الهجرة غير الشرعية تتصدر مباحثات وزير الداخلية الفرنسي في الجزائر
تصدرت ملفات الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب مباحثات وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان خلال زيارته الحالية إلى الجزائر.
وبدأ دارمانان الجمعة زيارة مفاجئة للجزائر تستغرق 3 أيام التقى خلالها نظيره الجزائري إبراهيم مراد، وعددا من المسؤولين لبحث عدة قضايا تؤرق باريس، منها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتأشيرات الممنوحة للجزائريين للدخول لفرنسا، بحسب وسائل إعلام جزائرية.
وتأتي هذه الزيارة في إطار التحسن في العلاقات الثنائية بين الجزائر وباريس، منذ زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى الجزائر في أغسطس/آب الماضي.
وتعد هذه الزيارة، التي لم يعلن عنها مسبقا، هي تعد الثالثة لمسؤول فرنسي رفيع المستوى، خلال 4 أشهر، بعد زيارة ماكرون في أغسطس/آب الماضي، ثم رئيسة الوزراء إليزابيث بورن، رفقة 14 وزيرا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن المتوقع أن يزور وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو، الجزائر قبل نهاية العام الجاري، بحسب السفير الفرنسي بالجزائر فرانسوا غويات.
وتلقى الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس السبت اتصالا هاتفيا من ماكرون تطرقا فيها إلى العلاقات الثنائية وآفاق التعاون بين البلدين، كما تبادلا وجهات النظر بشأن الوضع في ليبيا ومنطقة الساحل وقضايا إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.
وتشغل قضية الهجرة غير الشرعية بال باريس التي تعد قانونا خاصا بالهجرة، يتوقع أن يكون متشددا في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين.
وتحولت قضية المهاجرين إلى موضوع للمزايدات في الأوساط السياسية الفرنسية، حيث سيبحث وزير الداخلية الفرنسي عن حلول وسط مع السلطات الجزائرية بشأن ترحيل الرعايا الجزائريين الذين يوجدون بطريقة غير شرعية بفرنسا، وهي المسألة التي كانت سببا في اتخاذ باريس قرارات عقّدت من مهمة طالبي التأشيرة، بعد ما قرر الجانب الفرنسي تخفيض عددها إلى النصف، وفق قرار صادر عن الداخلية الفرنسية، تم الكشف عنه في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، وتسبب في تأزيم العلاقات الثنائية.
واعتبرت الجزائر أن مبررات قرار تخفيض عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها غير قانونية، رافضا القرار في ظل الاتفاقية الموقعة بين البلدين في 27 ديسمبر/كانون الأول 1968، والتي تتيح للجزائريين من دون سواهم من رعايا دول المغرب العربي، امتيازات استثنائية في الإقامة والتنقل والعمل والدراسة وممارسة الأنشطة التجارية.
وتزامنت زيارة وزير الداخلية الفرنسي للجزائر، مع زيارة وزيرة الخارجية الفرنسية، كاثرين كولونا، إلى المغرب للبحث في نفس القضية، إضافة للتحضير لزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي ماكرون للرباط.
وبخلاف مباحثاته مع المسؤولين الجزائريين، فإن زيارة دارمانان، الذي ترافقه زوجته، ستشمل الصحراء الجزائرية لزيارة المكان الذي ولد فيه جده "دوار أولاد غالية"، حيث أنه من أصول جزائرية ومالطية.