الجزائر وروسيا.. "أولوية" دبلوماسية وعسكرية "تدعمها" أسلحة الردع
أكدت الجزائر وروسيا على "قوة" علاقاتهما الاستراتيجية "المثالية" ورغبتهما في أن تنتقل إلى "أولوية" خلال المرحلة المقبلة.
جاء ذلك خلال استقبال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة، الذي يقوم بأول زيارة إلى موسكو منذ توليه رئاسة الجيش نهاية 2019.
وفي تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الروسية، أكد قائد أركان الجيش الجزائري على أن العلاقات بين بلاده وروسيا "قوية جدا وتقوم على أساس متين"، ووصفها بـ"العلاقات المثالية"، ودعا نظراءه الروس لنقلها إلى "خانة الأولوية".
وأوضح الفريق شنقريحة أن "العلاقات القوية بين البلدين تعكس طبيعة الشراكة الاستراتيجية بينهما، وقد وصلت إلى مستوى مثالي، ونأمل أن نجعلها أولوية ونحافظ على المستوى العالي الذي وصلت إليه".
كما أعرب قائد الجيش الجزائري عن "امتنانه" لتعزيز روسيا الإمكانيات العسكرية للقوات المسلحة الجزائرية، وقدم شكره لموسكو على "مساعدة الجزائر لمواجهة التهديدات والتحديات على خلفية الوضع المتدهور في المنطقة والعالم".
وقال: "أريد أن أكرر أن ذكرى الشعب الجزائري ستظل ممتنة دائماً للاتحاد السوفيتي والاتحاد الروسي على الدعم الذي قدمتموه لجيشنا الوطني في تطوير القدرات والإمكانيات الدفاعية".
وشدد المسؤول العسكري الجزائري على "الدور المركزي الذي تلعبه الجزائر ليس فقط في البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، ولكن في جميع أنحاء القارة الأفريقية"، وأيضا لمواجهة التحديات الأمنية وعوامل عدم الاستقرار بالمنطقة خصوصاً في مالي وليبيا.
وأوضح أن بلاده "تعمل لتقوية دائرتها بحيث يضمن هذا التفوق في جميع المجالات ويحمي بلادنا من كل المخاطر خاصة في ظل ظروف صعبة حول العالم وعلى وجه الخصوص في منطقتنا".
واستطرد قائلا: "تميزت المنطقة منذ عدة سنوات بوجود عوامل أزمة كبيرة تؤثر بشكل طبيعي على الاستقرار مثل ليبيا ومالي".
وأثنى الفريق السعيد شنقريحة على الدعوة التي وجهت له من وزارة الدفاع الروسية للمشاركة في "مؤتمر موسكو للأمن الدولي"، وكذا لـ"الجهود التي تبذلها روسيا لتعزيز الاستقرار الاستراتيجي والدور الذي تلعبه في سوريا".
وأشار إلى أن الجزائر "تشاطر موقف روسيا ونرى الشجاعة التي تظهرونها على الساحة الدولية في إطار تسوية سلمية".
ويقوم قائد أركان الجيش الجزائري الفريق السعيد شنقريحة منذ الاثنين الماضي، بأول زيارة له إلى روسيا بدعوة من وزير الدفاع الروسي سيرجي شويغو، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الجزائرية.
وذكر بيان عن الوزارة حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منه بأن الفريق شنقريحة "يشارك في فعاليات الندوة التاسعة للأمن الدولي التي تنظمها فدرالية روسيا يومي 23 و24 يونيو/حزيران بموسكو".
علاقات استراتيجية
وكشف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في تصريحات إعلامية اعتزامه القيام بزيارة رسمية إلى موسكو بدعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه لم يحدد موعدا لها.
وتعد الجزائر ثالث مستورد للسلاح الروسي في العالم، بينما تعتبر روسيا مصدر الأسلحة التاريخي للجزائر، إذ تقتني الجزائر أكثر من 60 % من أسلحتها من موسكو، وتمتلك 6 غواصات روسية الصنع، بالإضافة إلى اقتنائها نظام الدفاع الجوي الصاروخي "س 400".
وكذا دبابات وطائرات ومروحيات هجومية وأنظمة رادارات روسية تشكل ركيزة القوات المسلحة الجزائرية.
ويعزو الخبراء الأمنيون أسباب تركيز الجيش الجزائري في ترسانته العسكرية على السلاح الروسي إلى "الرفض الأمريكي ومماطلتها في تزويد الجزائر بأنظمة عسكرية"، وقررت الجزائر في 2010 الاستغناء عن أكثر من 50 % من طلبات الأسلحة التي تقدمت بها منذ عدة سنوات للولايات المتحدة.
وترتبط الجزائر وروسيا منذ 2001 بـ"اتفاق شراكة استراتيجية"، يتعلق بالشراكة والتعاون في عدة مجالات أبرزها الاقتصادي والتجاري والطاقوي والعسكري والعلمي والتقني.
كما يعتبر البلدان من كبار منتجي النفط والغاز ويتصدران مزودي أوروبا بالغاز الطبيعي، ولروسيا أيضا استثمارات كبيرة في قطاع الطاقة بالجزائر تقودها شركات "غاز بروم" و"لوك أويل" و"زاروبيج".
واتفق البلدان العام الماضي على تزويد الشركات الروسية للجزائر بمعدات الحفر والنقل لصناعة التعدين وتكنولوجيا التشغيل الآلي لإدارة معدات التعدين والسلع الأخرى"، وكذا التحضير لمشاريع تعاون أخرى في قطاع المناجم بالجزائر.
وفي الشأن الأمني الإقليمي، تلتقي المواقف الجزائرية والروسية في الملفين الليبي والمالي، إذ شددا على رفضهما التدخلات العسكرية الأجنبية في الأزمة الليبية ودعواتهما لخروج المرتزقة والميليشيات من الأراضي الليبية، وأن يكون حل الأزمة في هذا البلد العربي بعيدا عن التدخلات الخارجية.
aXA6IDMuMTIuMTQ2LjEwMCA= جزيرة ام اند امز