الجزائر وفرنسا تفتحان ملف الذاكرة.. اجتماع حضوري ينقب عن أسباب الاستعمار
في محاولة للتفتيش حول أصول وأسباب الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، تعقد لجنة الذاكرة الجزائرية الفرنسية حول فترة الاستعمار، أول اجتماع لها منذ إنشائها، في الجزائر، يومي الأربعاء والخميس المقبلين.
ويقول مصدر مقرب من الملف لوكالة «فرنس برس»، إن اللجنة المشتركة التي سبق وعقدت اجتماعين، الأول عبر تقنية الفيديو في أبريل/نيسان، والثاني في باريس في يونيو/حزيران الماضيين، ستعقد اجتماعا -لم يعلن عنه- في قسنطينة (شرق).
وكانت الرئاسة الجزائرية كشفت أن «الجانب الجزائري قدّم ورقة عمل وفق المبادئ الأساسية الواردة في بيان الجزائر» الموقع بمناسبة زيارة الرئيس ايمانويل ماكرون، و«كذلك بيان اللجنة الحكومية المشتركة الرفيعة المستوى» التي عقدت في الجزائر في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
أسباب الاستعمار
وأكدت الرئاسة الفرنسية أن هذه اللجنة المستقلة «ستعمل أولاً على أصول وأسباب الاستعمار الفرنسي للجزائر في القرن التاسع عشر، من خلال جرد لوثائق الأرشيف المودعة في فرنسا والجزائر، والتي تتطرق بشكل خاص إلى الغزو الاستعماري».
وجرى الإعلان عن تشكيل اللجنة خلال زيارة ماكرون ولقائه نظيره الجزائري عبد المجيد تبون في أغسطس/آب 2022، ومهمتها «النظر معا في تلك الفترة التاريخية» من بداية الاستعمار (1830) حتى نهاية حرب الاستقلال (1962).
جاءت زيارة ماكرون للجزائر بعد أشهر من أزمة بين البلدين بعدما اعتبر الرئيس الفرنسي في سبتمبر/أيلول 2021 أن الجزائر أنشأت بعد استقلالها عام 1962 «ريعا للذاكرة» حول حرب الاستقلال، كرسه «النظام السياسي-العسكري».
وفي أغسطس/آب الماضي، قررت فرنسا توفير مزيد من تسهيلات الوصول إلى أرشيفها المتصل بحرب الجزائر، بحيث تسمح بالاطّلاع على الملفات المتعلّقة بقاصرين، في خطوة كان يطالب بها مؤرخون وعائلات، بعد تسهيل الوصول إلى الأرشيف السرّي في مارس/آذار 2021.
وتضم اللجنة من الجانب الجزائري خمسة مؤرخين هم: محمد القورصو ولحسن زغيدي وجمال يحياوي وعبد العزيز فيلالي وإيدير حاشي.
ويرأس اللجنة من الجانب الفرنسي المؤرخ بنجامان ستورا، مع عضوية المؤرخين فلورانس أودوفيتز وجاك فريمو وجان جاك جوردي وترامور كيمونور.