والتي ستفتح باباً لدخول العالم في هوة توجهات اليمين المتطرف المعادي للأقليات في العالم، ما ينذر بكارثة تنتظر الجميع.
وكأن عرساً قد أقيم ليلة فوز ترامب في مقر حزب "الجبهة الوطنية"، فقد غردت لوبان قبيل إعلان النتيجة على "تويتر" بأنها تهنئ الشعب الأمريكي "الحر" بحصوله على زعيم جديد.
ورغم الاختلاف السياسي الحاد بين "لوبان الأب" و ابنته ماري، إلا أنه غرد قائلًا: "اليوم في أمريكا.. وغداً في فرنسا"، الأمر الذي دفع رئيس حملتها الانتخابية "فلوريان فيليبّو" بالقول: "إن عالمهم ينهار.. لنبني عليه عالمنا الخاص"، في إشارة منه للأحزاب اليسارية والمحافظة التي تحكم الولايات المتحدة وفرنسا.
وتظهر أوجه التشابه بين شخصيتي الزعيمين الأمريكي "ترامب" والفرنسية "لوبان، جلية وواضحة، فللزعيمين نفس الأسلوب في الحديث عن أحلام البسطاء، ونفس مبدأ الوطنية المبنية على الحنين للأمجاد، ورفض كل ما هو ليس شعبي، نفس التظاهر بالدفاع عن الطبقات المنسية من قبل الحكومات.
يوجهون حديثهم لذلك المواطن "الأبيض"، مستخدمين نفس المفردات، توجه السيدة لوبان لشريحة العمال في شمال فرنسا، والتي تستطيع إذا ما فازت بثقتها أن تحصل على أعداد غفيرة من أصوات الجماهير التي ستحشد لها من خلال تواصلها مع بعضها البعض وليس مع النخب التي تمص دماءها وتتربح من معاناتها.
وللزعيمين أيضاً نفس النزعة القومية، وكلاهما مؤيد للـ بريكسيت "سياسة الانفصال" ومتعاطف مع روسيا، فقد اقترض حزب الجبهة الوطنية المال من إحدى البنوك الروسية بتوصية من الكرملين.
ولا تخفي لوبان إعجابها بالزعيم الروسي "فلاديمير بوتين"، ما ينبئ بتحالف الزعماء الثلاثة (لوبان، ترامب وبوتين) وتكوين لوبي يميني متطرف يعيد تقسيم الاتحاد الأوروبي وتقويض النظم السياسية والاقتصادية القديمة، فقد وعدت لوبان بعد ظهور نتيجة استفتاء "بريكسيت" الذي انتهى بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بعمل استفتاء "فريكسيت" الخاص بفرنسا.