بقيادة أسطول البحر الأسود.. مناورات بحرية جزائرية روسية بالمتوسط
تستعد البحريتان الجزائرية والروسية لتنفيذ مناورات عسكرية في السواحل الإقليمية الجزائرية خلال الأسبوع الجاري.
وكشفت وسائل الإعلام الروسية عن وصول أسطول حربي بحري كامل من روسيا يتبع "أسطول البحر الأسود" إلى الجزائر تمهيدا للتمرين الدولي المشترك بعنوان "مناورات بحرية مشتركة – 2021 مع سفن البحرية الجزائرية"، فيما لم تؤكد وزارة الدفاع الجزائرية لحد الآن هذه الأخبار.
ووفق التقارير الإعلامية الروسية، فقد وصل إلى ميناء الجزائر العاصمة أسطول مكون من الفرقاطة "الأدميرال غريغوروفيتش"، والسفينة الدورية "دميتري روغاتشيف" وزورق الإنقاذ "SB-742" من التجمع الدائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
وجرت آخر مناورات بين البحريتين الجزائرية والروسية نهاية نوفمبر/تشرين الثاني 2019، وشهدت مشاركة 3 سفن حربية تابعة للقوات البحرية الروسية، بالإضافة إلى مشاركة الجزائر بعدة سفن حربية ووسائل جوية وفريق اقتحام من الرماة البحريين.
والمناورات العسكرية بين جيشي البلدين "تطبيقاً لبرنامج التعاون الثنائي العسكري الجزائري الروسي لعام 2019، والمصادق عليه من طرف القيادة العليا للجيش"، وفق وزارة الدفاع الجزائرية.
كما أوضحت في وقت سابق بأن الهدف منها "تعزيز قدرات الطرفين في مجال التعاون البحري من خلال العمل المشترك لمواجهة أي تهديدات أو خطر محتمل بإمكانه المساس بالأمن البحري".
وجرت مطلع الشهر الماضي، أول مناورات عسكرية بين جيشي البلدين "خارج الجزائر" في مجال مكافحة الإرهاب.
وشاركت وحدات عسكرية من الجيش الجزائري في مناورة تكتيكية رفيعة المستوى لمكافحة الإرهاب مع القوات الخاصة الروسية للجيش الخامس المتمركز في منطقة "فلاديكافكاز" بـ"أوسيتيا الشمالية" بمشاركة قوات عسكرية من 5 دول أخرى وهي: أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وأرمينيا والهند وكازاخستان وباكستان.
وهذه المرة الأولى التي سيشارك فيها الجيش الجزائري بمناورات عسكرية خارج حدوده، والتي تجرى عادة داخل الأراضي الجزائرية وفق برامج سنوية تسمى "برنامج التحضير القتالي" تشارك فيها مختلف القوات المسلحة بالنواحي العسكرية الـ6 للبلاد.
وتم خلال المناورات البرية تحديد أهداف تتعلق بـ"إجراءات تكتيكية للبحث عن التشكيلات المسلحة غير الشرعية وكشفها وتدميرها" في إشارة إلى الجماعات الإرهابية المسلحة.
وترتبط الجزائر وروسيا بعلاقات استراتيجية توصف بـ"المثالية" منذ استقلال الجزائر قبل نحو 60 عاماً، وتعتبر موسكو الجزائر أحد كلفائها البارزين في المجالين العسكري والسياسي.
وتعد الجزائر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، بينما تعتبر روسيا مصدر الأسلحة التاريخي للجزائر، إذ تقتني الجزائر أكثر من 60% من أسلحتها من موسكو، وتمتلك 6 غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي "س 400".
وكذا دبابات وطائرات ومروحيات هجومية وأنظمة رادارات روسية تشكل ركيزة القوات المسلحة الجزائرية.
ويعزو الخبراء الأمنيون أسباب تركيز الجيش الجزائري في ترسانته العسكرية على السلاح الروسي إلى "الرفض الأمريكي ومماطلتها في تزويد الجزائر بأنظمة عسكرية"، وقررت الجزائر في 2010 الاستغناء عن أكثر من 50 % من طلبات الأسلحة التي تقدمت بها منذ عدة سنوات للولايات المتحدة.
وترتبط الجزائر وروسيا منذ 2001 بـ"اتفاق شراكة استراتيجية"، يتعلق بالشراكة والتعاون في عدة مجالات أبرزها الاقتصادي والتجاري والطاقوي والعسكري والعلمي والتقني.
وفي الشأن الأمني الإقليمي، تلتقي المواقف الجزائرية والروسية في الملفين الليبي والمالي، إذ شددا على رفضهما التدخلات العسكرية الأجنبية في الأزمة الليبية ودعواتهما لخروج المرتزقة والميليشيات من الأراضي الليبية، وأن يكون حل الأزمة في هذا البلد العربي بعيدا عن التدخلات الخارجية.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA=
جزيرة ام اند امز