الجزائر.. قائد الطائرة المنكوبة يتحول إلى بطل قومي بقصة حزينة
تسريب لحديث قائد الطائرة مع برج المراقبة كشف عن صدمة جديدة هزت الشارع الجزائري.. تعرف عليها
ما زال الجزائريون يعيشون تحت فاجعة سقوط الطائرة العسكرية بمنطقة بوفاريك، والتي خلفت أثقل حصيلة في تاريخ البلاد، بعد أن وصلت إلى 257 ضحية، وزادت أكثر مع بدء انتشار صور الضحايا الذين كشفت وزارة الدفاع الجزائرية أن غالبيتهم من جنود الجيش وبعض عائلاتهم.
وفي ظل مشاعر الحزن التي عمت البلاد، بطل جديد يدخل سجل أبطال الجزائر، وهو قائد الطائرة العسكرية الذي كشفت وزارة الدفاع الجزائرية عن هويته، وهو المقدم إسماعيل دوسان صاحب الـ46 عاماً، وأب لثلاثة أطفال، وكان من بين ضحايا الطائرة المنكوبة.
إسماعيل دوسان "رحل بطلاً بالصوت" وهو يكشف لبرج المراقبة أن "الطائرة ستسقط، وأنه سيعمل على تجنيب وقوعها فوق منطقة آهلة بالسكان"، إلى أن ساقها باتجاه منطقة زراعية غير مأهولة بالسكان، كما ذكرت وزارة الدفاع الجزائرية.
وبحسب ما ذكره سكان قريبون من منطقة سقوط الطائرة العسكرية لوسائل إعلام محلية في الجزائر، فقد اشتعلت النيران في المحرك الأيمن للطائرة مباشرة بعد إقلاعها، ليُسمع بعدها دوي انفجار كبير عند اصطدامها بالأرض، وشارك مواطنون برفقة الحماية المدنية في إطفاء النيران التي أتت على الطائرة كاملة.
وبحسب ما تسرب من تسجيل الحديث الذي دار بين قائد الطائرة إسماعيل دوسان وبرج المراقبة، كان بمثابة "الصدمة الجديدة" التي أذرفت المزيد من دموع التحسر.
كلام أجمع كل من سمعه على أنه "يُبكي الحجر"، وهذا ما جاء فيه:
بعد أن فقد الطيار إسماعيل السيطرة على الطائرة رفع مكبر الصوت ليبلغ الراكبين من جنود ومدنيين بالتالي: "أبنائي، نعم أبنائي، اسمحوا لي أن أتخلى عن الرسميات في هذه اللحظة، ليس لديّ الوقت لأمهد.. إنها الشهادة، وأرجو أن تسامحوني على هذا الخبر، لكن تفصلنا دقائق على وقوع الطائرة.. لا تنسوا الشهادتين الله يحفظكم".
وكان رد الجنود بصوت واحد: "نحن مع قرارك حضرات.. راك مسامح حضرات دنيا وآخرة".
وأبلغ حينها برج المراقبة بالتالي: "سأتجنب المناطق السكنية كي لا تكون هناك خسائر بشرية".
في لحظات الموت، وفي أصعب اللحظات التي يمكن أن يعيشها الإنسان، تذكر قائد الطائرة نطق الشهادتين، وذكّر بها الجنود والراكبين، وفي الوهلة ذاتها، يخشى أن يكون سبباً في سقوط المزيد من الأرواح.