تبون وملف "الذاكرة" الجزائرية.. لا للتخلي أو المساومة
أعاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون فتح ملف "الذاكرة" التي تخص كتابة تاريخ فترة الاستعمار الفرنسي لبلاده (1830-1962).
تبون، الذي كان يتحدث في لقاء مع صحفيين جزائريين بثه التلفزيون الجزائري الحكومي، مساء السبت، قال إن "الجزائر لن تتخلى أبدا عن ملف الذاكرة ولن تساوم بشأنه مع أي دولة".
وأضاف "نحن اليوم نسير خطوة بخطوة في هذا الملف، وهم يعلمون جيدا بأننا لن نتخلى أبدا عنه".
وحول تعامل الجزائر وفرنسا مع هذا الملف الذي يشكل نقطة خلاف رئيسية بين البلدين، "كانت هناك مواجهة في السابق، غير أننا أصبحنا اليوم متقبلين لفكرة دراسة الأحداث المهمة التي شكلت ذاكرتنا خلال الحقبة الاستعمارية".
وأشار إلى إنشاء لجنة مشتركة تضم مؤرخين من البلدين كانت قد شرعت في عملها مؤخرا، معربا عن أمله في أن يكون هناك تفاهم كاف بين الطرفين للتوصل إلى "مخرجات ملموسة" في هذا الشأن.
تبون أكد أيضا أهمية التوصل إلى إدراج التاريخ المتعلق بالمقاومة الشعبية ضد الاحتلال الفرنسي والمراحل التي تلتها في الكتب المدرسية لكلا البلدين.
وقال "يجب التعمق في كتابة تاريخ كفاح الشعب الجزائري الذي دام أزيد من 132 سنة.. من لا يعرف تاريخ وطنه ولا يمجد شهداءه، لا يمكنه الذهاب بعيدا".
وعقدت اللجنة المشتركة للذاكرة أول اجتماع لها في أبريل/نيسان الماضي عبر الإنترنت، وهي تضم من الجانب الجزائري 5 مؤرخين هم محمد القورصو ولحسن زغيدي وجمال يحياوي وعبدالعزيز فيلالي وإيدير حاشي برئاسة عبدالمجيد شيخي، مستشار الرئيس تبون، بينما يرأس اللجنة من الجانب الفرنسي بنجامان ستورا، مع عضوية المؤرخين فلورانس أودوفيتز وجاك فريمو وجون جاك جوردي وترامور كيمونور.
ومن جهة أخرى، أكد الرئيس الجزائري عزم بلاده على مواصلة جهودها من أجل تقوية الجبهة الداخلية وتجاوز الصراعات الهامشية وكل أشكال خطابات الكراهية.
وأعرب تبون عن أسفه لدرجة الكراهية التي وصل إليها البعض اليوم، ووصفهم بأنهم أقلية، مضيفا "نحن نعمل على مواجهة كل الخطابات من هذا النوع".
وقال: "نحن نمضي قدما والجزائر الجديدة التي نطمح إليها لا تتعلق بمستقبل شخص واحد إنما تخص شعبا برمته، ونعمل على تحقيق ذلك من خلال حث شبابنا على الانخراط في مختلف مجالات الإدارة".
وأضاف تبون: "حاولنا الدفع بأكبر عدد من الشباب في الاستحقاقات الانتخابية السابقة، وهو ما انعكس في الواقع من خلال تواجد العديد من رؤساء المجالس الشعبية البلدية ونواب الشعب من فئة الشباب، الأمر الذي يتماشى مع التغيير السريع الذي يشهده العالم بأسره في مختلف المجالات".
وكشف تبون أن الجزائر استعادت ما قيمته 22 مليار دولار من الأموال والممتلكات المنهوبة داخل وخارج البلاد، مؤكدا أن التحقيق في قضايا الفساد ما زال متواصلا.
وقال إن "آخر تقرير لمصالح وزارتي العدل والمالية يبين أن قيمة الأموال والممتلكات المنهوبة التي تم استرجاعها من داخل وخارج الوطن فاقت قيمتها 22 مليار دولار"، مشيرا إلى أن "التحقيق في قضايا الفساد يتم بشكل يومي ولا يقتصر على ملفات قديمة، بل يشمل أيضا قضايا جديدة".
وأشار إلى مشاركة دول أوروبية مع الجزائر في التحقيقات بقضايا الفساد، وقال "هناك العديد من الدول التي تحركت مع الجزائر لإرجاع الأموال المنهوبة".